نصب عليه في القاهرة وخطفه إلى أسيوط.. الأمن يكشف تفاصيل احتجاز مالك شركة بسبب خلاف مالي

بلاغ يكشف خيوط الجريمة
كشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات واحدة من القضايا الغامضة التي أثارت قلق الرأي العام، بعد أن تلقّت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن القاهرة بلاغًا من أحد الأشخاص يفيد بتغيب والده مالك شركة عقب خروجه من المنزل مستقلًا سيارته، وعدم عودته لساعات طويلة.
وأشار المبلّغ إلى وجود خلافات مالية بين والده وأحد الأشخاص، ما أثار شكوكًا قوية حول احتمال تعرضه لواقعة احتجاز أو اختطاف.
تحقيقات سريعة تكشف المتهم الرئيسي
فور تلقي البلاغ، بدأت فرق البحث الجنائي بوزارة الداخلية تحليل الاتصالات وتتبع التحركات الأخيرة للمجني عليه، ليتم تحديد هوية المشتبه به الرئيسي — أحد الأشخاص مقيم بدائرة قسم شرطة الزيتون في القاهرة.
وباستدعائه ومواجهته بالأدلة، اعترف بوجود خلاف مالي بينه وبين المجني عليه، موضحًا أن الأخير قام بالنصب عليه من خلال إيهامه ببيع قطعة أرض غير حقيقية، واستولى منه على مبلغ مالي كبير ورفض إرجاعه.
خطة انتقام وتحرك إلى أسيوط
أقر المتهم في التحقيقات بأنه قرر الانتقام بنفسه، فاستعان بنجل شقيقه وقاما باستدراج المجني عليه بحجة إنهاء الخلاف بينهما، ليتم نقله من القاهرة إلى شقة يملكها المتهم بمحافظة أسيوط.
وهناك، تم احتجاز المجني عليه قسرًا داخل الشقة، وتناوب المتهمون على التعدي عليه بالضرب والتعذيب الجسدي لإجباره على رد المبلغ المالي، في مشهد يعبّر عن تحول الخلاف المالي إلى جريمة جنائية مكتملة الأركان.
مداهمة ناجحة وتحرير المجني عليه
بعد تقنين الإجراءات وجمع المعلومات الميدانية، تحركت قوة أمنية من مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، وتم استهداف الشقة محل الواقعة.
ونجحت القوات في ضبط 3 أشخاص مقيمين بالمحافظة، وبحوزة أحدهم سلاح ناري (فرد خرطوش)، كما تم العثور على المجني عليه مقيّد اليدين ومصابًا بكدمات وسحجات متفرقة في أنحاء جسده نتيجة التعدي عليه.
اعترافات صادمة وتفاصيل جديدة
في التحقيقات، أقر المتهمون باحتجاز المجني عليه عن قصد، بدعوى استعادة المبلغ الذي استولى عليه من المتهم الرئيسي، مؤكدين أنهم لم ينووا قتله بل أرادوا إجباره على رد أموالهم.
أما المجني عليه، فاعترف بالفعل بقيامه بعملية نصب سابقة على المتهمين في صفقة بيع أرض وهمية، وهو ما أدى إلى تصاعد الخلافات حتى بلغت ذروتها في واقعة الاحتجاز.
إجراءات قانونية مشددة ومتابعة أمنية
أوضحت وزارة الداخلية في بيانها أن الإجراءات القانونية اتُخذت بحق جميع المتورطين في الواقعة، حيث جرى تحرير محضر رسمي وإحالته إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق في القضية.
وأكدت الوزارة أن أجهزتها مستمرة في ملاحقة كل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، مشددة على أن القانون لا يحمي من يقرر أخذ حقه بيده خارج إطار العدالة.
الواقعة تعكس خطورة تحول النزاعات المالية إلى أعمال عنف واختطاف، وتبرز أهمية الاحتكام إلى القانون والقضاء لحل الخلافات، بعيدًا عن مسارات الانتقام الشخصي التي لا تؤدي سوى إلى تدمير حياة الجميع.

