اول صورة للمتهم بالكبشات
«صفعةعم غريب».. كمين أمني محكم ينهي مأساة المسن السويسي بعد اعتداء مهين أمام الجيران-فيديو

لم يكن "عم غريب" يتخيل أن نزوله من منزله لحل خلاف بسيط حول الإيجار سينتهي بمشهد قاسٍ يهز القلوب قبل الشاشات.
في دقائق قليلة، تحوّل النقاش إلى صفعات مهينة واعتداء علني أمام الجيران، وثقته عدسات الهواتف ليصبح فيديو "صفع المسن السويسي" حديث كل بيت في مصر.

مشهد الاعتداء.. لحظات من القهر والغضب
في الفيديو الذي اجتاح مواقع التواصل، يظهر "عم غريب"، وهو رجل في السبعين من عمره، محاصرًا أمام منزله من قبل مالك العقار، قبل أن يوجه له صفعة قوية على وجهه وسط دهشة الجيران وصراخ ابنته التي حاولت الاستغاثة.
الجيران الذين حاولوا تهدئة الموقف، أكدوا أن الرجل المسن كان يتجنب النزول من بيته منذ أيام خوفًا من تطور الخلاف، لكنهم أقنعوه بالنزول للتفاهم وإنهاء المشكلة وديًا... ليتحول الحوار إلى اعتداء عنيف صوّرته يد غادرة، وانتشر كالنار في الهشيم.
الأمن يتحرك.. كمين محكم يطيح بالجاني
ما إن انتشر الفيديو، حتى تحركت مديرية أمن السويس بسرعة خاطفة.
وبحسب مصدر أمني، فقد شكّل فريق بحث مكثف لتتبع الجاني، وتمكن من نصب كمين محكم له في حي الجناين بعد ساعات من الواقعة.
وأُلقي القبض عليه في مشهد أثار الارتياح الشعبي، بعد أن شوهد وهو مكبل بالأصفاد الحديدية (الكلبشات) بين أيدي رجال الأمن.
المتهم، الذي حاول في البداية إنكار الواقعة، اعترف لاحقًا باعتدائه على المسن، مبررًا فعلته بـ"الخلافات المالية"، وهو مبرر وصفه المصدر الأمني بأنه "أضعف من أن يبرر هذا العنف المهين لرجل في هذا العمر".

النيابة تتحرك بسرعة وتوجه تهمًا مشددة
النيابة العامة تسلمت المتهم خلال ساعات وبدأت التحقيق، ووجهت له عدة تهم من بينها:
-
الاعتداء البدني على مواطن مسن.
-
انتهاك حرمة منزل الغير.
-
الإيذاء العمد المؤدي لإهانة الكرامة الإنسانية.
وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، مع استكمال سماع الشهود واستدعاء الجيران الذين شهدوا الواقعة.
كما طلبت تقريرًا طبيًا لحالة "عم غريب" لتحديد حجم الإصابات ومدة علاجها.

تضامن واسع ورسائل غضب على مواقع التواصل
في ساعات قليلة، تصدر وسم #حق_عم_غريب قائمة الأكثر تداولًا على "فيسبوك" و"إكس"، وسط تعليقات غاضبة ومؤثرة.
كتب أحد المستخدمين:
"لو كلنا سكتنا، بكرة كل أب أو جد ممكن يكون مكان عم غريب!"
بينما قالت سيدة من السويس:
"اللي يمد إيده على راجل كبير لازم يتحاسب فورًا.. البلد دي فيها قانون وعدالة مش هتسيب حق الغلبان."
وانتشرت دعوات تطالب بتغليظ العقوبة لتصبح رادعة لكل من يعتدي على كبار السن، معتبرين الواقعة "صفعة في وجه الإنسانية".
خبراء: الواقعة جرس إنذار لمجتمع ينسى الرحمة
يقول الخبير الاجتماعي الدكتور محمود الجارحي إن تكرار حوادث العنف ضد كبار السن مؤشر خطير على تراجع قيم الاحترام داخل الأسرة المصرية.
وأضاف في تصريح خاص:
"ما حدث لعم غريب ليس مجرد اعتداء، بل سقوط أخلاقي يتطلب وقفة من الدولة والمجتمع والإعلام لتذكير الناس بقدسية الكبار واحترامهم."
العقوبة القانونية المتوقعة للجاني
بحسب قانون العقوبات المصري، فإن الجاني يواجه عقوبة تصل إلى الحبس من 3 إلى 5 سنوات بتهمة الضرب المفضي إلى إصابة، ويمكن أن تتضاعف العقوبة إذا ثبت وجود نية الإهانة أو الاستهداف العمد لمسن، باعتبارها ظرفًا مُشدِّدًا.
كما يمكن أن تُضاف مادة انتهاك حرمة المسكن المنصوص عليها في المادة (370) من القانون، والتي قد ترفع العقوبة إلى السجن المشدد إذا تم الاعتداء داخل منزل الضحية أو بحضور أسرته.
مصدر قضائي أكد أن النيابة تتجه نحو تطبيق أقصى العقوبات لتكون الواقعة "رسالة واضحة" بأن الاعتداء على كبار السن خط أحمر لا يُغتفر.
صفعة أيقظت ضمير الوطن
قصة "عم غريب" لم تعد مجرد خبر عابر، بل صرخة حقيقية في وجه العنف والغلظة التي تهدد نسيج المجتمع.
تحركت الشرطة سريعًا، وتحدثت النيابة بحزم، لكن يبقى الدرس الأكبر:
أن كرامة الإنسان لا تُقاس بالعمر أو المال، بل تُصان بالرحمة والعدل.

