لحظة فضيحة تنتهي بمأساة.. خيانة زوجية تتحول إلى دماء وصراخ في دار السلام

في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت منطقة دار السلام جنوب القاهرة، تحولت خيانة زوجية إلى مأساة مزدوجة انتهت بمقتل شاب على يد زوج عشيقته، وانتحار الزوجة بإلقاء نفسها من الطابق الخامس بعد لحظات من افتضاح أمرها.
تفاصيل الواقعة تكشف مشهدًا دراميًا مأساويًا تداخلت فيه الغيرة، والصدمة، والانتقام، في لحظات قصيرة غيّرت حياة الجميع إلى الأبد.
عودة مفاجئة... وبداية الكارثة
في صباح أحد أيام شهر أغسطس الماضي، خرج "محمود" (عامل نقاشة في الأربعين من عمره) إلى عمله كعادته، تاركًا زوجته في المنزل بحي دار السلام. لم يكن يدري أن هذا اليوم سيحمل له صدمة عمره.
وبعد ساعات طويلة من العمل الشاق، قرر الزوج العودة إلى منزله قبل موعده المعتاد، ليأخذ قسطًا من الراحة قبل أن يستأنف عمله المسائي.
ما إن أدخل مفتاحه في باب الشقة حتى سمع أصواتًا غريبة قادمة من غرفة نومه، فأحس بأن شيئًا غير طبيعي يحدث. دفع الباب بهدوء، واقترب بخطوات مترددة، إلى أن فتح باب الغرفة فجأة... فكانت الصدمة الكبرى.
الزوج يضبط زوجته في أحضان عشيقها
داخل الغرفة، كانت زوجته في أحضان رجل غريب لم يره من قبل.
تجمّد في مكانه للحظة من شدة الصدمة، بينما أصيبت الزوجة بالذعر وارتبكت محاولة تبرير الموقف، أما العشيق فقد حاول الهروب من النافذة أو من الباب، لكن الزوج كان أسرع منه.
أغلق الباب بإحكام وهو يصرخ: "مش هتخرجوا من هنا إلا على جثتي!"
ثم اندفع نحو المطبخ، وأمسك سكينًا حادًا، ليعود بها مسرعًا نحو الغرفة، والشرر يتطاير من عينيه.
طعنات الغضب... ونهاية العشيق
بدأ العشيق البالغ من العمر 30 عامًا في التوسل إليه قائلاً: "سامحني يا بيه، غلطنا، بس دي لحظة شيطان!"
لكن الزوج لم يسمع سوى صوت الغدر والعار يدوي في رأسه، فانهال عليه بطعناته الغاضبة، موجّهًا له خمس طعنات متفرقة في الصدر والبطن، لتسيل دماؤه على أرض الغرفة في مشهد مأساوي.
سقط العشيق مضرجًا في دمائه، فيما تعالت صرخات الزوجة التي حاولت أن توقف زوجها أو تهرب من قبضته، لكنها كانت محاصرة بينه وبين الباب المغلق.
قفزة اليأس... الزوجة تلقي بنفسها
في لحظة هلع ويأس، لم تجد الزوجة طريقًا للهروب سوى نافذة غرفة النوم في الطابق الخامس.
توجهت نحوها بسرعة جنونية، وصرخت بصوت مرتجف قبل أن تقفز منها إلى الفراغ، لتسقط على الأرض جثة هامدة أمام أنظار الجيران الذين هرعوا على صوت الصراخ.
أصيب الأهالي بحالة من الذهول، إذ وجدوا جثة شابة ملقاة على الأرض ودماء تسيل من الطابق العلوي، ليكتشفوا بعد لحظات أن هناك جريمة قتل وانتحار في آن واحد داخل شقة واحدة.
بلاغ عاجل وتحرك أمني
سارع الأهالي بإبلاغ غرفة عمليات النجدة بالقاهرة، التي بدورها أرسلت قوة أمنية على الفور إلى موقع الحادث، بقيادة ضباط مباحث قسم شرطة دار السلام.
وبالفحص الأولي، تبين وجود جثتين:
-
جثة رجل في الثلاثين من عمره غارق في دمائه داخل غرفة النوم.
-
وجثة ربة منزل ملقاة أسفل العقار، توفيت متأثرة بإصابتها جراء السقوط من الطابق الخامس.
اعترافات الزوج أمام المباحث
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الزوج في مكان الحادث، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، اعترف تفصيليًا بارتكابه الجريمة.
وقال في أقواله: "رجعت بدري من الشغل، لقيت مراتي في حضن راجل غريب... الدم فار في عروقي، مسكت السكين وطعنته، ومراتي جريت ورمت نفسها من الشباك... كنت في حالة هستيرية، مقدرتش أتمالك نفسي."
وأوضح المتهم أنه لم يكن ينوي قتلها، لكنه أراد "الانتقام لشرفه"، بعد أن صدمته خيانة زوجته في بيته وعلى فراشه.
تحقيقات النيابة العامة
أمرت النيابة العامة بنقل الجثتين إلى مشرحة زينهم لتشريحهما وبيان سبب الوفاة، كما قررت حبس الزوج على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.
وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، والاستماع إلى أقوال الشهود والجيران الذين أكدوا سماعهم صراخ الزوجة قبل سقوطها من النافذة.

