فخ السحر المدفون :أسلوب نصب جديد عبر الرسائل الهاتفية

شهدت الآونة الأخيرة انتشار أساليب نصب جديدة تستهدف المواطنين عبر تطبيقات المراسلة مثل واتساب، حيث يعتمد النصابون على إثارة الخوف لدى الضحية عبر إيهامه بوجود "سحر مدفون" له، ويطلبون مبالغ مالية كبيرة مقابل فك هذا السحر. الصورة المرفقة تمثل مثالًا حيًا لهذا النوع من الاحتيال الذي يتطور يومًا بعد يوم في مصر والمنطقة العربية.
تفاصيل الحيلة
النصاب يبدأ المحادثة بالسلام والتودد مستخدمًا لغة دينية أو رسمية ليكسب ثقة المتلقي، ثم يذكر اسمه كاملًا ليوهم الضحية بأنه يعرفه معرفة شخصية. بعد ذلك، يدعي أنه عثر على سحر مدفون في المقابر الكبيرة يخص الضحية، ويعرض فك هذا السحر مقابل مبلغ مالي ضخم وصل في المثال إلى 120 ألف جنيه.
المفاجأة أن الضحية في المحادثة الموثقة بالصورة رد ساخرًا بقوله: "لا سيبته انا اللي دافنه"، وهو رد يكشف وعيه بأن الأمر مجرد خدعة، لكنه أيضًا يكشف خطورة الأسلوب في حال وقع فيه أشخاص بسطاء أو ضعاف النفوس.
أسلوب الترهيب النفسي
النصابون يعتمدون على إثارة الخوف والقلق النفسي من خلال ربط المشاكل اليومية أو التعثرات الشخصية بالسحر، ثم يقدمون أنفسهم كـ "منقذين" قادرين على الحل مقابل المال. هذا الأسلوب يندرج ضمن ما يعرف بالابتزاز الروحي أو النفسي، وهو شائع بين شبكات الاحتيال التي تستغل الجهل والخرافة.
الخسائر المحتملة
-
خسارة مالية ضخمة: المبالغ المطلوبة غالبًا تتجاوز عشرات الآلاف.
-
أضرار نفسية: يعيش الضحية تحت ضغط وهم السحر والسيطرة.
-
توسيع شبكة النصب: كل ضحية جديدة تعني فرصة لجر ضحايا آخرين من خلال أرقامهم أو معارفهم.
ردود الأفعال
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مثل هذه المحادثات بكثرة كنوع من التحذير، مشيرين إلى ضرورة الوعي وعدم الانجرار وراء هذه الأكاذيب. كما طالب البعض بضرورة تدخل الأجهزة الأمنية لوقف هذه الممارسات التي قد تؤدي إلى استنزاف مدخرات الأسر.
نصائح لتجنب الوقوع ضحية
-
عدم الرد على رسائل مجهولة تدعي وجود سحر أو علاج روحي.
-
الإبلاغ الفوري عن الأرقام المشبوهة لتطبيق واتساب أو الجهات المختصة.
-
الوعي الديني بأن السحر لا يمكن كشفه أو التعامل معه عبر رسائل مجهولة المصدر.
-
نشر الوعي بين الأهل والأصدقاء خصوصًا كبار السن الذين قد يكونون أكثر عرضة للتصديق.
أساليب الاحتيال التي تستغل التكنولوجيا والخوف النفسي
هذا النوع من النصب يعكس تطور أساليب الاحتيال التي تستغل التكنولوجيا والخوف النفسي لاستهداف المواطنين. الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول، وعلى الأفراد أن يكونوا أكثر حذرًا في التعامل مع أي رسائل مجهولة المصدر، فالحيلة تبدأ بخطاب ديني أو اجتماعي وتنتهي بابتزاز مالي ضخم.