حوادث اليوم
الجمعة 13 ديسمبر 2024 08:50 مـ 12 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

عطفت عليه كابنها.. ننشر مرافعة النيابة العامة بمحاكمة عامل قــتل مسنة بأسيوط

متهم
متهم

استمعت هيئة الدائرة العاشرة بمحكمة جنايات أسيوط، إلى مرافعة النيابة العامة ، في محاكمة عامل متهم بقتل مسنة وسرقت حلق ذهبي من إذنها وإلقاء جثتها في بئر صرف صحي داخل منزلها بقرية باقور بمركز أبوتيج .

عطفت عليه كابنها.. ننشر مرافعة النيابة العامة بمحاكمة عامل قــتل مسنة بأسيوط

عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد رفاعي عبد الحافظ رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أحمد محمد حلاوة الرئيس بالمحكمة و حسين إبراهيم محمد نائب رئيس المحكمة وحضور عمرو أبو سديرة وكيل النائب العام،وأمانة سر عبد المنصف إبراهيم وعاطف رمسيس.

واستهل عمرو أبوسديرة وكيل النائب العام مرافعته قائلا: بقول الله تعالى بسم الله الحق " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " لقد تأملنا كثيرا في تفسير تلك الآية الكريمة وأثر هذا التشريع الإلهي المعظم ، لكم في القصاص حياة ، فوجدنا أنه إذا أدرك القـ.ـاتل معنى القصاص وأنه إن قتـ.ـل نفسا بغير حق فسيجد مجتمعا وواليا عادلا يقتص منه فحتما سيتراجع عن قرار القـ.ـتل ويحقن دمـ.ـاء نفسه وغيره فكيف لا ؟ وهو إن لم يقتص منه سيختل ميزان العدالة ولن يكون هناك ردع بين الناس ويصبح المجتمع مظلما لا مكان فيه للمستضعفين والمغلوبين على أمرهم وهذا ما لا يرضاه سبحانه وتعالى في ناموس هذا الكون فذلك هو شرع الله من قتـ.ـل يقـ.ـتل والقصاص حياة.

واستكمل: إن قضية اليوم قضية قلوب قست ونفس استباحت كل فعل فدنست وروح طاهرة أزهقت فجئناكم بواقعة مفجعة تقشعر لها الأبدان واقعة أفجعت القلوب وضاقت بها الصدور وكانت البشاعة والوحشية والقسوة هي عنوانها ذاع خبرها بين الناس وانتشر شاب قتـ.ـل عمته فمثله كمثل الشيطان، قتـ.ـل من أحسنت إليه ،قتـ.ـل من راعته في غيبة أبيه وأمه ، قتـ.ـل من كانت تعطف عليه وتكرمه في ذهابه وإيابه وفاء كان جزاؤه الغدر وإخلاص قابله الافتراء فهذه بإيجاز قضيتنا وها هو المتهم المجرم ضبط وأقر لنا بإجرامه فسلمناه للسجان وسقناه اليوم إليكم بالقـ.ـتل مدانا والقصاص منه واقع لا محالة بحكمكم العادل الرادع.

وتابع: اسمحوا لي أن أقص على هيئتكم الموقرة أحداث دعوانا التي وقفت عليها النيابة العامة نعيش سويا واقعاتها بما حوته من آثام وآلام نتعرف على القتـ.ـيلة وبساطتها نرى القـ.ـاتل وقسوته نستوضح ما وراء ذلك من أحداث تتبعتها النيابة العامة وصولا لتلك اللحظة المهيبة التي قوبل فيها الود والإحسان بالشر والقسوة والهوان وصولا لمشهد النهاية وهو قتـ.ـل المجني عليها وهي السيدة فتحية أحمد محمد برغوت سيدة عجوز كانت قد بلغت من العمر أرذله ربة منزل عاشت وحيدة في بيتها البسيط القروي وذلك عقب وفاة زوجها منذ أكثر من عشرين عاما، زوجت نجلتها الوحيدة "أحلام" بمحافظة أخرى، عاشت دون رجل يرعاها، كانت فقيرة لا تملك سوى معاش بسيط وبعض طير ترعاه، اشتهرت بالطيبة والكرم بين أوساط مخالطيها وجيرتها ، كريمة مضيافة بطبع سيدات أهل القرى في بلادنا، أبرت القريب والبعيد أحسنت للكبير والصغير قابلت من أذاها بالتسامح والعفو والإحسان فكانت في الأصل أم لواحدة، ولكنها في الحقيقة هي أم لكثير قبل الواقعة بخمسة أيام أدخلت نجلتها السرور عليها حين أرادت أن تبرها بزيارة بيت ربها فشرعت في إنهاء أوراقها وتجهيز حاجاتها، انتوت أن تهدها أجمل ما يمكن أن يهدى ولا تعلم ما كان ينتظرها من مصير قاس ، ولا تعلم ما كان ينتظرها من غدر ممن أحسنت إليه .

واستكمل: أما المتهم الماثل أمام عدالتكم في قفص الاتهام شعبان عبد الظاهر محمود محمد الشهير بـ " مصطفى" هو شاب في عشرينيات عمره ، طويل القامة قوي البنية يجمع الخردة من هنا وهناك كان يعيش مع أسرته أمام مسكن المجني عليها حتى انتقلوا للعيش بمحافظة القليوبية كان على خلاف باق أسرته شارد ليس عليه رقيب يغيب عن أهله أياما ثم يعود لا يعلم أحدا أين يتواجد الآن أو ماذا يفعل حتى اعتادوا على هذا الأمر.

بداية أحداث هذه الواقعة حيث كان المتهم يتردد كثيرا على منزله القديم بقرية باقور ولأنه كان يأتي وحيدا كانت المجني عليها تستضيفه بصنوف الطعام والشراب كما اعتادت أن تفعل معه فمنذ أن كان شعبان صغيرا ويعاني من ثقل عباراته وصعوبة في التحدث مع الآخرين كسب تعاطف وشفقة جميع من حوله وكان أكثرهم صدقا في هذا الشأن هي المجني عليها والتي كانت تعتبره كإبن لها توده وتكرمه وتعطيه فكما ذكرت سلفا هي أم لكثير فكانت تظن فيه خيرا وتعامله بعطف وإحسان حتى إنه قبل الواقعة بعام تقريبا قام بسرقة وبيع بعض الطيور التي كانت تربيها المجني عليها ولكنها اكتفت وقتها بمعاتبته دون اخذ إجراءً حياله مثلها مثل أى أم لا تقبل الأذى لأبنائها وعفوت عن هذا الأمر ونسيت واستمرت بحسن معاملته واستضافته كما اعتادت دون أن تحمل في نفسها حدرا منه ، ومرت الأيام حتى تكرر قيام فعل غريب ، تكرر قيام أحد الأشخاص بالطرق على باب منزل المجني عليها في وقت متأخر ليلا وتناهى إلى سمعها صوت يشبه صوت المتهم وبثقل عباراته فهي أعلم بمن ربته وكبر أمامها انزعجت لذلك الفعل كثيرا وأخبرت الجميع بما تعانيه وأبدت ذعرها من ذلك وما كان لها رد فعل آنذاك سوى أن أبلغت نجلتها بذلك التي هاتفت والدي المتهم لتحكي لهم ما حدث وللسؤال عما إذا كان شخص الطارق مسكنها ليلا هو شعبان من عدمه فقوبلت بالرد بأنه ليس هو وأنه متواجد معهم في القليوبية وانتهى الحوار على هذا الحال بنسبة لها ولكنه لم ينته بالنسبة للمتهم.

وتابع: لم تكن تعلم المجنى عليها أنها تكتب أول سطر في نهاية حياتها حين شكت من فعل أذاها وحين علم بذلك هذا المتهم عديم الإنسانية والرحمة فقد ثار في نفس المتهم لذلك غضبا وأخذه غروره وكبره إلى أن يخاف من كلام الناس عنه بهذا الشأن ولكنه لم يكن ليخاف رب الناس مما لاح في ذهنه وأتاه خاصة وأنه لم يمر كثيرا على واقعة قيامه بسرقة الطيور من منزلها ولكن يلوح هنا تساؤل في أذهاننا إن لم تكن أنت الذي قمت بفعل ذلك، فلم تخاف؟" ، سمع المتهم بكل ذلك واشتعلت نيران الغضب بصدره وثارت في نفسه نية تنفيذ ما اعتزم عليه قتـ.ـل المجني عليها ، قرر قـ.ـتلها عقب إنتهاء مكالمة نجلتها لوالديه .. قرر قتـ.ـلها قبل إرتكاب الواقعة بثلاثة أيام .. قرر قتـ.ـلها وبدأ بتنفيذ ذلك في وقت كاف ليعود عما أتاه به تفكيره و نسى كل ما قدمت له تلك المغلوبة على أمرها وأصر مع نيامه وقيامه لمدة الثلاثة أيام أن ينفذ تلك الفعلة الشنيعة فدبر وخطط وتحين بدأ يخطط لكيفية قتـ.ـلها وتنفيذ ما عزم عليه و قام بشراء سكـ.ـين لذلك و تحين الفرصة المناسبة فهو يعلم أنها تجلس الآن وحيدة بمسكنها و ليس معها من ينقذها منه إن تمكن منها فكيف له أن يباغتها فلا تستغيث ؟، حدث نفسه بأن يذهب لمسكنه المقابل لمحل الواقعة ويبيت فيه منتظرا وصول المجني عليها حتى يباغتها ويجهز عليها فدخل منزله في أستار الليل لئلا يراه أحد و ظل حتى الصباح منتظرا وصولها ليتسلل خلفها إلى منزلها المهجور الذي تربى به الطيور ودبر لذلك بأن يدخل ورائها حال توجهها لإطعام طيرها صباحا فيباغتها هناك دون أن يعلم أحد تدبير لا يجرؤ عليه إلا من يعلم بتفاصيل المسكن وتفاصيل حياة المجني عليها وخطواتها على مدار اليوم ، أنهى المتهم رسم مخططه في هدوء وروية وعزم على تنفيذه .

واستكمل: وصل المتهم مسكنه و تأهب لوصول المجني عليها لمكان تربية الطيور وفور وصولها دخلت المجنى عليها تاركه الباب مفتوحا خلفها جلست أرضا في كامل هدوئها وأمنها و تسلل المتهم خلفها حاملا بجلبابه السكـ.ـين قاتـ.ـلها و رفعت عينيها لتجد قاتـ.ـلها أمامها و لم تظن فيه شيئا بل بادرته بالسلام وهي جالسة تجهر طعام طيرها فجلس الشيطان بجانبها وبادلها التصافح بيد الغدر والخسة متظاهرا بمعاتبته إياها يلوح في أذهانه سرعة التخلص منها متأهبا لذلك وبشدة وما أن اشتد الحديث بينهما وبدأ الصوت يعلو وقتها قامت المجني عليها من مكانها تتوكأ على الحائط لكبر سنها محاولة أن تخرج من المكان وتتركه لنفسه وأذاها ..خطوات بسيطة والباب أمامها تتمنى لو أن تمسكه بيداها و أسرع المتهم إليها وأنقض عليها و أطبق بيده على عنقها وهو خلفها فشل حركتها ومقاومتها رغم ضعفها وقلة حيلتها مستغلا وحدتها وهوانها فأحكم سيطرته على جسدها مسددا 6 طعنات بالسكـ.ـين طعنات استقرت بصدرها وجوفاها ، طعنات من قوتها خرجت بأحشاها ، طعنات أفقدت ما تبقى من قواها فخرت كالصاعقة أرضا، مفارقة لحياها فاضت روحها وطافت بسماها ولم يتحرك حتى تأكد من إثمام قصده ، قتـ.ـلها بكل هذا العنف والقسوة ولم يتأثر لحظة ولم تحركه نحوها حتى مشاعر الرحمة والإنسانية قدم لها جزاء إحسانها قسوة وقتـ.ـلا.وتابع : بعد أن تيقن المتهم وفاتها قام بخلع قرطها الذهبي من أذنيها و أتى تفكيره بكيف له أن يتخلص منها فأبصر بئر صرف صحي بذات المكان رفع عنه غطائه وقام بسحب المجني عليها من يديها وجرها أرضا حتى ألقاها بداخله واستتبع ذلك بهدم فرن طيني وإلقاء نتاجه على غطاء البئر حتى لا يعثر عليها أو ينكشف أمره و خرج المتهم من المكان بصدر جلبابه السكـ.ـين والقرط الذهبي الذي كان أهم الخيوط التي دلت هذا المتهم وما أتاه خرج ليبيت في منزله ولا يخرج منه إلا مع ظلمات الليل حتى لا يعلم أحدا هنا إلى أن تحرك ناحية موقف السيارات ليسافر إلى حيث يتواجد أهله بمحافظة القليوبية.

واستكمل: وحتى تمتلئ السيارة بالمسافرين جلس المتهم أمام كشك هنالك ليتدفأ فساقه الله لقدره حتى يقيم الحق عليه ولسوء حظه عندما رآه صاحب الكشك وبدأ بالتحدث معه وجد أن عباراته ثقيلة وغير قادر على الكلام فتعاطف معه وأشفق عليه وظن فيه أيضا الخير وقدم له طعاما وغيره فأطمأن المتهم لذلك الشخص وهذه هي العناية ساقته نفسه لبيع ذلك القرط الذهبي فأحضره وأخبره أن القرط خاص بوالدته ويرغب في بيعه لشراء سيارة بدابة لجمع الخردة عليها ويكسب قوت يومه وأن والدته تعلم ذلك فقام الأخير بالتوجه به إلى أحد محال المصوغات الذهبية وبيعه وقبض ثمنه تحت تصوير كاميرات المراقبة آنذاك ثم سافر مغادرا إلى أن شاء الله أن ينكشف أمره، حتى يمثل اليوم أمام عدالتكم لتقتصوا منه جراء ما أتاه من أفعال في حق المجني عليها والمجتمع.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found