جريمة غدر وخيانة.. تفاصيل جريمة بشعة أنهت حياة شاب على يد زوجين في بنها

في مشهد دموي تجمدت له القلوب، تحولت شقة صغيرة في إحدى قرى القليوبية إلى مسرح جريمة بشعة خططت لها امرأة وزوجها، ليقعا في نهاية المطاف تحت قبضة العدالة بعد أن أنهيا حياة شاب في مقتبل العمر بدم بارد.
القصة بدأت بخيوط خيانة، ووعود كاذبة بالصلح، وانتهت بمأساة كتبتها أنامل الغدر والرغبة في الانتقام.
بداية الحكاية.. “فخ” تحت غطاء الصلح
لم يكن المجني عليه “محمود. م. ع” يعلم أن موعده الأخير قد حان عندما تلقى اتصالًا من “نعمة. م. ع”، ربة منزل في الثلاثين من عمرها، طلبت منه الحضور إلى منزلها بدعوى إنهاء خلاف قديم بينه وبين زوجها.
بابتسامة خادعة وكلمات ناعمة، أكدت له أنها تريد طي صفحة الماضي، بل وأغرته بعرض “علاقة خاصة” كدليل على حسن النية. لم يكن الشاب يعلم أن هذه الدعوة كانت مصيدة شيطانية أُعدت بعناية لاصطياده في فخ الخيانة والموت.
لحظة السقوط.. “الضربة الأولى”
دخل محمود إلى المنزل وهو لا يدرك أنه يسير إلى حتفه، فما إن خطا بقدمه داخل الصالة حتى باغته الزوج “ع. ش. ح”، نجار يبلغ من العمر 30 عامًا، من الخلف بضربة قوية باستخدام “شومة”، أسقطته أرضًا فاقد الوعي.
حاول الشاب المقاومة، لكن الزوجة سارعت إلى تثبيته، جلست على صدره بكل عنف، لتمنعه من الحركة بينما تابع الزوج توجيه الضربات، حتى أطبق الاثنان على رقبته بـ"شال" وأيديهما حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وسط صمت مطبق إلا من أنفاس الجريمة.
التخلص من الجثة.. محاولة فاشلة لإخفاء الحقيقة
بعد أن تأكدا من وفاته، ارتبك القاتلان، وبدلًا من التراجع، قررا إكمال الجريمة بإخفاء الجثة. حملا الجثمان في جنح الليل، ووضعاه داخل جوال، ثم ألقيا به في إحدى الترع القريبة من المنزل في محاولة لإبعاد الشبهات.
لكن القدر كان أسرع؛ إذ عُثر على الجثة طافية فوق المياه بعد أيام قليلة، لتبدأ أجهزة الأمن فك خيوط اللغز.
التحريات الدقيقة وتقارير الطب الشرعي كشفت الحقيقة المروعة: إصابات متعددة في الرأس والرقبة، وآثار خنق واضحة تؤكد أن الشاب قُتل عمدًا مع سبق الإصرار.
العدالة تأخذ مجراها.. الإعدام جزاء الغدر
أُحيل المتهمان إلى محكمة جنايات بنها، والتي استمعت إلى أقوالهما وواجهتهما بالأدلة القاطعة، فانهارا واعترفا بتفاصيل الجريمة.
وبعد إحالة أوراقهما إلى مفتي الجمهورية، أيد الرأي الشرعي تنفيذ حكم الإعدام شنقًا بحق الزوجين.
وأصدرت المحكمة حكمها النهائي برئاسة المستشار صالح محمد صالح عمر وعضوية المستشارين إيهاب فاروق فتح الباب ومحمد صبحي إبراهيم ومحمد عادل جمعة، وبأمانة سر علي القلشي، لتُسدل الستار على واحدة من أبشع جرائم القليوبية في السنوات الأخيرة.
نهاية درامية.. جسدها كان الطُعم وبيت الزوجية صار مقبرة
تحولت قصة الزوجين إلى عبرة مؤلمة لكل من تسول له نفسه العبث بحياة الآخرين. فالجريمة التي بدأت بخيانة انتهت بالمشنقة، والزوجة التي استدرجت الشاب بجسدها صارت حديث القرى وهي تنتظر مصيرها خلف القضبان.
وفي النهاية، لم تهرب الجريمة من العدالة، ولم تنجُ الخيانة من العقاب، لتظل الواقعة شاهدًا على أن الدم لا يُمحى، والخيانة لا تُنسى، والعدالة وإن تأخرت، لا تموت.