الانتقام من كلمة حق.. تفاصيل مروعة في ذبح سائق على يد زميله

شهدت محافظة أسيوط جريمة قتل مروعة راح ضحيتها سائق شاب، بعدما أقدم زميله على ذبحه بدم بارد بدافع الانتقام، بسبب شهادته ضده في واقعة سرقة ونصحه بالابتعاد عن الطريق الخاطئ.
القوات الأمنية نجحت في ضبط المتهم الذي اعترف بجريمته تفصيليًا، مبررًا فعلته بادعاء اكتشافه علاقة غير مشروعة بين المجني عليه وزوجته.
تفاصيل الجريمة: خطة محكمة ونهاية مأساوية
بحسب تصريحات المحامي عمرو الناظر، وكيل أسرة المجني عليه محمود جلال، فإن المتهم محمد عصام أعد خطة مُحكمة للتخلص من زميله.
وأوضح أن الجاني قام بتجهيز السلاح المستخدم – سكين حاد –، واختار بعناية الوقت والمكان المناسبين للتنفيذ.
وفي صباح يوم 5 أكتوبر الجاري، وبينما كان الاثنان عائدين من جنازة بالقاهرة على طريق أسيوط الجديدة، استغل المتهم لحظة انشغال الضحية، وأمسك برأسه بيده اليسرى وذبحه بسكينه باليمنى في مشهد دموي صادم، ليسقط محمود جلال غارقًا في دمائه ويفارق الحياة في الحال.
طعن زوجته بعد الجريمة
لم يكتفِ المتهم بجريمته الأولى، بل توجه نحو زوجته هبة – التي كانت ترافقهما – وانهال عليها بعدة طعنات متفرقة بعد أن حاولت منعه من مواصلة الاعتداء، ما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة نُقلت على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة.
ثم لاذ بالفرار من موقع الجريمة، تاركًا وراءه مشهدًا مأساويًا أثار ذعر المارة وسكان المنطقة.
اعترافات المتهم: “شككت في سلوكهما فقررت التخلص منه”
خلال التحقيقات، اعترف محمد عصام بارتكابه للجريمة تفصيليًا، زاعمًا أنه كان يشك في وجود علاقة آثمة بين زوجته والمجني عليه، وهو ما دفعه – على حد قوله – إلى التخطيط للقتل مسبقًا.
لكن المحققين واجهوه بأدلة أخرى كشفت الدافع الحقيقي وراء الجريمة.
الدافع الحقيقي.. الانتقام من أجل “شهادة حق”
أكد المحامي عمرو الناظر أن المزاعم التي رددها المتهم لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن السبب الحقيقي وراء الجريمة هو شهادة المجني عليه ضد المتهم في واقعة سرقة أموال من مكتب مدير الشركة التي يعملان بها.
وأوضح أن المجني عليه كان قد شاهد المتهم أكثر من مرة وهو يستولي على مبالغ مالية من المكتب، فقام بنصحه لوجه الله وتحذيره من العواقب، إلا أن الأخير قابل النصيحة بالحقد، وبدأ يخطط للانتقام منه.
كما سبق أن قام المتهم بالتعدي على منزل المجني عليه أثناء غيابه، مروعًا زوجته وأطفاله، في محاولة للترهيب والانتقام.
القتل مع سبق الإصرار والترصد
أشار الناظر إلى أن الجاني ارتكب جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث بيت النية وأعد عدته لارتكاب جريمته البشعة، ونفذها بطريقة وحشية، ما يجعله يواجه أشد العقوبات في القانون المصري، وهي الإعدام شنقًا.
كما أضاف أن النيابة العامة وجهت إليه تهمًا متعددة، تشمل القتل العمد، والشروع في قتل زوجته، وحيازة سلاح أبيض دون ترخيص.
العدالة في الطريق
تواصل أجهزة الأمن والنيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، تمهيدًا لإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لمحاكمته بتهم القتل العمد والشروع في القتل.
وفي الوقت نفسه، ناشدت أسرة المجني عليه سرعة القصاص من القاتل، مؤكدين أن محمود كان شابًا خلوقًا وشجاعًا قال كلمة الحق، ودفع حياته ثمنًا لشهامته.

