خيانة الصداقة تنتهي بالموت.. إعدام 4 أشخاص ذبحوا صديقهم بدافع الثأر

أصدرت محكمة جنايات ثالث مدينة نصر، اليوم الأحد، حكمًا بالإعدام شنقًا لـ 4 متهمين بعد إدانتهم بقتل شاب عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، في واقعة ثأر دموي شهدتها منطقة مدينة نصر، أثارت الرأي العام مطلع العام الجاري.
وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد رشدي أبو النجا، وعضوية المستشارين أحمد ماهر الجندي وأمير عادل رمزي، وأمانة سر طارق فتحي.
بداية القصة.. ثأر قديم يتحول إلى دماء جديدة
تعود أحداث القضية رقم 5865 لسنة 2025 جنايات ثالث مدينة نصر، إلى شهر فبراير الماضي، عندما قرر أربعة شباب الانتقام من المجني عليه إسلام جمعة بدافع الأخذ بالثأر، حيث عقدوا العزم على قتله والتخلص منه نهائيًا.
وجاء في أمر الإحالة أن المتهمين وهم:
-
سلامة. ج (18 سنة) – عامل.
-
سعد. خ (23 سنة) – عامل.
-
محمد. ح (28 سنة) – عامل.
-
عمار. ح (27 سنة) – عامل.
بيتوا النية وعقدوا العزم على تنفيذ جريمتهم الشنعاء، واتفقوا على استدراج الضحية في كمين محكم بمساعدة أحد أصدقائه المقربين.
خيانة الصداقة.. استدراج الضحية بعقار مخدر
بحسب تحقيقات النيابة العامة، استعان الجناة بصديق المجني عليه "المتهم الثالث"، بعد أن أغروه بمبلغ مالي نظير استدراجه إلى مكان الجريمة.
وفي يوم الواقعة، دعا الصديق الخائن المجني عليه إلى إحدى الوحدات السكنية بمنطقة عين شمس بحجة لقاء عادي، وهناك قام بإعطائه عقارًا طبيًا يحتوي على مادة مخدرة، ما أدى إلى فقدانه الوعي وسقوطه أرضًا بلا مقاومة.
استغل المتهمون حالة الضحية، فحملوه عنوة داخل سيارة المتهم الرابع، وتوجهوا به إلى مكان ناءٍ بمنطقة مدينة نصر حيث كان في انتظارهم باقي الجناة لتنفيذ خطتهم.
تنفيذ الجريمة.. نية القتل المسبق
أوضحت النيابة أن المتهمين تسلحوا بسكين أحضروه خصيصًا قبل الجريمة، ثم طرحوا المجني عليه أرضًا على ظهره، بينما قام الثاني والثالث بتقييد حركته تمامًا، ليفسحوا المجال للمتهم الأول الذي أمسك بالسكين ونحر عنقه بطريقة وحشية، محدثًا به إصابة ذبحية أودت بحياته على الفور.
وبعد تنفيذ الجريمة، فر المتهمون هاربين من موقع الحادث، تاركين جثة الشاب غارقة في دمائه، إلى أن عُثر عليها لاحقًا داخل منطقة مهجورة.
التحريات والقبض على الجناة
تمكنت الأجهزة الأمنية من خلال التحريات المكثفة وجمع الأدلة من تحديد هوية المتهمين الأربعة، وضبطهم في مناطق مختلفة بالقاهرة والجيزة.
وبمواجهتهم، اعترفوا تفصيليًا بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام، وأرشدوا عن الأداة المستخدمة في الجريمة.
وبعد جلسات استماع مطولة لشهادات الشهود وتقرير الطب الشرعي، أصدرت المحكمة حكمها بإجماع الآراء بإعدام المتهمين الأربعة شنقًا حتى الموت، بعد أخذ الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية.
وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن الجريمة "كُتبت بدماء الغدر والخيانة"، وأن المتهمين "نفذوا فعلتهم مع سبق الإصرار والترصد مستخدمين وسائل شيطانية لتحقيق هدفهم الانتقامي".

