من مذيعة على الشاشة إلى قاتلة محتملة.. جريمة صادمة تهز كانساس الأمريكية
تحوّلت حياة المذيعة السابقة أنجيلين “أنجي” موك من الأضواء والاستوديوهات إلى الزنازين الحديدية، بعد أن وجّهت إليها سلطات ولاية كانساس تهمة القتل من الدرجة الأولى، بتهمة طعن والدتها المسنّة حتى الموت داخل منزل الأسرة في مدينة ويتشيتا.
بداية الكارثة
في صباح الجمعة 31 أكتوبر 2025، تلقت شرطة مقاطعة سيدجويك بلاغًا عن “حادث دموي” في حي سكني هادئ بمدينة ويتشيتا.
وحين وصل رجال الأمن إلى المكان، كانت الصدمة مروّعة: الأم أنيتا أفيرز (80 عامًا) ممددة على سريرها داخل غرفة النوم، غارقة في دمائها بعد أن تلقت عدة طعنات متفرقة في جسدها، بينما ابنتها أنجيلين تجلس خارج المنزل في حالة اضطراب واضحة، تحمل آثار جروح طفيفة.
نُقلت الأم إلى المستشفى لمحاولة إنقاذها، لكنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها، في حين تم توقيف الابنة بعد تلقيها الإسعافات، وتم إيداعها في السجن بكفالة مالية قدرها مليون دولار أمريكي.
ألغاز ودوافع غامضة
حتى الآن، لم تتمكن الشرطة من تحديد دوافع الجريمة، ولم تُسجَّل أي خلافات علنية بين الأم وابنتها قبل الواقعة.
وقالت الشرطة في بيان رسمي إن “التحقيقات لا تزال جارية لتحديد ما إذا كانت الحادثة نتيجة خلاف عائلي مفاجئ أو حالة نفسية غير مستقرة”.
ولم يصدر أي تعليق من عائلة المتهمة أو فريق الدفاع حتى اللحظة، بينما تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت المذيعة السابقة تعاني من اضطرابات عقلية أو كانت تحت تأثير الضغوط النفسية.
من أضواء الكاميرات إلى عتمة الزنزانة
أنجيلين موك ليست اسماً مجهولاً في الإعلام الأمريكي؛ فقد عملت مذيعة ومراسلة في قناة “فوكس 2” بمدينة سانت لويس بين عامي 2011 و2015، قبل أن تترك المجال الإعلامي وتنتقل إلى العمل في المبيعات، ثم في شركة برمجيات كانت تعمل بها حتى لحظة اعتقالها.
كانت تُعرف بين زملائها بالهدوء واللباقة، ولم تُسجَّل ضدها أي سابقة جنائية، وهو ما جعل الحادثة تُثير صدمة مضاعفة في الأوساط الصحفية.
وقال أحد زملائها السابقين في القناة:
“أنجي كانت محبوبة، هادئة، لا يمكن تخيّلها في مشهد كهذا. من يراها خلف الميكروفون لا يصدق أنها أصبحت متهمة بقتل والدتها.”
محاكمة تترقبها أمريكا
من المقرر أن تمثل أنجيلين أمام المحكمة الأسبوع المقبل لمواجهة تهمة القتل من الدرجة الأولى، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد وفق قوانين ولاية كانساس.
وتستعد النيابة العامة لتقديم أدلة جديدة، من بينها سكين الجريمة الذي تم العثور عليه داخل غرفة النوم، بالإضافة إلى تقارير الطب الشرعي التي تشير إلى وجود “نية مسبقة” في طريقة تنفيذ الطعنات.
نهاية مأساوية لقصة كانت لامعة
من كانت تُطل على الأمريكيين بابتسامة وثقة أمام الكاميرا، أصبحت اليوم وجهًا لواحدة من أبشع الجرائم العائلية في الولاية.
تحولت قصة أنجيلين موك من نجاح إعلامي إلى مأساة عائلية تُذكّر بأن الشهرة لا تحصّن أحدًا من الانهيار الإنساني، وأن وراء الكواليس قد تختبئ حكايات مظلمة لا يعرفها الجمهور.



