حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

جريمة خلف الأبواب المغلقة.. زوج يذبح زوجته أمام صراخ الأبناء

جثة فتاة
-

لم تكن صفاء من النساء اللاتي يرفعن الراية البيضاء سريعًا. حين سقط زوجها ممدوح في وحل الإدمان، لم تتخلَّ عنه، بل حملت الأسرة على كتفيها، وتحملت أعباءً تفوق طاقتها. صارت أمًا وأبًا ومعيلًا في آنٍ واحد، تعمل في بيوت الآخرين لتوفر لقمة العيش لأطفالها الأربعة، محاولة إنقاذ بيتها من الانهيار.

زواج استمر 22 عامًا قبل أن يتحول إلى مأساة

تعود بداية القصة إلى ما يقرب من 22 عامًا، حين تزوج ممدوح، وكان يبلغ من العمر 27 عامًا، من صفاء التي كانت تصغره بخمس سنوات. عاش الزوجان حياة بسيطة لكنها مستقرة، حيث كان الزوج يعمل مبيض محارة، بينما تولت الزوجة رعاية المنزل والأبناء، ولم تكن الخلافات تعرف طريقها إليهما في سنوات الزواج الأولى.

رفقاء السوء وبداية الانحدار

تبدلت الأحوال تدريجيًا عندما تعرف الزوج على رفقاء السوء، فانجرف إلى تعاطي المخدرات، وترك عمله، لتبدأ الخلافات تدب داخل الأسرة. ومع غياب مصدر الدخل، وجد البيت نفسه في مواجهة الفقر والعوز، بينما استسلم الزوج للإدمان، رافضًا تحمّل أي مسؤولية.

الأم تتحول إلى المعيل الوحيد للأسرة

كبر الأبناء، وتزايدت احتياجاتهم، فاضطرت صفاء إلى الخروج للعمل في البيوت لتوفير متطلبات المعيشة. ومع مرور الوقت، تلقّت الأسرة ضربة جديدة حين انزلق الابن الأكبر إلى طريق المخدرات، وألقي القبض عليه، ليودع سجن جمصة، وتصبح زياراته عبئًا ماديًا ونفسيًا إضافيًا على الأم وحدها.

ديون متراكمة وزوج يتنصل من المسؤولية

لم يعد دخل صفاء البسيط يكفي لتغطية احتياجات المنزل ومصاريف زيارة الابن السجين، فبدأت تقترض من الجيران لتسد العجز، في وقت كان الزوج يرفض المساهمة بأي مبلغ، بل كان يعتدي عليها لفظيًا وجسديًا كلما طالبته بالمساعدة.

يوم الخلاف الأخير.. بلاغ كيدي وعنف متكرر

في 26 يونيو 2022، كانت صفاء تستعد لزيارة ابنها المسجون، فطلبت من زوجها بعض المال، لكنه ثار في وجهها واعتدى عليها بالضرب، قبل أن يترك المنزل ويتوجه إلى قسم الشرطة لتحرير بلاغ ضدها، مدعيًا أنها أهانته.

عاد ممدوح إلى المنزل بعد الظهر، محمّلًا بالغضب، واعتدى على زوجته ثلاث مرات متفرقة خلال اليوم ذاته، لتتحول ساعات المساء إلى نذير شؤم لما هو قادم.

ليلة بلا نوم.. من الفكرة إلى القرار

في تلك الليلة، لم يذق الزوج طعم النوم. كانت الأفكار السوداء تتزاحم في رأسه. أعد سكينًا، وجهز قطعة قماش. ما بدأ كغضب تحول إلى نية، ثم إلى قرار بارتكاب جريمة ستنهي حياة شريكة عمره.

صباح الجريمة.. سلم العمارة مسرحًا للقتل

في السابعة صباح 27 يونيو 2022، جلست صفاء على سلم العمارة تنتظر نجلها للذهاب إلى الزيارة. في تلك الأثناء، خرج الزوج من الشقة، وأغلق الباب بالمفتاح على طفليه الصغيرين، ثم أغلق باب العمارة لإحكام العزلة ومنع استغاثتها.

تقدم نحو زوجته وانهال عليها طعنًا محاولًا ذبحها، ثم خنقها بقطعة القماش، وحين فشل، أمسك رأسها وراح يرطمها بالحائط مرات متتالية حتى تأكد من وفاتها، تاركًا جسدها مسجّى على درجات السلم.

شهادة الابن.. لحظات رعب لا تُنسى

كان الابن محمد (14 عامًا) داخل الشقة، سمع صرخات أمه واستغاثتها، وحاول فتح الباب لكنه فوجئ بأنه مغلق. نظر من فتحة صغيرة، ليشاهد مشهدًا سيطارده طيلة حياته: والده جاثم فوق صدر أمه، يخنقها ويطعنها بلا رحمة.

تمكن الطفل من الهروب عبر نافذة الحمام، وقفز إلى شقة الجارة وهو يبكي، قبل أن يركض إلى قسم الشرطة صارخًا:
«أبوي بيقتل أمي».

الجيران يكتشفون الجريمة والقاتل يعترف

الجارة نجوى استقبلت الطفل المفجوع، وصعدت برفقته إلى مكان الحادث، حيث حاول الأهالي كسر باب الشقة، بينما كان المتهم يقف أعلى سطح العقار، يصرخ معلنًا ارتكابه الجريمة قائلًا: «قتلها».

القبض على المتهم والحكم بالإعدام

ألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة على النحو الذي كشفت عنه التحريات. وبعد أشهر من التحقيقات والمرافعات، أصدرت محكمة جنايات المنصورة في يونيو 2023 حكمها بإعدام المتهم ممدوح شنقًا، قصاصًا لجريمة قتل زوجته بدم بارد.