قتلها وادّعى اختفاءها.. مأساة أم قُتلت ودفنت بيد ابنها في بني مزار تهز المنيا

في جريمة تعصف بكل معاني الرحمة وقعت مأساة إنسانية مفجعة داخل عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا حيث أقدم شاب علىأنهاء حياة والدته البالغة من العمر اثنين وخمسين عاما ودفنها في أرض زراعية مجاورة لمنزلهم ثم خرج للعالم وهو يبكي ويدعي أنها مفقودة ويطلب من الناس الدعاء والمساعدة
بدأت فصول الجريمة قبل أسبوع حين تقدم شاب يدعى إ ص ببلاغ إلى قسم الشرطة يفيد باختفاء والدته المدعوة ز ع مدعيا أنها خرجت من المنزل ولم تعد
بلاغ رسمي وفيديو بكاء علي فيس بوك يطالب بالبحث عن أمة
لم يكتف الشاب بالبلاغ الرسمي بل ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يبكي بحرقة ويكتب منشورات يطلب فيها من كل من يراها أو يجد أي معلومة أن يساعده في الوصول إليها بل وشارك الأهالي هذه المناشدات بكل تعاطف وظنوا أن القضية إنسانية وبريئة
لكن الحقيقة كانت أبشع من الخيال إذ فجرت تحريات مباحث المنيا مفاجأة مدوية حين أثبتت أن الشاب نفسه هو من قتل والدته وأن الجريمة وقعت داخل المنزل ثم قام بحمل الجثة إلى أرض زراعية مجاورة ودفنها هناك متعمدا إخفاء معالم الجريمة
من كانوا يدعون له هو نفسه القاتل
وبعد تضييق الخناق عليه ومواجهته بالأدلة انهار الجاني واعترف بجريمته البشعة ليتم استخراج جثمان الأم من تحت التراب وسط صدمة الأهالي الذين لم يصدقوا أن من كانوا يدعون له هو نفسه القاتل
وتم القبض على المتهم وإحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات وأمرت بحبسه احتياطيا على ذمة القضية كما قررت تشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة
وتسود حالة من الذهول بين سكان العزبة الذين أكدوا أن السيدة كانت معروفة بسيرتها الطيبة وكانت تعامل ابنها بكل حنان وأن ما حدث هو طعنة في قلب الإنسانية
من السهل خداع المشاعر بالدموع المصطنعة
وقد أظهرت الواقعة جانبا مؤلما من عالم التواصل الاجتماعي حيث أصبح من السهل خداع المشاعر بالدموع المصطنعة والكلمات المؤثرة في حين تكون النوايا عكس الظاهر تماما
إن ما حدث في عزبة شمس الدين ليس مجرد جريمة قتل بل هو مأساة تمثل انهيارا كاملا للقيم والروابط الإنسانية ورسالة مخيفة بأن الخطر قد يأتي من أقرب الناس
نموذج مرعب للخداع والتمويه
ويؤكد خبراء علم النفس أن القاتل ربما كان يعاني من اضطرابات نفسية دفينة إلا أن التخطيط للجريمة وإخفاء الجثة ثم الكذب والتمثيل العلني يجعل من الواقعة نموذجا مرعبا للخداع والتمويه
وقد طالبت جهات التحقيق بإجراء تحليل نفسي للمتهم للوقوف على حالته العقلية وقت ارتكاب الجريمة فيما يواصل فريق النيابة فحص هاتفه ومنشوراته للتأكد من وجود نية مسبقة
ووسط الحزن والألم تسود دعوات بالرحمة للضحية وبالقصاص العادل في أقرب وقت حيث اعتبرت القضية رأيا عاما في محافظة المنيا وأثارت جدلا واسعا بين المواطنين
يقتل أمه بدم بارد ثم يمثل دور الابن المفجوع أمام الناس
ويبقى السؤال المؤلم الذي يتردد في أذهان الجميع أين الرحمة وكيف يمكن لابن أن يقتل أمه بدم بارد ثم يمثل دور الابن المفجوع أمام الناس هل أصبحت الروابط الأسرية مجرد شعارات وهل صارت مشاعر الأمومة لا تردع ولا تمنع