جريمة تهز الإسكندرية.. زوج يقتل زوجته بعد تعذيبها داخل الشقة

لم تتخيل سعاد أن البيت الذي حلمت أن يكون مأوى للأمان سيصبح مسرحًا للعذاب، وأن الزوج الذي اختارته بقلبها يومًا سيكون سببًا في رحيلها. بعد سنوات من الصبر ومحاولات الحفاظ على بيتها، كان القدر يخبئ لها نهاية مأساوية داخل منزلهم بحي السيوف بالإسكندرية.
صباح الجمعة.. أصوات استغاثة تهز الحي
في صباح الجمعة الماضي، كان الهدوء يلف الحي الشعبي، حين سمع الأهالي أصوات استغاثة عالية من إحدى الشقق. لم يكن أحد يدرك أن خلف ذلك الباب المغلق كانت امرأة تُصارع من أجل حياتها، بينما زوجها، الذي وعدها يومًا أن يكون سندها، يمارس عليها أبشع أنواع التعذيب.
حياة من الصمت والآلام
كانت سعاد، ربة منزل في الثانية والأربعين من عمرها، تعيش حياة بسيطة مع زوجها الذي تغير مع مرور الأيام. بدأت الخلافات الصغيرة تكبر، ومع كل يوم كانت تنزف من الداخل في صمت، تحاول الحفاظ على بيتها مهما كلفها الأمر، وتخفي دموعها خلف ابتسامة زائفة، مكررة دائمًا: "يمكن بكرة يكون أحسن".
لكن "بكرة" لم يأتِ، بل جاء اليوم الذي لم تصمد فيه روحها الطيبة أمام عنف زوجها المتصاعد.
العنف يتصاعد.. ونهاية مأساوية
بعد شجار جديد، تجاوز الزوج كل حدود الإنسانية، صرخ، شتم، ثم امتدت يداه لتكتب آخر فصول القسوة. لم يكن الضرب هذه المرة ككل مرة، بل كان عذابًا لم تحتمله روحها. لفظت سعاد أنفاسها الأخيرة وهي ما زالت ترتدي ثوب البيت الذي كانت تعتقد أنه ملاذها.
الجيران الذين سمعوا الصراخ هرعوا إلى الشقة، لكنهم لم يتمكنوا من كسر الباب إلا بعد فوات الأوان. كانت سعاد مسجاة على السرير، جسدها يحمل آثار التعذيب، ووجهها يحكي كل شيء. لم يعد هناك صوت سوى صدى الصدمة التي خيمت على المكان.
لحظة الصدمة.. شقيقها يكتشف الجريمة
تلقي شقيقها مكالمة من الزوج، فهرع مسرعًا إلى شقة شقيقته، يلهث بين الدرجات ويكرر: "يارب تكوني بخير يا سعاد".
وعند وصوله، تجمد في مكانه، ليجد شقيقته جثة هامدة، ودموعه تسابق كلماته وهو يصرخ: "حرام عليك، هي عملت فيك إيه؟".
الزوج يفر والشرطة تصل متأخرة
لم ينتظر الزوج أحدًا، ولاذ بالفرار قبل وصول الشرطة، تاركًا خلفه شقة ملطخة بالألم وامرأة فارقت الحياة.
الجيران أكدوا أمام الأجهزة الأمنية أنهم سمعوا أصوات شجار قوية قبل الواقعة، وأن المتهم حاول إلقاء زوجته من الشرفة، ثم لجأ إلى صعقها بالكهرباء، حيث كانت سعاد تصرخ في محاولة منها للنجاة.
التحقيقات.. القبض على الزوج
جلس شقيق الضحية في قسم الشرطة مذهولًا، يروي التفاصيل للضباط، محاولًا استيعاب ما حدث، وعيناه لا تفارقان صور شقيقته.
قال بصوت حزين: "كانت بتخاف على بيتها أكتر من نفسها... كانت دايمًا بتقول أنا هصلح الأمور".
من جانبها، نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية في القبض على الزوج المتهم. وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

