حب شيطاني ينتهي بالمشنقة.. مقتل زوجة عم على يد قريبها في الصعيد

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة أسيوط خلال السنوات الأخيرة، سطّرت قرية النخيلة بمركز أبو تيج فصلًا مأساويًا من الجريمة والانتقام، بعدما أقدم شاب في مقتبل عمره على قتل زوجة عمه بطريقة وحشية، انتقامًا منها بعد أن صدّت محاولاته لإقامة علاقة غير شرعية معها.
بداية القصة: خلافات أسرية تنتهي بطرد الشاب من منزل أسرته
بدأت أحداث القصة حين طُرد الشاب خليفة. ع، البالغ من العمر 20 عامًا، من منزل أسرته بسبب خلافات وشجارات متكررة مع والده. لم يجد خليفة ملجأ سوى منزل أحد أقاربه، فانتقل ليعيش مع سيد. ع، نجل عم والده، وزوج المجني عليها صفاء. م، وهي سيدة في الثلاثينات من عمرها، معروفة بين أهل القرية بحسن الخلق والطيبة.
وخلال ثلاث سنوات، عاش خليفة في منزل سيد كأحد أفراد الأسرة، حيث عاملته صفاء كابنٍ لها، وحرصت على رعايته وتوفير سبل الراحة له، دون أن تدري أنها تحتضن من سيصبح قاتلها يومًا ما.
تحول المشاعر إلى نوايا خبيثة
مع مرور الوقت، انقلبت مشاعر خليفة نحو صفاء من الامتنان إلى رغبة محرمة. بدأ يحاول التقرب منها بطرق غير لائقة، لكنها صدّته بحزمٍ وغضب، مؤكدة له أن مكانته عندها لا تتعدى ابن الأسرة.
لم يتقبل خليفة الرفض، وأصرّ على محاولاته، حتى قررت صفاء طرده من المنزل حفاظًا على نفسها وبيتها، لتنتهي العلاقة بينهما إلى قطيعة تامة.
غير أن الحقد استقر في قلبه، وبدأ يبيت نية الانتقام منها على ما اعتبره "إهانة وفضيحة".
يوم الجريمة: مراقبة وانتقام مروّع
ظلّ خليفة يراقب منزل صفاء لأيام طويلة من شرفة منزل والدها المقابل، يتحيّن اللحظة المناسبة للانتقام.
وفي صباح أحد الأيام، وبعد أن تأكد من خروج زوجها إلى عمله، حمل سكينًا حادًا وتوجّه إلى منزلها.
تسلّل إلى الداخل بخطوات هادئة حتى وصل إلى غرفة النوم، حيث كانت صفاء نائمة في فراشها، ليبدأ طعنها في بطنها ووجهها بلا رحمة.
استيقظت صفاء من الألم وصرخت مستنجدة بابنتها الصغيرة أسماء، التي هرعت إلى الغرفة تحاول إنقاذ والدتها، لكنها وقفت عاجزة أمام عنف الشاب الذي واصل تسديد الطعنات المتتالية.
وفي لحظة قاسية، أمسك خليفة برقبة صفاء، ونحرها بسكينه حتى فارقت الحياة وسط صرخات ابنتها. بعدها غادر المكان تاركًا المشهد المروّع خلفه، والطفلة في حالة انهيار.
تسليم الجاني نفسه واعتراف صادم
بعد ارتكاب الجريمة، لم يحاول خليفة الهروب، بل توجّه إلى قسم شرطة أبو تيج وسلّم نفسه، معترفًا بدمٍ بارد بجريمته، مؤكدًا أنه قتلها انتقامًا منها لأنها رفضت إقامة علاقة معه.
وبمجرد تلقي البلاغ، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، حيث تم العثور على جثة المجني عليها غارقة في دمائها، وتم نقلها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
التحقيقات والمحاكمة: إعدام القاتل شنقًا
باشرت النيابة العامة التحقيقات، التي أكدت صحة اعترافات المتهم وتطابقها مع الأدلة والمعاينة الميدانية. كما استمعت النيابة إلى شهادة ابنة المجني عليها، التي روت تفاصيل مرعبة عن الجريمة.
وأحالت النيابة المتهم خليفة. ع إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بدافع الانتقام.
وبعد جلسات مطولة، قضت محكمة جنايات أسيوط برئاسة المستشار حفني عبد الفتاح، وعضوية المستشارين محمد عبد الحميد الزارع وحازم شوقي عقيل، وبحضور وكيلي النائب العام معتز جمال وعمرو أبوسديرة، بـإعدام المتهم شنقًا حتى الموت، بعد أن ثبت يقينًا ارتكابه للجريمة عمدًا وبكامل إرادته.

