ثلاثة أشقاء من دمياط يرحلون في يومين متتاليين بعد حادثين مروعين ويدفنون بجوار بعضهم

في مشهد مفزع لم تعيشة محافظة دمياط من قبل شهدت محافظة دمياط فاجعة من أبشع الفواجع الإنسانية التي يمكن ان تمسع عنها عندما اجتمعت مصيبة الموت على أسرة واحدة فقدت ثلاثة من أبنائها في يومين متتاليين، لتتحول الجنازة إلى صرخة ألم حزينة هزت مشاعر الأهالي جميعًا
البداية كانت مع الحادث الأول الذي وقع على الطريق الدولي حينما انقلبت سيارة محملة بالزيت وأسفر الحادث عن وفاة شاب من أبناء دمياط ليترك خلفه صدمة كبيرة لأسرته وأصدقائه الذين لم يصدقوا أن رحيله جاء بهذه السرعة وبينما كانت الأسرة في عزاء وحزن شديد قرر شقيقاه أن يتجها إلى مكان الحادث لإتمام الإجراءات اللازمة لنقل جثمان أخيهما والعودة به إلى مسقط رأسه حتى يدفن بين أهله
موعد مع المأساة الأكبر
لكن القدر كان على موعد مع المأساة الأكبر فبعد ساعات قليلة من استلامهما لجثمان شقيقهما وأثناء عودتهما بسيارتهما على نفس الطريق تعرضا لحادث سير مروع ليلحقا بأخيهما إلى دار الحق في لحظة مؤلمة لا يتخيلها عقل أو قلب ليتحول المشهد من مأساة واحدة إلى كارثة إنسانية مزدوجة
اليوم التالي كان الأكثر قسوة على هذه الأسرة الدمياطية التي لم تستفق من صدمة فقدان ابنها الأول حتى وجدت نفسها أمام نعشين إضافيين لشقيقين رحلا في عز شبابهما وفي مشهد جنائزي مهيب شارك فيه المئات من الأهالي شيع الجميع جثامين الأشقاء الثلاثة ليدفنوا في قبر واحد وكأن الموت رفض أن يفرق بينهم كما لم يفرقهم الحب في حياتهم
ثلاثة شباب من عائلة واحدة يغادرون الدنيا خلال يومين فقط
الأهالي الذين حضروا الجنازة لم يتمالكوا دموعهم فالمشهد بدا أكبر من أن يحتمله بشر ثلاثة شباب من عائلة واحدة يغادرون الدنيا خلال يومين فقط وفي ظروف متشابهة وعلى الطريق نفسه فكانت دمياط كلها في حالة حداد غير معلن حزنًا على ما جرى لهذه الأسرة
القصة المؤلمة سلطت الضوء مجددًا على خطورة الطرق السريعة في مصر والحوادث المميتة التي تحصد أرواح المئات كل عام وسط دعوات متكررة لتشديد إجراءات السلامة المرورية ومراقبة الطرق بشكل أفضل خاصة تلك التي تشهد مرور سيارات النقل الثقيل والشاحنات التي تكون وراء العديد من الكوارث
طريق رمزا للحزن والموت معا
الأهالي عبروا عن تضامنهم الكامل مع أسرة الضحايا مؤكدين أن ما حدث يمثل درسًا قاسيًا لكل من يتهاون بخطورة الطرق أو يعتبرها مجرد وسيلة انتقال عادية فالطريق الدولي الذي شهد الحادثتين تحوّل في نظر الناس إلى رمز للحزن والموت في هذه الأيام
وفي النهاية رحل الأشقاء الثلاثة لكن قصتهم ستظل محفورة في ذاكرة دمياط لسنوات طويلة لتبقى شاهدًا على قسوة القدر وأيضًا على الترابط الإنساني الذي يجعل من فقدان الأبناء مأساة عامة لا تخص عائلة بعينها بل تخص مجتمعًا بأكمله