جريمة شرف في عزبة الصعايدة في القليوبية: فتاة تُجبر على الموت لأنها تتحدث في التليفون

شهدت عزبة الصعايدة بمنطقة بهتيم في شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية جريمة أسرية مأساوية، راحت ضحيتها فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، على يد والدها، بحجة الدفاع عن "الشرف"، في واحدة من أبشع صور العنف الأسري التي لا تزال تتكرر تحت غطاء زائف من القيم المجتمعية.
بداية القصة: مكالمات عادية تنتهي بكارثة
الجريمة بدأت عندما راود الأب شكوك تجاه سلوك ابنته بعد أن علم بأنها تتحدث مع شباب عبر الهاتف المحمول. وبدلاً من مواجهة الأمر بالحوار أو التوجيه أو الاحتواء، اختار الأب طريق العنف، وقام بضربها بعنف شديد، ثم اصطحبها إلى ترعة الإسماعيلية بمنطقة مسطرد، حيث أجبرها على إلقاء نفسها في المياه.
جثة في المياه... والدم في رقبة "العيب"
وبعد يومين من القلق والبحث، عُثر على جثة الفتاة طافية فوق سطح المياه. تم انتشال الجثمان ونقله إلى مشرحة زينهم، فيما بدأت النيابة العامة التحقيقات على الفور.
تحريات الأجهزة الأمنية أكدت تورط الأب، البالغ من العمر 43 عامًا، والذي أقرّ بجريمته كاملة، مبررًا فعلته بأنه "خشي الفضيحة". وقد أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
العنف لا يصنع شرفًا... بل جريمة كاملة الأركان
تثير هذه الواقعة المأساوية أسئلة مجتمعية خطيرة حول مفهوم الشرف والتربية والعقاب. كيف يمكن لرجل يُفترض أنه راعٍ وحامٍ، أن يتحول إلى قاتل؟ وهل أصبح الحديث مع أشخاص عبر الهاتف – حتى إن وُصف بأنه خطأ – مبررًا كافيًا لإزهاق روح؟
الواقعة تؤكد أن المشكلة ليست في الهواتف أو المحادثات، بل في غياب الحوار، وضعف الوعي، والتشويه المزمن لمفهوم الرجولة والشرف، الذي تحوّل إلى ترخيص غير رسمي لارتكاب أبشع الجرائم ضد النساء والفتيات.
دعوة للمراجعة المجتمعية
السكوت على مثل هذه الجرائم يرسّخ ثقافة الخوف والعنف، بدلًا من ثقافة الحوار والرحمة والمحاسبة القانونية. إن فتاة تُقتل لأن والدها "شك" فقط، يعني أن الجميع في خطر... وأن القانون وحده هو الذي يجب أن يُطبَّق، لا الأهواء ولا العادات المريضة.