حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

«طرحة الفتاة وحبل الغدر».. خطة شيطانية أنهت حياة سائق على طريق مصر – إسكندرية الصحراوي

الإعدام شنقا
-

في واحدة من القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط القضائية والمجتمعية، أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية حكمها بإعدام المتهم الرئيسي في القضية المعروفة إعلاميًا باسم عصابة الأطفال، بعد إدانته بقتل سائق سيارة أجرة على طريق مصر – الإسكندرية الصحراوي، فيما قضت المحكمة بالسجن 15 عامًا لثلاثة أطفال شاركوا في الجريمة كأقصى عقوبة متاحة وفقًا لقانون الطفل.

تفاصيل حكم المحكمة

صدر الحكم برئاسة المستشار خالد الشباسي، وعضوية المستشارين نادر طاهر وتامر الفنجري ورامي حمدي، وبحضور أحمد رأفت ممثل النيابة العامة.
وقضت المحكمة بإعدام المتهم الرئيسي، البالغ من العمر 20 عامًا، بعد ثبوت تورطه في تزعم تشكيل عصابي مكوّن من شقيقته ونجلي عمه، الذين لم تتجاوز أعمارهم 16 و15 و14 عامًا، تخصص في سرقة قائدي سيارات الأجرة والتكاتك بمدينة السادات وعلى الطريق الصحراوي.

خطة التشكيل العصابي

أوضحت التحقيقات أن المتهم الرئيسي اتفق مع شقيقته ونجلي عمه على تكوين عصابة لسرقة قائدي سيارات الأجرة بالقوة، والاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم.
واعتمدوا على خطة شيطانية محكمة، تمثلت في قيام المتهمة الثانية (الشقيقة) ونجل عمها الصغير بإيقاف السيارات والتكاتك في الشارع بحجة توصيلهما إلى المنزل، بينما ينتظر المتهم الرئيسي ونجل عمه الثاني في موقع قريب.
وبمجرد تحرك المركبة، ينضم المتهمان الآخران إلى الرحلة، ثم يقومون بتهديد السائق وسرقته تحت تهديد السلاح الأبيض، والاستيلاء على النقود والهاتف والسيارة قبل أن يفروا هاربين.

من السرقة إلى القتل

كشفت أوراق القضية أن العصابة نفذت أكثر من واقعة سرقة بهذه الطريقة، إلى أن انتهت إحدى العمليات بجريمة قتل مروعة.
ففي يوم الحادث، استوقفت الفتاة ونجل عمها سائق سيارة "سوزوكي" يبلغ من العمر 32 عامًا، وطلبا منه توصيلهما إلى المنزل بمدينة السادات.
وفي منتصف الطريق، انضم المتهم الرئيسي ونجل عمه الثاني، وقام المتهم بلف طرحة الفتاة حول عنق السائق، بينما استخدم نجل عمه حبلًا لخنقه، وعندما حاول الضحية مقاومتهم، استل المتهم الرئيسي مطواة وسدد له ثلاث طعنات قاتلة في الرقبة، أردته قتيلًا في الحال.

القبض على الجناة واعترافاتهم

بعد الجريمة، استولى الجناة على مبلغ 2100 جنيه وهاتف محمول وكاسيت السيارة، وفرّوا هاربين.
غير أن كاميرات المراقبة وتحريات المباحث كشفت تحركاتهم، فتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليهم في وقت وجيز.
وخلال التحقيقات، اعترف المتهمون تفصيلًا بارتكاب الواقعة، وأكدوا أنهم خططوا للسرقة فقط دون نية القتل، لكن المحكمة اعتبرت أن الجريمة تمت بعمدٍ واضح وسبق إصرار وترصد.

محاكمة أول درجة وحكم الإعدام

أُحيل المتهمون إلى محكمة الجنايات الابتدائية، التي قضت بإعدام المتهم الرئيسي بعد أخذ رأي مفتي الديار المصرية، ومعاقبة الأطفال الثلاثة بالسجن المشدد 15 عامًا، باعتبارهم قُصّرًا وفقًا لأحكام قانون الطفل.
وقدّم المتهمون طعنًا على الحكم، ليُعاد نظر القضية أمام محكمة الجنايات الاستئنافية، التي أيدت الحكم وأحالت المتهم الرئيسي إلى المفتي للمرة الثانية، تنفيذًا للقانون رقم 1 لسنة 2024 الخاص بإنشاء محاكم الجنايات الاستئنافية.

حيثيات الحكم: استغلال القُصّر وتزعم العصابة

أكدت المحكمة في حيثياتها أن المتهم الرئيسي تزعم عصابة من الأطفال، مستغلًا صغر سنهم واحتياجهم المادي لتنفيذ مخططاته الإجرامية.
وأوضحت أن الوقائع الثابتة والأدلة المادية والشهادات، أثبتت ارتكاب الجناة جرائم سرقة متكررة انتهت بقتل المجني عليه عمدًا.
وأضافت المحكمة أن الحكم على الأطفال بالسجن المشدد 15 عامًا هو أقصى عقوبة ممكنة قانونًا، لأن القانون يحظر توقيع عقوبة الإعدام على من هم دون 18 عامًا.