المصريين يسخرون من دعوات الاخوان وحملة امنية تركية علي عناصر التنظيم

تعامل المصريين بحس فكاهي وسخريته اللاذعة التي يستحضرها دوما للتغلب على التحديات والأزمات، فكان سلاح المصريين رادعا لدعوات تنظيم الإخوان.

فبينما يعد "الإخوان" العدة ويرسم خطط سير الاحتجاجات التي يراها هو ممكنة في يوم أرّخه بـ11/11، كان التنظيم "الإرهابي" على موعد مع سلاح السخرية الذي يشتهر به المصريون والذي وجهت سهامه هذه المرة لتلك الدعوات "البائسة"، التي لا شعبية ولا أرضية لتتكئ عليها.

منذ أن دشن تنظيم الإخوان دعواته لاحتجاجات مزعومة في 11/11، وباتت خلايا التنظيم الإلكترونية تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحشد ليوم رأوه ممكنا، تارة بحديث قيادات التنظيم عن خطط وأماكن التجمعات المزعومة، مرورا بنشر الشائعات والأكاذيب حول المؤسسات الحكومية المصرية للترويج لتلك الدعوات، إلى حث قياداتهم لأن يكونوا في الخلفية، تاركين المنخدعين بدعواتهم، لأن يكونوا وقودا لتلك الاحتجاجات.

إلا أنه في الجهة المقابلة كان فريق من المصريين يقف على تلك الدعوات من باب "اللامبالاة" تارة و"التسلية" تارة أخرى، فيما كان الفريق الآخر يستحضر روح السخرية المعتادة لمواجهة تلك الدعوات المزعومة.فنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا هاشتاجا تحت وسم "عواجيز يناير" كالوا فيه الاتهامات لتنظيم الإخوان، رافضين الدعوات الإخوانية بالنزول، بالتهكم على أنهم باتوا من "العواجيز"، لمرور قرابة 12 عاما على أحداث 2011، والتي شارك فيها بعضهم.

وبصورة ساخرة نشرها على حسابه بـ"تويتر"، قال شخص يدعى "أوفا": "وحضرتك بقى نازل 11/11؟ لا أنا من عواجيز يناير"، في إشارة إلى دعوات الإخوان للنزول في 11/11، والتي يرفضها أغلب المصريين.

وقال حساب يدعى الحسين حبوب: "قريبا عواجيز يناير سيلقبون بحزب الكنبة.. الأيام دول.. لنا الفخر على مشاركتنا فى ثورة 25 يناير و30 يونيو وكشف تجار الدين والدم والإرهاب وتصحيح المسار".

فيما قال الناشط السياسي المصري ومؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر: "دعاة حداشر حداشر.. واضح أنهم نفس دعاة مظاهرات 2019 اللي تسببت في مشاكل كتير وقتها"، في إشارة إلى دعوات الإخوان للتظاهر في 2019، والتي منيت بالفشل.

وأضاف: "زي ما كان موقفنا وقتها هو رفض تلك الدعوات ورفض الاشتراك مع جماعة الإخوان في أي شيء، نؤكد رفضنا لأي دعوات مماثلة، لأن رغم أي خلاف أو اختلاف لكن الدنيا مش مستحملة أي فوضى".

وردًا على انتقادات تنظيم الإخوان له، لرفضه النزول في 11/11، قال ماهر: السؤال دلوقتي، ليه أشارك في حاجة مش مفهومة؟ أو ليه أشارك في حاجة راكب عليها الإخوان؟، مضيفا: رد فعل الإخوان ولجانهم بعد ما قلت إني رافض دعوات حداشر حداشر بيخلي الواحد يعرف إن كويس إعلان الموقف".

حساب يدعى "مس إم كيمت" طرحت تساؤلا قالت فيه: "مش ملاحظين أن دايما في كل حدث أو مناسبة هامة في مصر بيكون في دعوات بمظاهرات وحركات من عواجيز يناير والدول اللي وراهم"، في إشارة إلى قمة المناخ التي تلتئم في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الأسبوع الجاري.

من جهة أخرى، قال أمين عام حزب المؤتمر بالبحر الأحمر ياسر حسن منصور إن عدم استجابة المصريين لدعوات الإخوان للتظاهر منذ أيام، بعد مباراة الأهلي والزمالك، تعد أبلغ رد على دعوات التنظيم الإرهابي، الذي أدركت أن مظاهرات 11 نوفمبر الجاري لن يستجيب لها أي من المصريين.

وفيما قال إن تنظيم الإخوان يحاول فتح قناة حوار مع السلطة التي يريد إسقاطها، أملا في أن تسمح لها بالعمل الاجتماعي بشكل مؤقت لحين عودتها للعمل السياسي من جديد، أكد أن القاهرة التي أصبحت محور حديث وملتقى العالم كله رأى التنظيم الإرهابي أن هذا هو الوقت المناسب لتشويه صورتها أمام العالم، وهو ما لن يستطيع تحقيقه

منناحية اخري سنت السلطات التركية حملة امنية استهدفت مذيعين ومعدين بفضائيات الجماعة، وتحديدا قناة "الشرق" المملوكة لأيمن نور، كما طالت ناشطين تابعين للجماعة، من بينهم نجل داعية كبير وصحفيون ومقربون من جبهة "كماليون" (المكتب العام).

وكان الأمن التركي قد ألقى القبض في وقت سابق من الشهر الماضي على عدد كبير من الإعلاميين الإخوان، وأدرجهم على كودي الإرهاب G102 وG87، نظرًا لمخالفتهم تعليمات سلطات أنقرة بشأن السياسة الإعلامية الإخوانية تجاه مصر، وكادت أن ترحلهم إلى القاهرة، لمحاكمتهم في القضايا المتهمين فيها، إلا أن وساطة قادها سيف عبدالفتاح مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسي، أدت للإفراج عنهم، بعد أن قطع على نفسه وعدًا بعدم تكرار تلك الحماقات مستقبلًا.