حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

لحظة قلبت الفرح إلى حداد.. مصرع والد عريس برصاص عشوائي في بولاق

جثة
-

لم يكن "محمود" يتوقع أن أول زيارة لوالده بعد زفافه ستكون آخر لقاء بينهما. قبل أسبوعين فقط كان الشاب يحتفل بزواجه وسط أجواء من الفرح، زغاريد تعلو، وضحكات عائلية تملأ المكان، ووالده يقف بجانبه مبتسمًا وهو يقول:
"نفسي أشوف عيالك وأفرح بيهم قبل ما العمر يسبقني".
لكن القدر كان يخبئ صدمة أكبر من أن يحتملها قلب العريس الجديد.

بداية الشرارة: مشادة بسيطة تتحول إلى معركة شوارع

القصة بدأت بخلاف يبدو بسيطًا، مشادة كلامية حادة بين رجل وزوجته داخل أحد منازل المنطقة. أصوات الغضب ارتفعت، وامتزجت بالسباب وعبارات تجاوزت كل حدود الاحترام، حتى وصل الأمر إلى سبّ الدين.

أحد الجيران، الذي لم يتمالك أعصابه، تدخل معاتبًا الرجل، محاولًا تهدئة الموقف. لكن بدلاً من أن تتراجع حدة التوتر، تفاقمت الأزمة، وتحولت الكلمات إلى صدامات.

تصاعد الفوضى: من خلاف زوجي إلى مشاجرة جماعية

في دقائق قليلة، خرج الخلاف من جدران المنزل إلى الشارع. الأهالي تجمعوا، الأصوات تعالت، والشتائم ترددت بين الطرفين. ومع انضمام أنصار لكل جانب، تحولت المنطقة إلى ساحة معركة صغيرة.

الصراخ يعلو، والخصوم يتزايدون، والفوضى تتمدد كالنار في الهشيم.

لحظة الانفلات: السلاح يغير مجرى الأحداث

وسط هذا الهرج، قرر أحد المشاركين في المشاجرة أن يلجأ إلى العنف المسلح. حمل بندقية خرطوش، وبدون تفكير أو تقدير لعواقب فعله، بدأ يطلق النار عشوائيًا في كل اتجاه.

رصاصات طائشة تشق الهواء، تصيب كل من تواجد في محيط المشاجرة، وتحوّل الخلاف إلى كارثة.

اللحظة الفاجعة: الأب يهبط للاطمئنان على ابنه فيلقى مصرعه

في تلك اللحظة العصيبة، سمع الأب—والد العريس محمود—صخب المشاجرة أمام منزله. نزل بخطوات هادئة معتقدًا أن ابنه ربما يكون بالخارج، فأراد الاطمئنان عليه.

لم يكن يعرف أن خطواته تلك ستكون آخر ما يخطو في حياته.

ثلاث طلقات خرطوش أصابته مباشرة وهو على السلم. سقط الرجل الخمسيني غارقًا في دمائه، بينما تعالت صرخات الجيران. دقائق قليلة، وكان المشهد مأساويًا أكثر مما يمكن تحمله.

مشاهد لا تُنسى: عريس يرى والده جثة أمام عينيه

محمود، الذي جاء لزيارة والده، فوجئ بالكارثة أمام عينيه. رأى والده ممددًا على الأرض، الدماء تلطخ ملابسه والسلم من حوله.

قبل أيام كان يسمع والده يدعو له ليلة الزفاف، والآن يراه بلا حراك.

وقف في حالة ذهول، غير قادر على استيعاب كيف تحولت فرحته بزواجه إلى مأساة تُدمي القلب.

ضحايا آخرون في المشاجرة: رصاصات لم تفرق بين أحد

بحسب روايات الشهود، أصابت الرصاصات سبعة أشخاص آخرين. من بينهم ترزي فقد عينه اليمنى، بعدما اخترقت إحدى الطلقات وجهه.
أما الأب، فلم يتمكن من الصمود أمام الطلقات الثلاث التي مزقت جسده.

محاولة إنقاذ فاشلة: دقائق بين الحياة والموت

سارع الأهالي بحمل الأب إلى مستشفى قصر العيني. دخل غرفة الطوارئ وهو يصارع الموت.
الأطباء حاولوا مرارًا إنعاشه، لكن تهتك الأنسجة وكثافة النزيف لم تترك فرصة للنجاة.

وبعد دقائق من الألم، جاء الإعلان الرسمي:
وفاة الرجل متأثرًا بإصابته.

زوجة منهارة وجيران مصدومون

زوجته انفجرت بالبكاء، تردد بصوت مكسور داخله مرارة الفقد:
"3 طلقات خطفوا جوزي من على باب البيت".

الجيران يعرفون الضحية جيدًا: رجل طيب، هادئ، محب للخير، لم يكن طرفًا في أي خلاف. كان يحلم فقط أن يرى أحفادًا من ابنه الوحيد.

ذلك الحلم توقف عند رصاصات طائشة.

تحرك أمني سريع: ضبط المتهمين والسلاح المستخدم

فور وقوع الحادث، انتقلت قوات الأمن إلى المكان. عمل رجال المباحث على تطويق الشارع، جمع الأدلة، وسماع شهادات السكان.

وخلال وقت قصير تم ضبط طرفي المشاجرة والتحفظ على بندقية الخرطوش المستخدمة في الجريمة.

التحقيقات الأولية أكدت أن مطلق النار كان يساند أحد أقاربه، فأطلق النار بدون وعي، متسببًا في كارثة جماعية.

حزن يعم المنطقة: “الرصاص العشوائي قتل الأمان”

أحد الجيران قال بكلمات موجوعة:
"مافيش بيت هنا إلا وهو موجوع. اللي اتصاب واللي فقد حد غالي… الرصاص العشوائي خلانا نحس إن حياتنا مهددة في أي لحظة".

الزوجة الثكلى، العريس المصدوم، والجيران الذين شاهدوا الواقعة… جميعهم ما زالوا تحت تأثير الفاجعة.

نهاية حزينة لحلم جميل

لم يكن الأب طرفًا في الصراع، ولم يحمل سلاحًا، ولم يعتدِ على أحد.
كل ما فعله أنه حاول الاطمئنان على ابنه… فكانت الطلقات العشوائية أسرع من أن تمنحه فرصة النجاة.

وفي شوارع بولاق الدكرور ما زال صدى الحادث يطرق الأبواب.
قصة رجل فقد حياته ظلمًا، وعريس بدأ حياته الجديدة بجرح لا يندمل.