جريمة في لحظة غضب.. عامل يطعن قريبه وسط الشارع دفاعًا عن “الشرف”!

بينما كانت شمس المساء تغيب عن شوارع ميت غمر الهادئة في محافظة الدقهلية، كان الأهالي يسيرون في طريق عودتهم إلى منازلهم، غير مدركين أن دقائق قليلة ستقلب الهدوء إلى فوضى، وأن شارعًا صغيرًا سيتحوّل في لحظة إلى مسرح لجريمة مروعة، وثّقتها عدسات المارة ونشرتها مواقع التواصل في مشهد صادم.
مشهد يهز السوشيال ميديا
في تلك الليلة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادمًا يُظهر هجومًا عنيفًا نفّذه أحد الأشخاص بسلاح أبيض على شاب في وسط الشارع، وسط صراخ واستغاثات من الأهالي.
الفيديو انتشر بسرعة، وتحول إلى حديث الساعة، مصحوبًا بعناوين مثل “دماء في شوارع ميت غمر” و*“هجوم مرعب أمام المارة”*.
تساؤلات كثيرة انتشرت: من هو الجاني؟ وما سبب هذا العنف؟ وهل كانت الجريمة بدافع الانتقام أم الغيرة؟
بلاغ عاجل إلى مركز شرطة ميت غمر
في 5 نوفمبر الجاري، تلقى مركز شرطة ميت غمر بلاغًا من أحد المواطنين يفيد باعتداء شخص على ابن شقيقته، الذي يعمل سائقًا، مستخدمًا سلاحًا أبيض، ما تسبب له في إصابات بالغة وكسور وجروح قطعية في اليد.
على الفور، تم إخطار اللواء مدير أمن الدقهلية، ووجّه بسرعة انتقال قوة من المباحث إلى موقع الحادث، وضبط الجاني، والتحفظ على أداة الجريمة.
خلاف عائلي يتحول إلى دماء
تحريات المباحث كشفت أن الجريمة لم تكن بسبب خلاف مالي أو مهني كما اعتقد البعض في البداية، بل كانت نتيجة خلاف عائلي مشحون بالغضب والغيرة.
القصة بدأت عندما علم المتهم – وهو عامل له معلومات جنائية سابقة – أن السائق، وهو أحد أقاربه، تحدث إلى شقيقته بطريقة لم ترُق له.
كلمات عابرة كانت كفيلة بإشعال نيران الغضب داخله، فاستشاط غضبًا، وقرر الانتقام بنفسه دون تفكير أو تروٍ.
لحظة الانفجار
حمل المتهم سكينًا حادًا، واتجه مسرعًا نحو الشارع الذي كان يعرف أن خصمه سيمرّ منه.
وفي لحظة، انطلقت المواجهة.
الشارع اشتعل بالصراخ والفوضى، والمارة يحاولون التفرقة بين الطرفين، لكن الضربة كانت قد سقطت بالفعل.
صرخ الشاب المصاب من الألم، والدماء سالت من يده، بينما علت أصوات الجيران: "كفاية يا عم! هتموته!"
تدخل سريع من الشرطة
لم تمر دقائق حتى وصلت قوات الشرطة من مركز ميت غمر إلى موقع الحادث.
تمكنت القوات من السيطرة على الموقف وضبط المتهم والسلاح الأبيض بحوزته، قبل أن يفرّ من المكان.
وتم نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، حيث تبين إصابته بكسور وجروح قطعية خطيرة في يده.
اعترافات المتهم
أمام رجال المباحث، لم ينكر المتهم فعلته، بل اعترف بها كاملة، مبررًا ما فعله بأنه كان في “حالة دفاع عن الشرف”، على حد قوله.
وقال خلال التحقيق: "مكنتش أقصد أذيّه كده.. بس دماغي راحت لما عرفت إنه بيكلم أختي."
التحقيقات أوضحت أنه لم يكن يقصد القتل، لكنه استخدم القوة والعنف المفرط، ما أدى إلى إصابة المجني عليه بجروح بالغة.
التحقيقات والإجراءات القانونية
تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، والتحفظ على السلاح المستخدم، وإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، واستكمال التحقيقات لمعرفة ملابسات الجريمة ودوافعها الكاملة.
غضب وندم بعد فوات الأوان
الواقعة تركت أثرًا كبيرًا في نفوس الأهالي الذين شهدوا الحادث أو شاهدوا الفيديو المنتشر، فقد كانت لحظة غضب واحدة كفيلة بتدمير حياة كاملة.
تحوّل ما وصفه الجاني بـ“الدفاع عن الشرف” إلى جريمة كاملة الأركان، تركت وراءها دماء وندمًا وحزنًا عميقًا في قلب ميت غمر.

