ليلة فرح تتحول إلى مأساة دامية في الدلنجات.. شاب يدهس قريبه بسيارته مرتين أمام المعازيم

تحولت أجواء الفرح والسعادة في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة إلى مأساة إنسانية مؤلمة، بعدما أقدم شاب يُدعى علي على دهس قريبه محمود جمال ناجي عبدالقادر مرتين بسيارته أثناء حفل زفاف عائلي، في مشهد صادم أمام عشرات الحضور، ليُكتب فصل جديد من الألم في ليلة كان يفترض أن تعلو فيها الزغاريد وتُرسم فيها ابتسامات الفرح.
تفاصيل الحادث
بدأت القصة خلال حفل زفاف عائلي كبير في الدلنجات، حيث اجتمعت الأسرتان للاحتفال بزفاف أحد الأقارب وسط أجواء مليئة بالبهجة. لكن لحظة واحدة كانت كفيلة بتحويل الفرح إلى فاجعة، حين اقتحم شاب يُدعى علي ساحة الفرح بسيارته، وبدل أن يُطلق بوق الفرح، أطلق بوق الموت، إذ صدم قريبه محمود مرتين متتاليتين، وسط صرخات المارة وذهول الحاضرين، ثم فرّ هاربًا من المكان تاركًا ضحيته غارقًا في دمائه.
لا خصومة ولا خلاف
المفاجأة أن الحادث لم يكن نتيجة خصومة أو ثأر، فالعائلتان لم تربطهما أي عداوة، بل كانتا تحتفلان في فرحٍ واحد يجمع بين النسب والمحبة.
وأشارت روايات شهود العيان إلى أن ما حدث بدأ بمشادة بسيطة داخل الفرح، لكنها سرعان ما تطورت بشكل غير متوقع إلى جريمة قتل متعمدة، بعد أن فقد المتهم السيطرة على أعصابه وتصرف بطريقة متهورة.
صراع بين الحياة والموت
تم نقل المجني عليه محمود جمال إلى مستشفى الدلنجات المركزي في حالة حرجة، حيث خضع للعلاج لعدة أشهر متواصلة، ظل خلالها يصارع الموت على مدار ستة أشهر كاملة، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه البالغة، لينتهي المشهد المأساوي الذي بدأ في لحظة طيش وغضب أعمى.
تحرك أمني عاجل
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة إخطارًا بالواقعة، وعلى الفور بدأت فرق البحث الجنائي في جمع التحريات وتحديد مكان المتهم الهارب، فيما تم استدعاء الشهود والاستماع إلى أقوالهم.
وأكدت التحريات الأولية أن الجاني تعمد دهس الضحية بسيارته بعد مشادة عابرة داخل الفرح، في جريمة وصفتها الأجهزة الأمنية بأنها “قتل عمد أمام المئات من الشهود”.
صدمة بين الأهالي ومطالب بالعدالة
تعيش أسرة المجني عليه حالة من الصدمة والحزن العميق، خاصة أن الضحية لم يكن طرفًا في أي خلاف، بل ضحية موقف لا ذنب له فيه.
وقال أحد أفراد العائلة:
“كانت ليلة زفاف… فتحولت إلى جنازة. وكان صوت الفرح يعلو حتى خنقته عجلات الغدر.”
وطالبت الأسرة الجهات الأمنية بسرعة ضبط الجاني وتقديمه للعدالة، مؤكدين أن ما حدث جريمة لا يمكن السكوت عليها، وأن “دم محمود لن يضيع هدرًا”.
مأساة إنسانية تهز البحيرة
أثارت الجريمة حالة من الغضب الشعبي والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر المواطنون عن حزنهم الشديد، مطالبين بتغليظ العقوبات على من يستخدمون السيارات كأداة للقتل أو العنف.
ولا تزال أجهزة الأمن تكثف جهودها لضبط المتهم الهارب واستكمال التحقيقات في الحادث المأساوي الذي حوّل ليلة الفرح إلى كابوس مأساوي لن يُمحى من ذاكرة الدلنجات.