من المدرسة إلى الجريمة: تلميذ يقتل زميله ويهدر دماءه في 3 أماكن مختلفة

كشفت مصادر أمنية عن تفاصيل جديدة في التحقيقات الجارية حول قضية مقتل التلميذ محمد أحمد محمد على يد زميله يوسف.أ باستخدام صاروخ كهربائي بمنطقة الإسماعيلية. وأكدت التحقيقات أن المتهم كان بكامل وعيه وقواه العقلية عند ارتكاب الجريمة، ولم تظهر عليه أي علامات لاضطرابات نفسية يمكن أن تؤثر على مسؤوليته الجنائية.
تقرير الطب الشرعي.. نية القتل العمد مؤكدة
أنهى الطب الشرعي فحص الحالة النفسية والعقلية للمتهم، ورفع تقريره إلى جهات التحقيق، مؤكدًا أن الجريمة نُفذت بتخطيط مسبق وهدوء كامل، ما يثبت توافر نية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهو ما أغلق الباب أمام أي ادعاءات بفقدان المتهم وعيه أثناء ارتكاب الجريمة.
اعترافات المتهم.. تقليد فيلم أجنبي
أدلى المتهم يوسف.أ باعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق، قال فيها إنه قرر تنفيذ الجريمة بعد تأثره بمشاهد العنف في أحد الأفلام الأجنبية ومسلسل "ديكستر"، محاولًا تقليد البطل.
وأوضح أنه قام بالتحضير للجريمة بشراء جوانتيات وأكياس سوداء لإخفاء الجثة، واستدرج المجني عليه إلى منزله، ثم أقدم على قتله وتقطيع جثته باستخدام صاروخ كهربائي إلى أجزاء قبل التخلص منها في أماكن متفرقة بمنطقة كارفور بالإسماعيلية.
طريقة التخلص من الأشلاء.. تفاصيل صادمة
كشف المتهم أنه وضع أجزاء الجثة في أكياس بلاستيكية، ثم حملها في حقيبته المدرسية وسار على قدميه حتى منطقة كارفور.
وأشار إلى أنه تخلص من الأشلاء في ثلاثة أماكن:
-
أرض زراعية خلف كارفور.
-
بحيرة الصيادين.
-
مكان مهجور مرتفع عن الطريق الرئيسي.
وأكد المتهم أنه نفذ الجريمة بمفرده دون أي مساعدة من أحد، وأنه لم يستخدم أي وسيلة مواصلات أثناء نقل الأشلاء.
ضحايا الجريمة.. صدمة الأسرة والمجتمع
تحولت القضية إلى رأي عام واسع، حيث طالب الأهالي والشارع المصري بالقصاص العادل، مؤكدين أن الجريمة تعد من أبشع الجرائم التي شهدتها المحافظة في السنوات الأخيرة.
وقالت مروة قاسم، والدة المجني عليه: "ابني اتقتل بوحشية لا يصدقها عقل، ومفيش حاجة تعوضني غير إن القاتل ياخد جزاءه العادل بالإعدام شنقًا". وأشارت إلى ضرورة تعديل قانون الطفل لتشديد العقوبة على جرائم القتل العمد حتى لو كان مرتكبها دون سن 18 عامًا.
التحريات الأمنية.. جهود مكثفة لضبط الجاني ومعاينة مسرح الجريمة
تشكّل فريق بحث برئاسة العميد مصطفى عرفة، رئيس مباحث المديرية، لمتابعة القضية، بمشاركة ضباط مباحث مركز الإسماعيلية، وجرى تكثيف التحريات لمعرفة هوية الجاني وضبطه.
وأوضحت التحريات أن مرتكب الجريمة يبلغ من العمر 13 عامًا، وقد استدرج زميله إلى منزله بمنطقة المحطة الجديدة، وضربه على الرأس بعصا خشبية حتى فارق الحياة، ثم استخدم آلة حادة لتقطيع الجثة إلى أشلاء قبل نقلها إلى أماكن متفرقة لإخفاء معالم الجريمة.
تحريات إضافية.. آثار الجريمة وتحليل الأدلة
أرشد المتهم جهات البحث عن أماكن التخلص من الأشلاء، وتم العثور على أجزاء الجثة بعد جهود مكثفة. كما قررت التحقيقات إرسال الأدوات المستخدمة في الجريمة، بما فيها الصاروخ الكهربائي والسكين، إلى الطب الشرعي لمضاهاة آثار الدماء على أدوات المجني عليه والمتهم.
وأُرسلت عينات الدم المعثور عليها في مسرح الجريمة والمنزل إلى مصلحة الطب الشرعي لإعداد التقارير اللازمة، كما جرى عرض المتهم على القسم الفني المختص مع الفيديوهات المحفوظة من كاميرات المراقبة لرصد تحركاته بعد ارتكاب الجريمة.
التحفظ على والد المتهم واستدعاء الشهود
استدعت جهات التحقيق والد المتهم للتحقق من مدى علمه بالواقعة أو مشاركته فيها، كما تم استدعاء صاحب محل الموبايلات الذي باع المتهم هاتف المجني عليه سابقًا، وبائع الأكياس البلاستيكية المستخدمة في نقل الأشلاء.
حالة الصدمة لدى أسرة الضحية
أكد محامي أسرة المجني عليه، محمد الجبلاوي، أن الأسرة لا تزال تعيش صدمة نفسية كبيرة، وتطالب بالقصاص العادل وكشف جميع المتورطين، مؤكدًا أن الواقعة مخططة وليست وليدة لحظة غضب.
وقال والد الضحية: "ابني كان حريصًا على العودة للمنزل، وفجأة انتهت حياته بهذه الطريقة البشعة".
الإجراءات القانونية.. تجديد الحبس
قررت جهات التحقيق تجديد حبس المتهم يوسف.أ ووالده 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وذلك لاستكمال الفحوصات الجنائية والكيميائية، وضمان سير القضية وفق الإجراءات القانونية، فيما يواصل فريق التحقيق عمله للكشف عن كل تفاصيل هذه الجريمة التي هزّت محافظة الإسماعيلية.

