كوب مخدر وسيخ حديدي.. نهاية فران على يد زوجته وعشيقها في بني سويف

لم تمضِ أيام قليلة على زواج نشوى حتى بدأت أولى خيوط الخيانة تُنسج في الخفاء. نظرات عابرة بينها وبين صاحب المنزل الذي تقيم فيه مع زوجها تحولت سريعًا إلى إشارات، ثم إلى لقاءات سرية، قبل أن تتطور إلى علاقة كاملة أطاحت بكل معاني العشرة والميثاق الغليظ.
الزوج، الذي لم يكن يعلم أن بيته يُهدم من الداخل، كان يظن أنه بدأ حياة مستقرة، بينما كانت زوجته تُخطط لنهاية مأساوية لم يتخيلها يومًا.
البداية.. فران بسيط وحلم بأسرة مستقرة
في عام 2012، كان أحمد، 30 عامًا، يعمل فرانًا في مخبز بحي الغمراوي بمحافظة بني سويف. خلال عمله تعرّف على نشوى، ربة منزل تصغره بسبع سنوات. أعجب بها، وتقدم لخطبتها، وبعد عامين من التعارف تم الزواج.
استأجر الزوجان شقة بعزبة بلبل، وبدأت حياة أسرية بدت هادئة من الخارج، رزقا خلالها بثلاثة أطفال. كان الزوج يعمل لساعات طويلة، أغلبها ليلًا، سعيًا وراء لقمة عيش حلال، بينما كانت الزوجة تستغل غيابه في الخفاء.
من نظرة إلى خيانة كاملة
غياب الزوج المتكرر فتح الباب أمام الخيانة. بدأت العلاقة بين الزوجة وصاحب المنزل أسامة بنظرات صامتة، ثم لقاءات خاطفة، قبل أن تتحول إلى علاقة محرمة مكتملة الأركان.
صار العشيق يدخل البيت في غياب الزوج، يجلس مكانه، وينام على فراشه. ومع الوقت، بدأ نفور الزوجة من زوجها يظهر دون سبب واضح، وتحول البيت إلى ساحة خيانة صامتة.
شكوك زوجية وقرار بالرحيل
لاحظ الزوج تغيرًا واضحًا في سلوك زوجته، تصرفاتها، وحدتها الدائمة، لكن دون دليل قاطع. خشي أن يظلمها أو يهدم أسرته بالشك، فاتخذ قرارًا صعبًا؛ ترك الشقة والعمل، والعودة إلى مسقط رأسه في قرية أبو صير ببني سويف.
لكن القرار لم يكن مقبولًا لدى الزوجة، التي رفضت الابتعاد عن عشيقها، واعترضت بشدة على الانتقال، إلا أن الزوج أصر حفاظًا على أسرته.
الخيانة تلاحق الزوج حتى قريته
انتقلت الأسرة إلى أبو صير، لكن الخيانة لم تتوقف. الاتصالات الهاتفية ازدادت، واللقاءات استمرت، بل وأصبحت تتم داخل بيت الزوج نفسه وعلى سريره، بعدما كان العشيق يقطع المسافات ليلًا للوصول إلى الزوجة.
سنوات طويلة قضاها الزوج يعمل ليل نهار، بينما كانت زوجته تهدم بيته حجرًا حجرًا.
قرار القتل.. حين اجتمع العشيقان على الدم
تصاعدت الخلافات بين الزوجين، خاصة مع إصرار الزوج على البقاء بعيدًا عن عزبة بلبل. هنا اتخذت الزوجة وعشيقها القرار الأخطر: التخلص من الزوج نهائيًا.
في إحدى الليالي، قدمت الزوجة لزوجها كوبًا يحتوي على مادة مخدرة بعد العشاء. وما إن غاب عن وعيه، حتى دخل العشيق، واعتديا عليه باستخدام سيخ حديدي، وانهالا عليه ضربًا حتى فارق الحياة، وسط تناثر الدماء في أرجاء المكان.
إخفاء الجريمة.. جوالان ودفن في المقابر
وضعت الجثة داخل جوال، وفي جوال آخر جمعا كل ما يحمل آثار الجريمة من لحاف وسجادة وفراش وملاءات. استعانا بصديق للعشيق، ونقلوا الجوالين بسيارة ريجاتا بيضاء.
اتجهوا إلى مقابر العلالمة جنوب بني سويف، على بعد نحو 70 كيلومترًا، ودفنوا الجثة هناك، ظانين أن الجريمة طُمست إلى الأبد.
الهروب إلى الإسكندرية
بعد تنفيذ الجريمة، هربت الزوجة مع عشيقها وأطفال الزوج إلى محافظة الإسكندرية، واستأجروا شقة للاختباء. أُغلقت الهواتف، واختفت الأسرة تمامًا، ما أثار شكوك المحيطين بهم.
تقدم شقيق العشيق ببلاغ رسمي يفيد باختفاء الأسرة، لتبدأ خيوط الحقيقة في الظهور.
كاميرات المراقبة تفضح المستور
فريق أمني شكّل تحقيقًا عاجلًا، وكانت كاميرات المراقبة الشاهد الحاسم. رصدت الكاميرات سيارة ريجاتا بيضاء، وشخصين يحملان جوالين ويضعانهما داخلها.
تم تحديد مالك السيارة، وبمواجهته بالأدلة انهار واعترف بكل ما حدث، كاشفًا تفاصيل الجريمة ومكان دفن الجثة.
استخراج الجثة وسقوط المتهمين
انتقلت قوات الشرطة والنيابة إلى مقابر العلالمة، وتم استخراج الجوالين. أحدهما يحتوي على جثة الزوج، والآخر يضم أدوات الجريمة وآثار الدم، بما فيها السيخ الحديدي المستخدم في القتل.
تم القبض على الزوجة وعشيقها في الإسكندرية، وأُعيد الأطفال إلى بني سويف. اعترف المتهمان تفصيليًا، وقاما بتمثيل الجريمة، وقررت النيابة حبسهما على ذمة التحقيق.
نهاية مأساوية لبيت ظنه الزوج آمنًا
هكذا انتهت قصة زواج بدأ بحلم وأسرة، وانتهى بجريمة قتل مدبرة، خيانة، ودفن في المقابر، لتبقى الواقعة واحدة من أبشع جرائم عش الزوجية التي هزّت الرأي العام في بني سويف.

