جريمة مأساوية بالوراق: زوج يقتل زوجته أمام أعين أطفاله الأربعة بسبب شك عابر

في منطقة الوراق شمال محافظة الجيزة، عاش "إ. ض" مع زوجته "م" وأطفالهما الأربعة، زياد 6 سنوات، أحمد 4 سنوات، محمد 3 سنوات، وجنة عامان، حياة طبيعية في البداية، مليئة بالحب والتفاهم، رغم أن حياتهما لم تخلُ من اختلافات بسيطة كانا يحلانها معًا.
بدأت الأمور تتغير بعد وفاة والد الزوج، حيث تصاعدت الخلافات بين "إبراهيم" وأشقائه على ميراث العائلة، فبدأ الزوج في الانغماس بالمخدرات، وظهر أثرها على سلوكه داخل المنزل. أصبح يمارس العنف على زوجته وأطفاله، مما دفع الزوجة إلى الهروب إلى منزل أسرتها لمدة قاربت الشهرين، محاولة الابتعاد عن الإساءة المستمرة.
محاولات الصلح: الأمل بالعودة
خلال فترة غياب الزوجة، تدخل الأقارب لإصلاح العلاقة بين الزوجين، وتشجيع الزوجة على العودة حفاظًا على أطفالها الصغار. وافقت الزوجة في النهاية على العودة، معتقدة أن زوجها قد صُحح سلوكه وأن الأمور ستستقر.
الشرارة: رسالة "واتس آب" تفتعل الكارثة
لم تمر ساعات قليلة على عودة الزوجة إلى المنزل، حتى وصلتها رسالة من ابن خالها للاطمئنان عليها. رأى الزوج في ذلك مؤشرًا على خيانة محتملة، ورغم محاولة الزوجة التوضيح بأن ابن خالها مثل أخ لها، استمرت الوساوس تطارد "إبراهيم" طوال الليل، وتنامت فكرة الانتقام داخله، مدفوعة بالشك المفرط والسيطرة على مشاعره.
الحادث المأساوي: 17 طعنة أنهت حياة زوجة أمام أطفالها
في صباح اليوم التالي، اقتحم الزوج الغرفة وبيده سكينًا، ورفض الاستماع لأي توسلات من زوجته. حاول الطفل الأكبر الصغير حماية والدته بالصراخ قائلاً: "متضربش ماما"، لكن دقائق معدودة كانت كافية ليحصل الأسوأ.
انهال الزوج على زوجته بعدة طعنات متفرقة في الظهر والرقبة وبقية الجسم، بلغت نحو 17 طعنة، لتسقط الزوجة غارقة في دمائها أمام أعين أطفالها الصغار، الذين لم يصدقوا ما يحدث أمامهم.
اكتشاف الجريمة: صدمة الجيران والأسرة
لم يتحرك أحد من الجيران أو الأشقاء المعتادين على سماع الشجار داخل المنزل، حتى صرخ الطفل قائلاً: "بابا قتل ماما"، عندها هرع الجميع إلى الغرفة، ليشهدوا مشهدًا مأساويًا: الزوجة غارقة في الدماء، والزوج الجاني جالسًا بجانبها منتظرًا حضور الشرطة.
القبض على الزوج: تحقيقات النيابة
تم ضبط الزوج والسلاح المستخدم في الجريمة فور وصول الشرطة، وأقر المتهم بارتكابه الجريمة مدعيًا أنه كان يشتبه في سلوك زوجته بعد تلقيها رسالة من شخص غريب على "واتس آب".
تحررت محاضر الواقعة وأحال مدير مباحث الجيزة المتهم إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق معه، قبل أن تحيله إلى محكمة الجنايات لمحاكمته بتهمة القتل العمد.
النهاية المأساوية: أطفال يتيمون ودرس عن الغيرة والشك
ترك الحادث أطفالًا أربعة دون والدتهم، في مأساة هزت المنطقة، وفتحت النقاش حول آثار العنف الأسري والغيرة المفرطة، التي يمكن أن تتحول إلى كارثة مميتة في لحظات.

