المال يشعل الغضب.. جريمة قتل بسبب نزاع على سمسرة عقارات

لم يتخيل أهالي شارع "الصفا والمروة" بعزبة لولو في منطقة الرمل شرقي الإسكندرية، أن خلافًا ماليًا على صفقة عقارية قد يتحول في لحظة إلى جريمة قتل مأساوية تسيل فيها الدماء على الإسفلت.
القصة بدأت بصفقة سمسرة كان من المفترض أن تُدرّ أرباحًا للطرفين، غير أن خلافًا على عمولة قدرها 220 ألف جنيه أشعل فتيل النزاع بين الشاب علاء عثمان السنوسي (43 عامًا) والسمسار الستيني جابر (66 عامًا).
بداية الأزمة
بحسب أقوال شقيق المجني عليه، فقد كان الاتفاق واضحًا منذ البداية، لكن "جابر" أخلف وعده ورفض تسليم المبلغ المتفق عليه، بل أنكر حق شريكه في الصفقة، مما أثار غضب "علاء" ودفعه لمطالبته باسترداد العمولة.
ما بدأ بتراشق لفظي سرعان ما تحول إلى مشاجرة أمام أعين الأهالي، ارتفعت خلالها الأصوات وتبادل الطرفان السباب، قبل أن تتطور الأمور إلى ما لم يتوقعه أحد.
لحظة الجريمة
في لحظة انفجار، أخرج "جابر" سكينًا كان يخفيه بين طيات ملابسه، وباغت به "علاء" بطعنة غادرة في صدره. سقط الأخير أرضًا يتلوى في دمائه، بينما سيطر الذهول على الحاضرين الذين هرعوا لإنقاذه.
الأهالي حملوا المجني عليه إلى أحد المستشفيات الخاصة في محاولة يائسة لإسعافه، لكن القدر كان أسرع؛ إذ لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله، ليتحول الأمل في إنقاذه إلى خبر صادم بوفاته.
تحرك أمني عاجل
ما إن وصلت أنباء الجريمة إلى قسم شرطة الرمل ثان، حتى انتقلت قوة من المباحث إلى موقع الحادث لجمع الأدلة والاستماع إلى أقوال الشهود. وأكد شقيق الضحية في محضر رسمي أن سبب الجريمة كان الخلاف على مبلغ العمولة، مشددًا على أن القاتل رفض تسوية الأمر بالطرق الودية وأصر على التصعيد.
النهاية المأساوية
بينما يرقد "علاء" في ثلاجة المستشفى جثة هامدة، يقبع "جابر" خلف القضبان في انتظار مصيره أمام العدالة. صفقة كان من المفترض أن تكون مربحة تحولت إلى مأساة، لتترك جرحًا غائرًا في قلوب أسرة الضحية وأهالي المنطقة الذين اعتادوا رؤيته بينهم.
هكذا تحولت 220 ألف جنيه إلى ثمن حياة إنسان، وترك الطمع بصمة دم لن تُمحى من ذاكرة سكان عزبة لولو.