حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

النهاية في حبل المشنقة.. قصة الأم التي وضعت السم لعائلتها تنتهي بالإعدام

الإعدام شنقا
-

شهدت محافظة المنيا واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام، بعدما أقدمت سيدة على قتل زوجها وأطفالها الستة بطريقة بشعة، حيث وضعت السم لهم في الطعام لتُنهي حياتهم جميعًا في لحظة واحدة. وبعد أشهر من التحقيقات والمرافعات، أصدرت محكمة جنايات المنيا حكمها النهائي بإعدام المتهمة شنقًا حتى الموت.

تفاصيل الجريمة المروّعة

في إحدى القرى التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، كانت الأسرة الصغيرة تعيش حياة تبدو هادئة من الخارج، لكن خلف الأبواب كانت الخلافات تشتعل بين الزوجين. ووفقًا لوقائع القضية، قررت الزوجة، وتُدعى هاجر أحمد عبد الكريم، وشهرتها “نعمة”، التخلص من زوجها وأطفالها الستة دفعة واحدة.
وضعت المتهمة مادة سامة في الطعام الذي أعدّته لأسرتها، ثم قدّمته لهم دون أن تُبدي أي علامات ارتباك. دقائق معدودة كانت كافية لتحوّل المشهد إلى مأساة، بعدما بدأ الضحايا يتساقطون واحدًا تلو الآخر أمام عينيها، حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة.

اكتشاف الكارثة

بعد ساعات، انتشرت رائحة غريبة في المنزل، فهرع الجيران ليكتشفوا الجريمة البشعة. تم إبلاغ الأجهزة الأمنية، وانتقل فريق من النيابة العامة والمباحث إلى مكان الحادث.
وبالمعاينة، تبيّن وجود آثار قيء على الأرض وأوانٍ بها بقايا طعام، فتم التحفظ عليها وإرسالها للمعمل الجنائي. وأظهرت التحاليل احتواء الطعام على مادة “كلوروفينيا بيد”، وهي مادة شديدة السمية تؤثر على الإنسان والحيوان.

التحقيقات وإحالة المتهمة للمحاكمة

باشرت النيابة العامة التحقيقات في القضية رقم 13282 لسنة 2025 جنايات ديرمواس كلي رقم 2579 لسنة 2025، حيث واجهت المتهمة بالأدلة والتقارير الفنية.
وخلال التحقيق، اعترفت المتهمة جزئيًا بارتكاب الجريمة، لكنها بررت فعلتها بأنها كانت “تمر بحالة نفسية سيئة”، وهو ما لم تقتنع به النيابة العامة التي أحالتها إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

جلسات المحاكمة

في الجلسة الأولى، مثلت المتهمة أمام المحكمة وهي تحمل طفلها الصغير، وسط حالة من الذهول والرفض الشعبي داخل القاعة.
استمعت المحكمة إلى مرافعة الدفاع الذي طالب بندب لجنة من المركز القومي للبحوث لإعداد تقرير عن تأثير المادة السامة على الإنسان والحيوان، كما استمعت المحكمة لطلبات النيابة العامة ودفاع المجني عليهم.
كما حضرت الزوجة الثانية للمجني عليه – وهي والدة الأطفال الستة – وطلبت القصاص العادل من المتهمة، مؤكدة أن الجريمة لم تترك لها سوى الحسرة والفقد.

قرار المحكمة وإحالة أوراقها للمفتي

عقب انتهاء المرافعات، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهمة إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في تنفيذ حكم الإعدام، وذلك بعد ثبوت الأدلة الجنائية والفنية ضدها.
وبعد ورود رأي المفتي، عقدت المحكمة جلستها الأخيرة اليوم السبت، لتصدر حكمها النهائي بإعدام المتهمة شنقًا حتى الموت، ليُسدل الستار على واحدة من أبشع جرائم القتل الأسري في تاريخ محافظة المنيا.