حب.. فخيانة.. فدماء! قصص مرعبة لجرائم أسرية هزت البحيرة

في أقل من عام، تحوّلت قرى ومدن محافظة البحيرة إلى مسرح لجرائم أسرية مروعة، راح ضحيتها أزواج وزوجات، في مشاهد تقشعر لها الأبدان. الأسباب تتراوح بين الخلافات الزوجية، الانتقام، الخيانة، والإدمان، لكن النتيجة واحدة: دماء تسيل داخل المنازل، وأطفال يُرمى بهم إلى المجهول.
جريمة تحت الأسمنت.. "صبحي" قتل زوجته وادّعى اختفاءها
في إحدى قرى مركز إيتاي البارود، أبلغ المهندس الزراعي "صبحي.م.ع" الجهات الأمنية عن اختفاء زوجته "إيمان.إ.ا"، لكنه لم يكن يبلغ عن مفقودة، بل كان يحاول طمس جريمة قتل بشعة ارتكبها بيديه.
التحقيقات كشفت أن خلافًا حادًا نشب بين الزوجين بعد رفض الزوجة إقامة علاقة معه، فاستشاط غضبًا وضربها بعصا حديدية حتى لفظت أنفاسها. ثم دفن جثتها في فناء المنزل وغطاها بطبقة من الأسمنت، قبل أن يتجه إلى قسم الشرطة مدعيًا القلق عليها.
لكن الحيلة لم تنطلِ على رجال المباحث، وسرعان ما انهار الزوج أمام أسئلة المحققين، ليعترف بجريمته كاملة، في واقعة هزّت الرأي العام المحلي.
الخنق والسكين.. أدوات الموت في بيوت مفككة
في مشهد مشابه، وقعت جريمتان في قريتي بغداد ومُعنيا التابعتين لمركزي بدر وإيتاي البارود. في الأولى، أقدم الزوج على خنق زوجته حتى الموت عقب مشادة كلامية؛ وفي الثانية، أقدم الزوج على ذبح زوجته "زكية"، البالغة من العمر 29 عامًا، باستخدام سكين داخل منزلهما.
السبب المشترك: خلافات أسرية متراكمة لم تجد من يطفئ نيرانها.
جريمة خيانة.. منوّم وشال وخرسانة
في مركز كفر الدوار، حبكت "هنية" خطة قتل زوجها بالتعاون مع عشيقها، ابن عم المجني عليه.
بدأت المؤامرة بوضع مادة منومة في الشاي، تلاها خنق الرجل باستخدام شال، ثم دفنه داخل غرفة النوم وصب طبقة من الخرسانة فوق الجثة لإخفاء آثار الجريمة.
استمرت القصة سرًا حتى تقدّمت ابنة الضحية ببلاغ تغيب، لتبدأ الشرطة في فك خيوط الجريمة التي انتهت بحكم الإعدام بحق الجناة.
"يد الهون" والمخدة.. جريمة كاملة الأركان في الدلنجات
في واحدة من أكثر الجرائم قسوة، أنهت ربة منزل في الدلنجات حياة زوجها باستخدام "يد هون" معدنية، بعد أن كبّله نجلاها استجابة لطلبها.
السبب؟ الزوج اعتاد الاستيلاء على أموال أولاده لشراء المخدرات. بعد الجريمة، تخلّصت الأسرة من الجثة بإلقائها في ترعة النوبارية داخل جوال، وادّعوا لاحقًا تغيب الأب.
لكن الحقيقة ظهرت بعد 20 يومًا، لتتكشف جريمة قتل أُحكمت تفاصيلها، لكنها لم تنجُ من يقظة التحريات.
موعظة تنتهي بالقتل.. "صومي يا وليّة" فكان الرد قاتلًا
في قرية زرزورة، حاولت "عايدة" توجيه زوجها المدمن نحو الصلاح بنصيحة بسيطة: "صوم لله"، لكنها لم تكن تعلم أن تلك الجملة ستكون الأخيرة.
انهال عليها ضربًا، ثم خنقها، وأخفى جثتها في بيارة صرف زراعي. ظل يتظاهر بالحزن والبحث عنها في أرجاء القرية، بينما كان طفلهما الصغير يقول ببراءة: "ماما بتخر دم".. دون أن ينتبه أحد لصراخه حتى فات الأوان.
"طعنة العيد" في سيدي غازي.. الزوجة قتلت بعد الشجار
في ثاني أيام عيد الفطر، احتد خلاف بين زوجين في منطقة سيدي غازي، تطور إلى اشتباك بالأيدي، قبل أن تستل الزوجة سكينًا وتطعن زوجها في بطنه طعنة قاتلة.
بالقبض عليها، اعترفت أن الضرب المستمر والإهانات اليومية دفعاها للانتقام، وأنها لم تكن تنوي القتل بقدر ما أرادت الدفاع عن نفسها.
لماذا تتكرر هذه الجرائم؟
رغم اختلاف القصص، فإن خيطًا مشتركًا يربط بينها: عنف أسري مكتوم، ضغوط اقتصادية، غياب التواصل، وتفكك مجتمعي يجعل من الطلاق جريمة، ومن الصمت حلاً.
يقول الدكتور محمد سعيد، أخصائي الطب النفسي: "العنف داخل الأسرة ليس لحظة طارئة، بل نتيجة تراكمات نفسية وعاطفية تُكبت لسنوات. غياب الحوار، وانعدام التأهيل النفسي قبل الزواج، وغياب وسطاء حقيقيين للصلح، كلها أسباب تمهّد الطريق نحو الجريمة."
من الإسمنت إلى البيارة.. رسائل صامتة تحتاج إنذارًا مبكرًا
الإسمنت الذي دفنت تحته "إيمان"، والبيارة التي أُخفيت فيها "عايدة"، والجدران التي ضمّت جثة الزوج المغدور، جميعها شواهد على أن العنف الأسري حين يُترك دون تدخل، لا يهدأ، بل يتصاعد حتى يصل إلى الدم.
ويبقى السؤال:
هل ننتظر الجريمة التالية؟ أم نبدأ في بناء ثقافة أسرية جديدة، تنقذ ما يمكن إنقاذه من بيتٍ كان يُفترض أن يكون مأوى، لا مقبرة؟