حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

خرج للعمل فعاد جثة هامدة.. تفاصيل مقتل شاب على يد صديقه بشبرا الخيمة

جثة
-

لم يكن يعلم “رفعت الشرقاوي” ابن الخامسة والعشرين أن يومه الأخير سيبدأ بابتسامة وينتهي بمأساة تهز قلوب كل من عرفه. خرج في الصباح كعادته يحمل أدوات عمله وأحلامه الصغيرة، باحثًا عن رزقه بالحلال، لكن القدر كتب له نهاية مأساوية برصاصة غادرة من صديقٍ كان يراه يومًا أكثر من شقيقه.

بداية الحكاية.. شاب مكافح لا يعرف الراحة

ولد رفعت الشرقاوي في أسرة بسيطة بمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، عرف عنه الجميع الجد والاجتهاد منذ صغره. ترك مقاعد الدراسة في المرحلة الإعدادية ليتحمل مسؤولية أسرته ويساعد والده في مصاريف المنزل.
ومع مرور السنوات، أصبح السند الوحيد لأسرته بعد وفاة والده، فتولى رعاية والدته وإخوته الصغار، وعمل في مهنة “مبلط سيراميك” التي أحبها وأتقنها، وكان يرى فيها طريقًا شريفًا للرزق والكرامة.

رفعت كان نموذجًا للشاب المكافح، لا يعرف الكسل ولا التذمر، يخرج من منزله كل صباح بابتسامة مطمئنة، ويعود آخر النهار راضيًا بما قسم الله له، حاملاً أملًا بمستقبل أفضل لأمه وإخوته.

صباح الحادث.. خروج بلا عودة

في صباح يوم الواقعة، استيقظ رفعت باكرًا، تناول فطوره، وودّع والدته بعبارة مألوفة: “ادعيلي يا أمي”، قبل أن يغادر منزله الكائن بمنطقة المنشية الجديدة بشبرا الخيمة متجهًا إلى عمل جديد في إحدى الفيللات بالقليوبية.
وبينما كان يقف عند ناصية الشارع ينتظر شقيقه ليذهبا سويًا، لم يكن يدري أن القدر يخبئ له مشهدًا مأساويًا سيغيّر مصير أسرته إلى الأبد.

مشادة بين جيران تتحول إلى جريمة قتل

في الجهة المقابلة من الشارع، كان أحد الجيران يتشاجر مع آخر بسبب تسرب مياه من ماسورة داخل البيت، خلاف بسيط لم يتجاوز الكلمات في بدايته.
اقترب رفعت من المكان محاولًا تهدئة الموقف وإصلاح الماسورة بنفسه حتى توقفت المياه، وظن الجميع أن المشكلة انتهت. لكن دقائق قليلة كانت كفيلة بتبديل المشهد من هدوء إلى رعب.

عاد أحد المتشاجرين إلى منزله غاضبًا، ثم خرج بعد لحظات يحمل فرد خرطوش، وجهه متجهم وصوته غاضب. حاول الجيران التدخل، والنساء أسرعن لإغلاق النوافذ خوفًا على الأطفال، لكن رفعت لم يهرب، ظل ثابتًا يحاول تهدئة الموقف للمرة الأخيرة.

لحظة إطلاق النار.. وسقوط الشهيد الشاب

في لحظة مفاجئة، دوّى صوت الخرطوش في أرجاء الشارع، فارتج المكان، وتعالت الصيحات.
سقط رفعت أرضًا بعدما اخترقت رصاصة الخرطوش وجهه، وسط ذهول الجميع. هرع الجيران إليه محاولين إنقاذه، وحُمل على الفور إلى المستشفى، لكن الطبيب أعلن وفاته قبل أن تصل إليه والدته التي ظلت تبكي غير مصدقة أن ابنها الذي خرج للعمل لن يعود أبدًا.

القبض على القاتل واعترافه بالجريمة

لم تمضِ ساعات حتى تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من تحديد هوية الجاني وضبطه.
وبمواجهته في التحقيقات، اعترف بارتكابه الواقعة مدعيًا أنه لم يقصد قتل “رفعت” وإنما أطلق الخرطوش لتخويف خصمه، إلا أن الرصاصة أصابت المجني عليه عن طريق الخطأ.
تم التحفظ على السلاح المستخدم وتحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق وأمرت بحبسه على ذمة القضية.

وداع مؤلم في حي بسيط

عمّ الحزن أرجاء منطقة المنشية الجديدة بعد انتشار خبر مقتل رفعت، وارتفعت أصوات البكاء من منزل أسرته. الأم المكلومة لم تصدق أن فلذة كبدها الذي كان يملأ البيت ضحكًا أصبح جثمانًا هامدًا.
الجيران نعوه بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه كان “شابًا خلوقًا، لا يعرف إلا طريق العمل والستر”.

ختامًا.. نهاية مؤلمة لشاب في ريعان الشباب

رحل رفعت الشرقاوي ضحية مشهد عبثي بدأ بخلاف تافه وانتهى بجريمة مأساوية.
ترك وراءه أمًا ثكلى وإخوة صغارًا بلا سند، وقصة تضاف إلى سجل الحوادث التي تُذكرنا دائمًا بأن الغضب لحظة قد يطفئ حياة كاملة، وأن الرصاص لا يفرّق بين مذنب وبريء.