حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

دماء العروس على فستانها الأبيض..طالب يذبح زوجته ذات الـ16 عامًا بعد ساعات من الزفاف

جثة فتاة
-

في مشهد مأساوي هزّ أرجاء محافظة أسيوط، تحوّلت ليلة العمر إلى ليلة دموية، بعدما أقدم طالب جامعي على ذبح زوجته ذات الـ16 عامًا داخل شقتهما بقرية الفيما التابعة لمركز الفتح، في صباحية يوم زفافهما، لتتحول قصة الحب إلى واحدة من أبشع جرائم القتل التي عرفتها المحافظة.

بلاغ صادم من الزوج القاتل

بدأت فصول الجريمة عندما تلقى مركز شرطة الفتح بلاغًا غريبًا من شاب يُدعى محمد. م. ب (24 عامًا – طالب)، يفيد بقيامه بقتل زوجته أزهار. ع. م (16 عامًا)، داخل منزل الزوجية بعد ساعات قليلة من انتهاء حفل زفافهما، زاعمًا أنه "شكّ في عفتها".
تحركت على الفور قوات المباحث بقيادة رئيس وحدة مباحث مركز الفتح إلى موقع البلاغ، لتجد المتهم جالسًا في حالة من الهدوء المريب بجوار جثة زوجته التي كانت غارقة في دمائها.

مشهد لا يُحتمل داخل الشقة

عند دخول رجال الشرطة شقة الزوجية، كانت الصدمة أكبر من الوصف.
الزوجة الشابة كانت جثتها ملقاة على الأرض أمام باب الحمام، وقد فُصل رأسها تمامًا عن جسدها بسكين المطبخ التي كانت ملقاة بجوارها، فيما جلس الزوج القاتل بلا أي انفعال، وكأنه لم يرتكب للتو جريمة تهز الضمير الإنساني.

بحسب معاينة النيابة العامة، لم تكن هناك أي علامات على وجود مقاومة داخل الشقة، ما يعني أن الجريمة وقعت فجأة وبقسوة بالغة.

اعترافات المتهم: "شكيت فيها بعد الفرح"

خلال التحقيقات، اعترف المتهم تفصيليًا بجريمته قائلاً: "صحيت تاني يوم الصبح بعد الفرح، وشكّيت في سلوكها لما ما شوفتش دم على الملاية... رُحت جبت السكينة وذبحتها عشان أخلص من العار."

كلمات المتهم، التي أدلى بها بهدوء تام أمام النيابة، كانت كفيلة بإشعال موجة من الغضب في أوساط المجتمع الأسيوطي، خاصة أن الجريمة وقعت في صباحية الزواج، دون أي دليل حقيقي على ما اعتقده الزوج.

تحقيقات المباحث: لا مرض نفسي ولا دوافع خفية

تحريات ضباط مباحث الفتح، بإشراف المقدم محمد رشاد، أكدت أن المتهم يتمتع بقواه العقلية والنفسية، وأنه ارتكب الجريمة بكامل وعيه.
كما أظهرت التحريات أن الشكوك التي راودته لم تكن مبنية على أي وقائع أو تصرفات من زوجته، وأنها كانت فتاة حسنة السمعة وذات خلق طيب بين أهل قريتها.

تقرير الطب الشرعي يكشف المفاجأة

الصدمة الكبرى جاءت من تقرير الطب الشرعي، الذي فصّل ما حدث بدقة مرعبة.
أوضح التقرير أن الزوجة كانت تعاني من جرح ذبحي عميق بالعنق أدى إلى فصل الرأس بالكامل عند مستوى الفقرات الثانية والثالثة العنقية، بالإضافة إلى جروح قطعية متفرقة بالوجه والرقبة.

كما أكد التقرير أن غشاء البكارة كان من النوع الحلقي وبه قطوع حديثة، وهو ما يدل على أنها كانت عذراء، وأن الشك الذي قاد الزوج إلى القتل كان "وهمًا مأساويًا لا أكثر".

العدالة تتحرك.. إحالة أوراق المتهم للمفتي

بعد مراجعة أوراق القضية رقم 18537 لسنة 2024 جنايات الفتح، وسماع مرافعات النيابة والدفاع، قررت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات أسيوط، برئاسة المستشار جمال إبراهيم الشريف، إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

ومن المقرر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي في جلسة الرابع من ديسمبر المقبل، لتسدل العدالة الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي وقعت داخل بيت الزوجية في أسيوط.

"الشك القاتل".. مأساة بدأت بسوء ظن وانتهت بجريمة بشعة

تلك الجريمة التي أدمت القلوب لم تكن وليدة خلاف أو خصومة، بل كانت نتاج وهمٍ زرع الشك في عقل شابٍ لم يتحمل لحظة ارتباك فحولها إلى مأساة دامية.
جريمة تذكرنا بأن لحظة طيش واحدة قد تزهق روحًا بريئة وتحوّل عُرسًا إلى مأتم، وتبقى "أزهار" رمزًا لضحية الشك الذي قتل الحب قبل أن يبدأ.