جريمة في عيد الأضحى.. شقيق يقتل أخاه بسبب ملابس داخلية في الحوامدية

في زقاق ضيق من أزقة الحوامدية بمحافظة الجيزة، وبينما ساد الهدوء مساء أول أيام عيد الأضحى، كانت مأساة تكتب سطورها الأخيرة خلف جدران أحد المنازل البسيطة. ظن الجيران أن الليلة تمر كسابقاتها، دون أن يعلموا أن هدوءها يخفي خلفه صرخة مذبوحة وطعنة أنهت حياة شاب على يد شقيقه.
خلاف عائلي ينتهي بجريمة مأساوية
في لحظة غضب عارم، نشب خلاف بسيط بين "محمود"، الشقيق الأكبر، و"محمد"، أخيه الأصغر، بسبب ملاحظة عابرة وجهها الأخير بعدما رآه يجلس بمدخل المنزل مرتديًا ملابسه الداخلية. كلمات قليلة أشعلت الموقف، ومع تصاعد نبرة الغضب، لم يتمالك محمود نفسه، فاندفع إلى المطبخ وأمسك بسكين، ليطعن شقيقه طعنة قاتلة في البطن أودت بحياته على الفور.
صرخات الأسرة هزت أرجاء العقار، وتجمع الجيران أمام الباب في مشهد صادم، عيونهم مشدوهة، وقلوبهم لا تصدق أن الخلاف بين الأشقاء وصل إلى هذا الحد. محمد، الشاب العشريني، سقط على الأرض جثة هامدة، غارقًا في دمائه، بينما شقيقه يقف مذهولًا، عاجزًا عن استيعاب ما ارتكبت يداه.
لحظة الندم.. اعترافات القاتل أمام رجال الشرطة
وصل رجال المباحث إلى موقع الجريمة بعد تلقيهم بلاغًا من الأهالي، وتم على الفور ضبط المتهم، واقتياده إلى قسم شرطة الحوامدية. داخل غرفة التحقيق، وبصوت خافت ويدين مرتجفتين، اعترف محمود بتفاصيل الواقعة قائلًا: "هو عاتبني قدام الناس، وأنا كنت متعصب... ما كنتش ناوي أقتله والله، بس فقدت أعصابي."
التحريات الأولية التي أجراها فريق البحث الجنائي تحت إشراف مديرية أمن الجيزة، أكدت أن الجريمة وقعت نتيجة مشادة كلامية بين الشقيقين، تطورت بشكل مفاجئ، وأسفرت عن القتل.
في مشهد مؤلم، جلست الأم المفجوعة على الأرض داخل منزلها، ترتدي السواد رغم أن العيد لم ينتهِ، وتردد كلمات متقطعة: "محمد مات... ومحمود اتحبس... أنا دفنت ضنايا الاتنين بإيديا!"
حاولت الجارات تهدئتها، لكن الدموع كانت أبلغ من الكلام، والذهول خيم على ملامح الجميع. الأم، التي رأت أولادها يكبرون جنبًا إلى جنب، لم تستوعب كيف طعن أحدهم الآخر بيديه.
تم نقل جثمان المجني عليه إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وتحديد أسباب الوفاة. كما أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، واستكمال التحريات حول ملابسات الواقعة.
وفيما بدأت الأسرة إجراءات تشييع الجنازة، بقيت كلمات الأم تتردد في أرجاء الحي: "كانوا دايمًا سوا... إزاي قدر يقتله؟!"