جريمة الطعن التي قلبت شارع 15 مايو إلى مسرح رعب: تفاصيل مأساة نادية وصدمة طفلها

في مساء خريفي هادئ من أيام شبرا الخيمة، كان الشارع يعج بالمارة العابرين وروائح الطعام القادمة من المطاعم الصغيرة المنتشرة على طول شارع 15 مايو، حين دوى صراخ اخترق صمت المكان، فأسرع الجميع نحو مصدره ليشهدوا مشهدًا صادمًا: سيدة في منتصف الأربعينيات تسقط غارقة في دمائها بعد أن سدد لها رجل طعنات متتالية وسط ذهول المارة.
قصة حب انتهت بمأساة
لم تكن الحادثة مجرد جريمة عابرة، بل فصلًا مأساويًا في قصة إنسانية جمعت بين الزوجين السابقين "أحمد" و"نادية". فقد بدأ كل شيء قبل سنوات في جامعة السويس، حيث التقى أحمد، الأستاذ الجامعي المرموق في منتصف الأربعينات، بشابة ذكية وجميلة جاءت لزيارة شقيقتها الطالبة.
الانجذاب لم يكن عابرًا، فقد وجد أحمد في نادية ما افتقده طوال سنواته السابقة، وتوّج حبهما بزواج رسمي وأنجبا طفلهما "إياد" بعد سنوات من المحاولات والعلاج.
تسلل الخلاف إلى البيت
مع مرور السنوات، بدأت الخلافات تتسلل إلى جدران المنزل شيئًا فشيئًا.
أحمد كان يرى في نادية شخصية قوية تفرض رأيها، بينما كانت نادية تعتبر أحمد مترددًا وعنيدًا، لا يشاركها اتخاذ القرارات.
تصاعدت الخلافات لتأخذ مسارًا قانونيًا مع الطلاق المتكرر، وامتدت النزاعات لتشمل القضايا المالية، تمكين الشقة، تبديد الممتلكات، وحتى الادعاءات بالضرب والتحريض.
وفي النهاية حصلت نادية على حكم بتمكينها من شقة في الشيخ زايد، بينما تحول المنزل إلى ساحة نزاع قانونية ونفسية بين الطرفين.
تدهور الحالة النفسية للزوج
مع تراكم الخسائر المالية والشخصية، تغير أحمد داخليًا، وأصبح أكثر انطواءً وصمتًا، يقضي أيامه بين أروقة المحاكم وذكريات الماضي، محاولًا التعامل مع شعور الخسارة والغضب المكبوت.
اليوم المشؤوم
في مساء ذلك اليوم العادي، الذي بدا نسخة من أيامه الثقيلة، كان أحمد عائدًا إلى منزله بعد الخامسة والنصف، حاملاً مزيجًا من الغضب والحزن.
صدفة جمعته بنادية أسفل العمارة، ولم يكن اللقاء مرتبًا. الكلمات القاسية انطلقت أسرع من التفكير، والغضب أسرع من الرحمة. اندلعت مشادة كلامية أمام المارة، انسحب أحمد فجأة إلى منزله القريب وعاد حاملاً سكينًا، وفي لحظة جنون أودت حياته بطليقته بعد توجيه طعنات متتالية إلى جسدها، حتى سقطت نادية بلا حراك.
دموع الشارع وحيرة الطفل الصغير
المارة حاولوا إنقاذ الضحية، لكن نادية فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى.
شهد الشارع حالة من الصدمة والحزن، بينما جلس طفلها "إياد"، السبع سنوات، ينتظر والدته التي وعدته بزيارة نهاية الأسبوع، دون أن يعرف أن حياته ستتغير إلى الأبد.
تحركات الأمن والتحقيقات
تلقت مديرية أمن القليوبية إخطارًا بالحادث، وانتقلت قوات الأمن إلى موقع الواقعة. تبين أن المجني عليها تُدعى "نادية س. م"، 44 عامًا، وتوفيت متأثرة بطعنات متفرقة، منها طعنة نافذة في الرقبة.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، فيما تم حبس أحمد على ذمة القضية، بينما كثفت فرق البحث الجنائي التحريات لتحديد ملابسات الحادث كاملة.
خاتمة مأساوية وقضية تحذر المجتمع
الجريمة أعادت تسليط الضوء على العنف الأسري، والصراعات الزوجية التي قد تتحول إلى كوارث. فقد انتهت قصة حب طويلة بمأساة أودت بحياة امرأة وأحدثت صدمة عميقة في المجتمع المحلي، تاركة طفلًا صغيرًا يتيمًا وآثار نفسية لا تمحى.

