مأساة في أسيوط.. غرق 3 أشقاء بالبداري ووالدهم المكلوم يصرخ: ”كنت طالع أشتغل لقيتهم غرقانين”

لقي ثلاثة أطفال أشقاء مصرعهم غرقًا في مياه نهر النيل بمنطقة البداري أثناء لهوهم على الشاطئ، في وقت كان والدهم يعمل في أحد الأعمال اليومية لكسب قوت يومه. القصة تراجيدية، والمأساة أكبر من أن تُحتمل، حيث فقد الأب دفعة واحدة فلذات كبده، في لحظة لم تكن في الحسبان.
الأب المفجوع: "أنا راجل على الله.. وماليش غيرهم"
"أنا راجل على الله، كنت طالع أشتغل على باب الله.. ورجعت لقيت الدنيا مقلوبة، والناس بتقول عيالك غرقوا".. بهذه الكلمات التي تقطر ألمًا وحسرةً، بدأ والد الأطفال الثلاثة حديثه وسط دموع لا تجف، وصرخات ممزوجة بالدعاء والوجع.
وأضاف الرجل، الذي بدا منهارًا تمامًا أمام مستشفى البداري المركزي:
"كنت بسيبهم على ضهر النيل يلهوا قدام البيت زي كل يوم.. مفيش حد فيهم بيعرف يعوم، بس كانوا بيتفرجوا وبيضحكوا.. المرة دي ربنا كتبها نهاية".
تفاصيل الحادث المأساوي
وقعت الكارثة في قرية الشيخ عتمان التابعة لمركز البداري، حيث كان الأشقاء الثلاثة يلعبون بجوار الشاطئ، قبل أن ينزلق أحدهم فجأة داخل المياه، فلحق به شقيقه محاولًا إنقاذه، ثم تبعه الثالث، لتنتهي الرحلة القصيرة بكارثة إنسانية مأساوية.
وفور ورود بلاغ من الأهالي، انتقلت قوات الإنقاذ النهري إلى موقع الحادث، وتمكنت من انتشال جثامين الأطفال الثلاثة بعد جهود استمرت لساعات، وسط توافد المئات من الأهالي الذين سادت بينهم حالة من الحزن والذهول.
الأطفال الضحايا.. ملائكة خرجوا دون عودة
-
الأكبر يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان يدرس في الصف الرابع الابتدائي.
-
الثاني يبلغ 8 سنوات.
-
الصغير لم يتجاوز عامه الخامس.
الأطفال الثلاثة خرجوا للهو كباقي الأطفال في فصل الصيف، غير مدركين أن مياه النيل ستبتلعهم في غفلة من الزمن، وأنها ستكون لحظاتهم الأخيرة.
الطب الشرعي: لا شبهة جنائية
أكد مصدر طبي بمستشفى البداري أن الجثامين لا تحمل أي علامات عنف أو إصابات، وأن سبب الوفاة هو الاختناق بالماء، مشيرًا إلى أنه لا توجد شبهة جنائية في الواقعة.
تم نقل الجثث إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتسليم الجثامين لذويهم بعد انتهاء التحقيقات، وأكدت فتح محضر رسمي بالواقعة واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.
الحزن يخيم على القرية والدعوات تطلب الرحمة
شهدت قرية الشيخ عتمان جنازة مهيبة شارك فيها المئات من الأهالي، الذين حملوا الجثامين الثلاثة ملفوفة في أكفان بيضاء وهم يرددون الأدعية والآيات، في مشهد أبكى الجميع.
وقال أحد الأهالي:
"الأب غلبان وبيشتغل في المعمار، والعيال ما كانش ليهم ذنب.. كانت لحظة وراحت الأرواح الطاهرة".
التوعية بمخاطر السباحة قرب شواطئ غير آمنة
لا توجد كلمات تعبر عن حجم الفاجعة التي تعرضت لها الأسرة، ولا يمكن لأي عزاء أن يخفف عن أب فقد أولاده دفعة واحدة. الحادث يعيد إلى الأذهان أهمية التوعية بمخاطر السباحة قرب شواطئ غير آمنة، وضرورة تدخل المسؤولين لتوفير وسائل حماية حول المناطق النيلية التي يقصدها الأطفال يوميًا.