مأساة الحجاج الموريتانيين: تحطم طائرة قرب البحر الأحمر واستشهاد 220 حاجًا في طريقهم إلى البيت الحرام

استيقظ العالم الإسلامي صباح اليوم على فاجعة مروعة، حيث تحطمت طائرة تقلّ 220 حاجًا من موريتانيا في طريقهم إلى أداء مناسك الحج، وذلك قرب سواحل البحر الأحمر، مما أسفر عن استشهاد جميع الركاب الذين كانوا على متنها، في حادثة تُعد من أكثر الكوارث الجوية حزنًا خلال موسم الحج هذا العام.

وبحسب البيانات الأولية، كانت الطائرة في طريقها إلى مدينة جدة السعودية، قادمة من نواكشوط، وعلى متنها مواطنون موريتانيون أدّوا مناسكهم القلبية واستعدوا للقاء البيت الحرام، قبل أن تداهمهم لحظة الرحيل في السماء، وهم لا يزالون يحملون نية الطواف والركوع والسجود بين يدي الله في أقدس بقاع الأرض.

لحظة الصدمة والذهول:

المصادر الملاحية أفادت بأن الطائرة فقدت الاتصال بعد دخولها المجال الجوي للبحر الأحمر، لتهرع فرق الإنقاذ والطوارئ إلى موقع الحادث عقب اكتشاف حطام الطائرة من خلال صور الأقمار الصناعية، لكن الأمل كان قد فُقد.

وأكدت جهات الطيران المدني أن فرق البحث والإنقاذ لم تعثر على ناجين، وأن معظم الجثامين ما زالت في طور الانتشال والتعرف. تم إعلان الحزن الرسمي في موريتانيا، وأقيمت الصلوات في المساجد على أرواح الشهداء الذين غادروا الحياة في طريقهم إلى الله.

ردود فعل رسمية وشعبية:

نعت الحكومة الموريتانية، في بيان رسمي، الشهداء، وقدّمت التعازي لأسرهم، معلنة حالة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وأكدت أن الدولة ستتعاون بشكل كامل مع الجهات السعودية والدولية لمعرفة ملابسات الحادث.

كما عبّرت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين عن بالغ الحزن لهذا المصاب الجلل، مؤكدة أن من استشهدوا وهم متجهون للحج نالوا شرف الضيافة عند الله، وأن "من مات محرِمًا فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه بإذن الله"، وفق ما ورد في الحديث الشريف.

وفي مشهد إنساني مؤثر، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات الرحمة للضحايا، وعبارات التضامن مع الشعب الموريتاني، وانهالت رسائل التعزية من مختلف الدول العربية والإسلامية، معتبرين أن ما حدث مصاب جلل لا يمس موريتانيا وحدها، بل قلب الأمة بأكملها.

بين الرحيل والشهادة:

كان الركاب يحملون نية الطواف، لكنهم طافوا بأرواحهم في سماء الله، وكانوا في طريقهم للمبيت في منى، فباتوا في مقامات الشهداء.
نعم، رحلوا... لكنهم رحلوا إلى الله، ضيوفًا مكرّمين، لم يقطعوا الأرض وحدهم بل صعدوا إلى السماء مجتمعين، بثياب الإحرام، ونية الطهارة، وقلوب بيضاء.

السماء احتضنت أجسادًا كانت تتوق إلى الحج

هذه ليست مجرد حادثة طيران، بل لحظة يجب أن تقف أمامها القلوب والعقول... فالسماء احتضنت أجسادًا كانت تتوق إلى الحج، وأرواحًا رفرفت قبل الوصول إلى البيت العتيق.

اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، وارزق ذويهم الصبر، واربط على قلوبهم، وعظم أجرنا وأجر الأمة الإسلامية جمعاء في هذا المصاب الأليم.