بوابة حوادث اليوم

الحوار .. وهموم الشارع المصرى

سعيد محمد احمد
بقلم - سعيد محمد احمد -

المؤكد أن هناك آمالا عريضه فى أن يحظى الحوار الوطنى بهموم المواطن فى الشارع المصرى وينتظر فى اهتمام بالغ أن يكون العنوان الرئيسي - المواطن - وحقه فى أن يرى ويشاهد وعلى الهواء مباشرة فعاليات جلسات وورش العمل بشكل منتظم للحوار كى يعرف من يتحدثون عنه والقضايا التى تعبر عنه وعن أمراض وأزمات الوطن والمواطن ومدى ما قد يلامس قدرا من أحلامهم وأمالهم الصغيرة فى حياه تتسم "بالعدالة" والصراحة والشفافية خدمة للصالح العام ،وهو أمر قد يكون بالغ الصعوبة فى تقديرى، ويصعب تحقيقه نظرا لحجم تنوع الثقافات والقيم والفكر والرؤى المختلفة بين مختلف أفراد المجتمع وهو ما سيقود حتما للاختلاف لأن هناك ربما من لا يؤمن بمسألة قبول الأخر .

وأعتقد أن الهواجس كثيرة المعقدة منها والبسيطة وبعضها قد يخضع لأوهام وربما قد يكون الشىء الوحيد والمسيطر على مشاعر ووجدان الراى العام ، هاجس " الخوف "، والقلق وهو شعور انسانى لا يعيب أحدًا، ويشكل قضية مركبه فى أسبابها ودوافعها وردود افعال بنتائجها إذا ما أفصح وبصدق عما بداخله وربما قد تكون فى معظمها صادقه انطلاقا من حرصه على الوطن.

فرب سائلا يقول ماذا لو وجهت إنتقادا للرئيس فى اطار من الاحترام بوصفه رمزا لى وللدولة المصرية حول أحوالنا اليوم وحجم القلق وماذا نحن فاعلون والى متى؟ وربما قد يكون مبعثه عن ماهيه الحوار تخوفا وقلقا من أن يقتصر على كونه مجرد حوارا للحوار استنادا لخبرات وتجارب سابقة لم تكن مخلصه وتابعها أجيال عده مع نظم حكم سابقة دون طحين حقيقى وكانت كحوار الطرشان .

حقيقة الامر أن الفيصل لدى الراى العام فى مسأله الخوف والافصاح عما بداخله احساس البعض من مختلف الشرائح والمهن الاجتماعية بقدر من التهميش اذا ما تم تجاهل متطلباتهم خلال جلسات الحوار وورش العمل ليرى ويسمع ويتعلم الجميع ثقافة أدب الحوار فى حرية كامله من الراى وحق التعبير وضرورة الفهم الصحيح لقبول الاخر وحق الاختلاف حول ما ينتظروه من تطلعات وحلول عاجله تمس حياتهم للخروج من الأزمات الاقتصادية الصعبه والطاحنة و تعانى منها معظم دول العالم بدرجات متفاوته، وكيفية الخروج منها تحت مظلة وطن متماسك يعيش فى بيئة آمنه ومستقرة فى وجود دولة قوية قادرة بحق فى الدفاع عن حقوقها الوطنية والقومية وشعبها وحمايتها من كل ما يخطط ويدبر لها فى الخفاء من أعداء الخارج والداخل .

أيضا هاجس الخوف لدى الجميع بشأن ما يدور حولنا من مخاطر مما يزيد من الأعباء خوفًا على الوطن، وضرورة فتح المجال العام أمام منظومة اعلاميه تتسم بالوعى والقدرة على الوصول الى الناس مع ضرورة الفصل بين السلطات والحقوق والواجبات والحريات وتفادى خلق أزمات جديدة فيما يتعلق بملف الحبس الاحتياطي وبما يؤسس لدولة حديثة فى الجمهورية الجديدة أملا فى غد أفضل فى أن يكون الوطن أحسن وأفضل حال ينهض فيه بالعمل على تحسين وتطوير الصحة والتعليم بوتيره أسرع كما جرى مع ملفات البناء والتعمير والمشروعات التنموية العملاقه ، وهو ما يشكل قلقًا على على حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أبناءهم باعتباره حق واجب على الدولة وواجب على الحوار الوطنى أن يلامس بعضا من أحلامهم بتشريعات جريئة منظمة تنهى قدرا كبيرا من الفساد الادارى والروتيني والمحسوبية خاصة، وأن الغالبية العظمى بما فيهم الطبقة المتوسطة ليسوا اصحاب مصالح خاصة .

كما أن هناك تخوف آخر يتعلق بالقائمين على الحوار حول ماذا لو تخلوا عن أبسط قواعد الشفافية والصراحة حول ما يدور فى جلسات الحوار النقاشيه وكيفية تناولها خاصه، وقد ترافق معها حوارا مجتمعيا فى الشارع المصرى جرى فى شكل منتديات اجتماعية متقطعة أحيانا وتحكمها دوافع وطنية من الكلام المتداول الذى يحمل بين جنباته قدرا من التشاؤم بأن الحوار لا طائل منه سواء فى المقاهى أو بين أفراد الأسرة الواحده أو فى النوادي أو النقابات أو فى أروقة الصحافة والاعلام أو حتى فى تجمعات الاصدقاء ومعظمها تجمعات محدودة ويحكمها قدرا من الخوف والقلق من المجهول .

وفى تقديرى أن الحوار يقتضى أيضا أن تكون هناك قناعة تامة ورضا حقيقى بقبول الاخر وبين المشاركين أنفسهم من مختلف التيارات السياسية القومية والحزبية منها والمعارضة التى قد تحمل بعض أفكارها رؤى ينتصر لها حول بعض القضايا الأساسية وقد تكون مخالفة لما يطرح من مقتضيات الحوار والوصول إلى نقاط اتفاق حولها قد يجمع عليها البعض، والتوافق على وضع نقاط الخلاف لحين الوصول الى صيغة نهائية تلبى القدر الاكبر من الرضا وفقا للمنطق والعقل والفهم والوعى الحقيقى بأبعاد ما قد يتم طرحة من رؤى استناد للقواعد الحاكمة لحرية الراى والتعبير والتفكير دون مصادره لحق أحد علىً قاعدة " ان الخلاف فى الراى لا يفسد للود قضية" ووفق النوايا الصادقة دون ترصد أو تنمر .