تفاصيل جديدة في واقعة الاعتداء على الطالبة ”سما” بالطالبية.. المحكمة تعاقب الأم وابنتها بالحبس شهرين والمتهمتان تنكران الاتهامات

كشفت التحقيقات في القضية رقم 12741 لسنة 2025 جنح الطالبية عن تفاصيل جديدة في واقعة الاعتداء على الطالبة "سما" أمام إحدى المدارس بمنطقة الطالبية بمحافظة الجيزة، وهي القضية التي أثارت جدلاً واسعًا بعد تداول مقاطع وشهادات حول تعرض الطفلة للضرب والإهانة على يد زميلتها ووالدتها.
وأصدرت محكمة جنح الطالبية أمس الاثنين حكمًا يقضي بـ حبس سيدة وابنتها شهرين بتهمة الاعتداء على الطفلة، مع كفالة قدرها ألف جنيه لكل منهما لوقف تنفيذ الحكم لحين الفصل في الاستئناف.
تفاصيل الواقعة
تعود بداية الأحداث إلى يوم 25 سبتمبر الماضي، حينما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد بتعرض الطالبة "سما" (نجاح رضا) للاعتداء أمام مدرستها عقب مشادة كلامية مع زميلتها "نورهان"، ابنة المتهمة الأولى.
وأوضحت التحقيقات أن الواقعة بدأت بمشادة بين الفتاتين بعد أن عاتبت "سما" زميلتها "نورهان" على تعييرها بأنها "عايدة السنة"، وهو ما أشعل خلافًا بينهما تطور لاحقًا إلى مشاجرة بالأيدي تدخل فيها أفراد من الطرفين.
وبحسب أقوال الطفلة المجني عليها في تحقيقات النيابة، فإن المتهمة الأولى (الأم) وابنتها الكبرى قمن باستدراجها خارج المدرسة في اليوم التالي، حيث فوجئت بهما يعتديان عليها بالضرب المبرح مستخدمين عصا خشبية “شومة”، ما تسبب في إصابتها بسحجات وجروح وكدمات متفرقة بالوجه والذراع والرقبة، حتى فقدت وعيها.
وقالت الطفلة:
“بعد ما ضربوني قالوا لبعض سيبوها وشها جاب دم، وأخدوا تليفوني وأنا مرمية على الأرض، ولما فوقت الظابط هو اللي وداني المستشفى”.
أقوال المتهمتين في التحقيقات
في المقابل، أنكرت الأم المتهمة فاطمة محمد، وهي ربة منزل، كافة الاتهامات، مؤكدة أن ابنتها تعرضت للضرب أولًا من الطالبة سما وصديقتها، وأنها توجهت إلى المدرسة لمتابعة الموقف فقط، لكنها فوجئت بمشاجرة جماعية أمام البوابة.
وقالت الأم في التحقيقات:
“أنا ما ضربتش البنت، كنت هناك أتابع بنتي، لقيت البنات بيتخانقوا وسما بتضرب في بنتي نورهان، حاولت أفصلهم وكلمت والدتها أقولها أنا هاخد حق بنتي، وبعد كده حصل هرج ومرج واتقبض علينا”.
أما الابنة الكبرى سلمى علاء (21 عامًا) فقد أيدت أقوال والدتها، مؤكدة أنها لم تشارك في الاعتداء، وإنما تدخلت لفض المشاجرة خوفًا من تفاقم الأحداث.
أقوال الطالبة "نورهان"
من جانبها، أنكرت الطالبة نورهان (16 عامًا)، صديقة المجني عليها، الاتهامات الموجهة إليها قائلة إنها فوجئت بأن "سما" تتنمر على حجابها أثناء خروجها من المدرسة، ما أدى إلى مشادة كلامية تطورت لاحقًا لمشاجرة.
وأضافت:
“أنا ماعملتش حاجة.. سما اللي بدأت تتريق عليا، وأنا بلغت ماما وأختي باللي حصل وكنت هكلم مديرة المدرسة”.
مجريات التحقيق
أكدت تحقيقات النيابة العامة أن المجني عليها أصيبت بسحجات وخدوش بالوجه وكدمات في الذراع الأيسر والرقبة واليد، وفقًا للتقرير الطبي المرفق بالقضية.
كما تبين أن هناك طفلين آخرين متهمين في القضية، هما "نورهان" (زميلة المجني عليها) وشقيقها "أدهم"، وكلاهما لم يتجاوز الـ18 عامًا، وتباشر نيابة الطفل التحقيقات معهما بشكل منفصل وفقًا لقانون الأحداث.
الحكم القضائي
أصدرت محكمة جنح الطالبية حكمها بحبس المتهمتين (الأم والابنة الكبرى) لمدة شهرين مع إلزامهما بدفع كفالة ألف جنيه لكل واحدة لوقف التنفيذ لحين الاستئناف، فيما لا تزال التحقيقات جارية مع المتهمين القُصّر.
وجاء الحكم بعد الاطلاع على الأدلة، وسماع أقوال الشهود والمجني عليها، وتأكيد التقرير الطبي وقوع اعتداء فعلي أسفر عن إصابات جسدية واضحة.
تعليق قانوني
أكد مصدر قانوني أن العقوبة الصادرة تعد أولية، وقابلة للاستئناف، وأن المحكمة شددت في حيثياتها على أن الاعتداء على الأطفال جريمة لا يُستهان بها، حتى وإن جاءت نتيجة مشاجرة بسيطة أو تنمر مدرسي.
وأشار إلى أن النيابة تواصل التحقيق مع القُصّر من أجل تحديد المسؤولية الجنائية بدقة، وإعادة تقييم الملابسات المحيطة بالواقعة لتحديد ما إذا كان هناك تحريض من الكبار على الاعتداء.
تفشي ظاهرة العنف المدرسي وتدخل الأهالي في نزاعات الطلاب.
قضية “الاعتداء على الطالبة سما” ليست مجرد واقعة عنف فردية، بل ناقوس خطر حول تفشي ظاهرة العنف المدرسي وتدخل الأهالي في نزاعات الطلاب.
وتعيد الواقعة التأكيد على أهمية نشر ثقافة الحوار والتربية على التسامح داخل المدارس، وتغليظ العقوبات ضد كل من يمارس العنف أو يشجع عليه، حفاظًا على أمن الطلاب وسلامتهم النفسية والجسدية.

