العثور على جثة عامل مدفونة داخل حفرة مغطاة بالسيراميك داخل شقته بالهرم يوم العيد

في أول أيام عيد الفطر المبارك، وبينما يحتفل ملايين المصريين بالعيد وسط أجواء من البهجة، كشفت أجهزة الأمن بمحافظة الجيزة عن واحدة من أبشع الجرائم التي صدمت سكان منطقة الهرم، حيث عُثر على جثة رجل في الأربعينات من عمره مدفونة داخل حفرة مغطاة بالسيراميك داخل منزله، في مشهد صادم يثير العديد من علامات الاستفهام حول الدافع وراء الجريمة.

بلاغ بالاختفاء يكشف خيوط الجريمة

بدأت تفاصيل الواقعة حينما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من أسرة الضحية، ويدعى "فوزي. م"، 40 عامًا، عامل، يفيد بتغيبه عن المنزل منذ عدة أيام بشكل مفاجئ دون رد على هاتفه المحمول. ومع تصاعد قلق أسرته، تم تحرير محضر رسمي باختفائه، لتبدأ على الفور تحركات مباحث قسم شرطة الهرم لكشف ملابسات الواقعة.

تحريات دقيقة وتقنيات حديثة تقود إلى المفاجأة

بقيادة اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، والعميد عمرو حجازي، رئيس قطاع الغرب، شرع رجال المباحث في إجراء تحريات موسعة حول الشخص المختفي. وتم تتبع آخر تحركاته من خلال تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمحل إقامته، وتتبع إشارات هاتفه المحمول، ليتبين أن آخر موقع له كان داخل شقته.

وانطلقت قوة أمنية من قسم شرطة الهرم بقيادة المقدم مصطفى الدكر، رئيس المباحث، والنقيب أحمد عبادة، معاون المباحث، إلى الشقة المشار إليها. وبعد تفتيش دقيق للشقة، تم العثور على مفاجأة مرعبة: حفرة مغطاة بالسيراميك بشكل متقن داخل أرضية إحدى الغرف، وبداخلها جثمان الضحية، الذي بدا واضحًا أنه تعرض للقتل ثم دفن داخل منزله لمحاولة إخفاء معالم الجريمة.

القبض على المشتبه بهم واستمرار التحقيقات

تمكنت القوة الأمنية من ضبط اثنين من أصدقاء المجني عليه، والذين تم الاشتباه في تورطهم بالحادث بعد تضارب أقوالهم خلال التحقيقات الأولية. وتم اقتياد المتهمين إلى ديوان القسم للتحقيق معهم، في الوقت الذي يستكمل فيه رجال المباحث سماع أقوال الشهود، وجمع الأدلة الجنائية من موقع الحادث.

كما أمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان، ومعرفة أسباب الوفاة بدقة، وهل تم استخدام أدوات حادة أو خنق أو تسميم الضحية قبل دفنه.

صدمة وتساؤلات حول الدوافع

أثار الحادث حالة من الحزن والدهشة بين أهالي منطقة الهرم، خاصة بسبب الطريقة البشعة التي تم بها ارتكاب الجريمة، والتي تحمل طابعًا انتقاميًا واضحًا، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن طبيعة العلاقة التي جمعت بين المجني عليه والمتهمين، والدوافع الحقيقية التي دفعتهم للتخلص منه بتلك الطريقة البشعة.

ومن المنتظر أن تكشف تحقيقات النيابة العامة ومباحث الجيزة خلال الساعات المقبلة عن ملابسات جديدة قد تزيح الغموض عن تفاصيل هذه الجريمة التي وقعت في أول أيام العيد، وتحولت إلى كابوس لأهل المنطقة.