حوادث اليوم
الثلاثاء 7 مايو 2024 08:07 مـ 28 شوال 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

كشف لغز الجريمة.. رجلان وامرأة ينهيان حياة طفل الشوامي بـ الدقهلية

جثة
جثة

كشف فريق البحث الجنائى بمديرية أمن الدقهلية، تفاصيل العثور على الطفل يوسف أحمد فتحي أبوزيد، 12 سنة، مقيم بقرية الشوامي مركز بلقاس بالدقهلية، بعد 4 أشهر من العثور على الجثمان في ترعة وتقييد القضية برقم إداري لعدم الوصول إلى مرتكبيها، لعدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث وأن الطالب توفى باسفكسيا الغرق.

لكن وحدة مباحث مركز بلقاس برئاسة المقدم محمد البنا نجحت في التوصل لمرتكبي الواقعة، بعد أن أفصح أحد الجناة بما حدث لأحد الأشخاص، ليتبين التخلص من الطفل حيا بربطه بحبل بلاستيكي ووضع حجر «بلوك» مربوط على بُعد نصف متر من جسده وإلقائه بالمياه حيًا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك على يد ابن عم والده، وجاره التي تربطه أيضا صلة قرابة بالأب، بمعاونة زوجة الجار العرفية.

قالت والدته «دينا عبدالعاطى الدسوقى»، إن حادث مقتل ابنها يعود إلى شهر نوفمبر الماضى، حينما عثر عليه في مصرف يسرى دائرة مركز الستامونى بعد تغيبه لمدة 8 أيام، حيث عثر عليه مربوطا على بطنه حجر «بلوك»، وتم تسجيل الواقعة على أنها حادث انتحار في ذلك الوقت، بالرغم من أن الطفل كان محبا للحياة ويخطط لمستقبله مع صغر سنه.

وأضافت: «ابني كان بيحلم أن يصبح شابا ويتزوج، لذلك لم نصدق أنا ووالده أنه انتحر، وكان عندهم أمل أن الغموض هينكشف وتظهر الحقيقة حتى تم التوصل إلى المجرمين اللى كانوا أقرب الأقربين للطفل».


واستكملت، أنها انفصلت عن زوجها بعدما أنجبوا 3 أبناء أكبرهم هو المجنى عليه «يوسف»، وظل الأطفال مع والدهم بالرغم من أنها لديها حكم بضم الحضانة، لكن فضلت عدم المنازعة مع زوجها حتى يعيش الأبناء في هدوء، لذلك كانت تكتفي برؤية أطفالها حين يأتى بهم زوجها السابق إليها من أجل أن تراهم ثم يعود بهم لمنزله مرة أخرى، ويوم تغيبه اتصل بها زوجها، يسألها عما إذا كان يوسف قد ذهب إليها أو أنها أخذته، ولكنها أخبرته أنه لم يحدث شئ من هذا القبيل، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الطفل، ولكن لم يتم التوصل إليه إلا بعد 8 أيام من اختفائه حيث عثر عليه ملقى في مصرف يسرى بالستامونى، ويرتدي الملابس التي كان قد اشتراها له والده من دولة الكويت أثناء عمله هناك، ليتبين بعد 4 أشهر أن الجانى هو ابن عم والده وكان يناديه المجني عليه «عمي».

وأشارت إلى أنه في يوم الواقعة خرج إلى الدرس مثلما أخبرها شقيقاه، ليتبين أن الجاني وهو نجل عم والده بعدما طلب منه أن يحمل معه كرتونة إلى داخل المنزل وبمجرد دخوله قام بإعطائه حقنة مهدئة هو وجاره وزوجة جاره، وظل على هذا النحو أكثر من 4 أو 5 أيام، قبل أن يقوموا بتقييده ووضعه داخل شنطة السيارة والتوجه به إلى المكان الذي عثر على جثته فيه وربطوا على بطنه حجر ثم ألقوه بالمياه حيا.

وذكر والد الطفل «أحمد فتحى أبوزيد»، أنه لم يكن بينه وبين الجاني نجل عمه أي خلافات بل أنه هو من رباه، وحمله في صغره وحتى وقت قريب كان يصطحبه معه إلى أي مكان، ويعتبره شقيقه الأصغر، ولم يشك في أمره خصوصا أنه كان لديه ثبات وقت اكتشاف جثة الطفل حيث كان يبحث معهم قبلها، ويوجه الباحثين عن الطفل كما كان هو أول شخص يلتقيه عقب خروجه من المشرحة بعد رؤية ابنه وكان هو من يسانده في السير كما فتح باب سيارة الإسعاف وكان يقف قبلها على الغسل وغسل الطفل ثم ذهب إلى المقابر أثناء دفن الجثمان، ولكن لأنه كان متأكد أن ابنه لم ينتحر قام بتقديم طلب للنائب العام من أجل فتح التحقيق وبالفعل تم قبول الطلب وتم التحقيق بشكل سري إلى أن تم التوصل إلى الجناة الثلاثة، مطالبا بالقصاص العادل لابنه الذي راح ضحية الغدر من شخص لم يلقى منه سوى الإحسان والمعروف.

وترجع تفاصيل الواقعة إلى 28 أكتوبر 2023 عندما تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارا من مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ من «أحمد فتحى أبوزيد»، 42 سنة، فني صيانة بدولة الكويت ومقيم قرية الشوامي بغياب نجله «يوسف» 12 سنة، طالب بالصف السادس الابتدائي، والمقيم طرف أسرة والده بذات القرية عن المنزل، واتهم طليقته والدة الطفل «دنيا عبدالعاطى الدسوقى» 38 سنة مدرسة ثانوى ومقيمة بندر بلقاس، بتحريض نجله على ترك المنزل، لإجباره على إعادتها لعصمته مرة أخرى.

جرى استدعاء المشكو في حقها في ذلك الوقت من قبل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة بلقاس، وأنكرت ما نسب إليها وعللت الاتهام لقيامها برفع قضية رؤية للطفل في وقت سابق قبل إختفاء الطفل.

بعد ثمانية أيام من الاختفاء، عثرت وحدة مباحث مركز الستامونى على جثة لطفل، طافية بمياه ترعة بحر يسري المارة بقرية قلابشو دائرة المركز، ذكر في العقد الثاني من العمر ويرتدي ملابسه كاملة ولاتوجد به ثمة اصابات.

وبالفحص تبين وجود حبل بلاستيكي أبيض، طوله حوالي متر تقريبا مربوط حول البطن، ومثبت بطرفه قطعة حجرية من «البلوك الأبيض»، ولم يعثر بحوزته على ثمة متعلقات شخصية.

جرى تحرير المحضر اللازم بالواقعة وفحص حالات الغياب في ذلك الوقت، وتبين تطابق الجثة المعثور عليها بأوصاف الطفل المبلغ بغيابه بمركز بلقاس، وبإستدعاء والده ووالدته لم يستطيعا التعرف على الجثمان وتم تحويله لمستشفى المنصورة الدولى.

وبإجراء تحليل «DNA» لأهلية الطفل، ورد تقرير الأدلة الجنائية يفيد بتطابق العينات، وأن الجثمان خاص بالطفل المتغيب.

وورد تقرير الطب الشرعى بأن الوفاة نتيجة إسفكسيا الغرق ويرجح فيها الإنتحار والشبهة الجنائية، وكلف مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بتشكيل فريق بحث من ضباط فرع الأمن العام بالدقهلية، وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية، وفرع البحث الجنائي بغرب الدقهلية ومباحث مركز شرطة بلقاس لفك لغز القضية.

وبعد مرور 4 أشهر من إرتكاب الواقعة، توصلت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكابها الوقعة كل من نجل عم والد المجني عليه ويدعى «علاء.ح.أ.ز» 28 سنة طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق وشهرته علاء المحامى، ومقيم قرية الشوامي، والثاني جار المجني عليه ويدعى «السيد. ع. ال. م»، 50 سنة عامل عادى وتربطه صلة قرابة بوالد الطفل، وزوجة المتهم الثاني عرفيا وتدعى «رنا. ع. ال» 30 سنة، ربة منزل.

بتقنين الإجراءات جرى ضبط المتهم الثاني والثالثة، وبمواجهتهما أقرا واعترفا بارتكابهما الواقعة بخطف الطفل واحتجازه لمدة 4 أيام لطلب فدية من أهليته، فقامت الثالثة برصد تحركات المجني عليه ذهابا وإيابا خلال سيره لتلقي دروسه لمدة شهر، وبتاريخ تغيبه في 28 أكتوبر من عام 2023، وحال ذهابه لأحد الدروس قامت المتهمة الثالثة بإخبار المتهمين الأول والثاني باقترابه من منزل الثاني، فقام علاء المتهم الأول بالنداء على المجني عليه الطفل مستغلا قرابته بوالده، لمساعدته في حمل كرتونة لإدخالها بمخزن أسفل منزل المتهم الثاني.

وقام المتهمان الأول والثاني بوضع شريط لاصق على فمه وتكبيله وإعطائه حقنة مهدئة، وقاموا بإفهامه بأنه سيمكث معهم لفترة لحين تدخلهم لإنهاء الخلاف بين والديه، ومكث معهم بالشقة ملك الثاني قرابة 4 أيام، وعقب تفشي خبر اختفائه بالقرية، وتجمع الأهالي أمام مسكنه للبحث عنه وخشية افتضاح أمرهم، اختمرت لديهم فكرة التخلص منه.

وتبين قيام الأول بإحضار سيارة شقيق الثاني وحبل غسيل، واستغلوا انقطاع الكهرباء حتى لا ترصدهم كاميرات المراقبة، وقاموا بتكبيل المجني عليه ووضعه بحقيبة السيارة وتوجها به لمكان العثور عليه، وعقب وصولهما قام الثاني بإحضار قطعة حجرية وربطها بطرف الحبل المكبل به المجني عليه، وألقى ابن عم والده علاء به بالمياه حيا بمكان العثور عليه.

تحرر عن ذلك المحضر رقم 4808 جنح بلقاس لسنة 2024، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات والتى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات وتم التجديد لهم 15 يوم أخرى مساء الأمس.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found