جريمة شهر العسل.. زوجة تقتل زوجها بعد شهرين من الزواج وتلقي جثته قرب المنزل بشبين القناطر

في واقعة مأساوية شهدها مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، تحولت قصة زواج لم يمر عليها سوى شهرين إلى جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها شاب في الثلاثين من عمره يُدعى "محمد. س"، بعد أن تلقى 16 طعنة قاتلة على يد زوجته، التي أقدمت على جريمتها البشعة بمساعدة ابنة خالتها، ثم تظاهرت بالحزن وشاركت في جنازته وكأنها الزوجة المكلومة.
بداية القصة.. زواج لم يعرف الحب
الزوجة "آية" – فتاة من منطقة الطبالين بندر شبين القناطر – كانت تبدو طبيعية خلال فترة خطبتها، فأقنعت الجميع بأنها راضية عن الزواج. لم يشك أحد في نواياها، خاصة زوجها الشاب "محمد" الذي أحبها بصدق وسعى لتكوين بيت سعيد.
لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا. فوفق اعترافاتها في التحقيقات، لم تكن تحبه، وأُجبرت على الزواج منه بقرار من أسرتها. ومنذ الأيام الأولى، بدأت تظهر علامات الجفاء، والبرود، والمشاحنات المستمرة داخل عش الزوجية الذي لم يهنأ بالسعادة يومًا واحدًا.
الشرارة الأولى للخلاف
رغم إخلاص الزوج وحرصه على إسعاد زوجته وتلبية احتياجاتها، إلا أنها كانت تتعامل معه بكراهية ورفض دائم. ومع مرور الأسابيع، ازدادت حدة الخلافات حتى لاحظ أهل المجني عليه أن ابنهم لم يعد سعيدًا بزواجه، لكنه رفض إثارة المشاكل احترامًا لعلاقة جديدة لم تكمل شهرين.
وفي ليلة الجريمة، نشب شجار عنيف بين الزوجين بعد أن اعترفت الزوجة بأنها تزوجته دون حب وأنها لا تطيق العيش معه. فثارت غضبته، ولقنها – بحسب أقوالها – “علقة ساخنة”. لتبدأ بعدها مرحلة التفكير في الانتقام.
جريمة بشعة أثناء النوم
في تلك الليلة المشؤومة، انتظرت الزوجة حتى غرق زوجها في نوم عميق، ثم تجردت من إنسانيتها وأحضرت سكين المطبخ، وسددت له عدة طعنات متتالية في الصدر والبطن.
لم تتوقف إلا بعد أن سقط غارقًا في دمائه بـ16 طعنة نافذة، لتتأكد من مفارقته الحياة. بعدها وقفت للحظات أمام جثته بلا دموع، ثم بدأت تنفيذ خطتها لإخفاء الجريمة.
المساعدة الشيطانية
اتصلت الزوجة فورًا بـابنة خالتها “صباح. م” (16 عامًا)، طالبةً مساعدتها في التخلص من الجثة.
حضرت الأخيرة على الفور، وقامتا معًا بلف الجثة في ملاءة السرير، ثم حملاها خارج المنزل وألقياها على طريق ترابي قريب. ولم تكتفيا بذلك، بل عادتا لتنظيف آثار الدماء من غرفة النوم، ووضع بطانية على المرتبة لإخفاء ما تبقى من بقع حمراء.
كما تخلصتا من سلاح الجريمة ومحفظة الزوج بإلقائهما بجوار إحدى الترع القريبة لإبعاد الشبهة الجنائية عنهما.
“قتلته ومشيت في جنازته”
في مشهد مؤلم، شاركت الزوجة القاتلة في جنازة زوجها، وبكت أمام الجميع بحرقة مصطنعة لتبعد عن نفسها أي شك.
لم يكن أحد يتخيل أن دموعها تلك كانت زائفة، وأنها من طعنت زوجها حتى الموت بيديها.
خيط صغير كشف الجريمة
ظلت الجريمة لغزًا حتى أدلى سائق توك توك بمعلومة قلبت الموازين، إذ قال إنه رأى فتاة تخرج من منزل الضحية فجر يوم الجريمة تحمل كيسًا متجهة نحو المقابر.
بناءً على أوصافه، تمكن رجال المباحث من التوصل إلى هوية الفتاة، التي كانت ابنة خالة الزوجة، وبالقبض عليها ومواجهتها اعترفت بدورها في الجريمة.
النهاية في قاعة التحقيق
عقب ضبط الزوجة ومواجهتها بالأدلة، انهارت واعترفت تفصيليًا بما حدث.
قالت في التحقيقات: "مكنتش بحبه.. وأهلي أجبروني عليه.. حاولت أعيش بس ماقدرتش.. طلبت الطلاق ورفض، فقررت أخلص منه"، مؤكدة أنه كان يجبرها على العلاقة الزوجية رغمًا عنها، وهو ما دفعها للتخطيط لقتله.
تمكن رجال مباحث شبين القناطر من ضبط السلاح المستخدم في الجريمة، وحرروا محضرًا بالواقعة رقم 4591 إداري مركز شبين القناطر لسنة 2019.
وبعد عرض المتهمتين على النيابة العامة، أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، قبل أن تتم إحالتهما لاحقًا إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
مأساة بلا مبرر
هكذا انتهت قصة زواج لم تدم أكثر من شهرين بجريمة بشعة، ارتكبتها زوجة بدم بارد ضد رجل أحبها بصدق.
تحولت حياة الشاب “محمد” إلى مأساة بسبب حب مفقود وانتقام أعمى، لتُضاف الجريمة إلى سلسلة ما بات يُعرف بـ "جرائم شهر العسل" التي تهز المجتمع المصري كل فترة.

