”شهيد لقمة العيش” في إيطاليا.. مصرع شاب من أبنوب في حادث سير أثناء عمله

خيم الحزن على أهالي مركز ومدينة أبنوب بمحافظة أسيوط، شرق نهر النيل، بعد تلقيهم نبأ وفاة الشاب المصري مؤمن خيري سليم في حادث سير مأساوي بدولة إيطاليا، أثناء توجهه إلى مقر عمله، ليُسجل اسمه ضمن قائمة "شهداء لقمة العيش" الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا للغربة في سبيل تحسين أوضاعهم المعيشية.
ووفقًا لما أفاد به ذوو الفقيد وأصدقاؤه، فإن الشاب الراحل يتمتع بسمعة طيبة وأخلاق عالية، وكان معروفًا في قريته ومركزه بين الجميع بالتواضع والأدب والاحترام. وقد عمّ الحزن أرجاء أبنوب بالكامل، وبدأت صفحات التواصل الاجتماعي في التحول إلى دفاتر عزاء إلكترونية، حيث نعاه المئات بكلمات مؤثرة، وشاركوا صوره ودعوات بالرحمة والمغفرة.
تفاصيل الحادث واستعدادات نقل الجثمان
أكد مصدر من أهالي المركز أن الحادث وقع أثناء توجه مؤمن خيري إلى عمله في إحدى المدن الإيطالية، وقد فارق الحياة على الفور. وتعمل الآن الجهات المختصة، بالتعاون مع السفارة المصرية في روما والجالية المصرية هناك، على إنهاء إجراءات نقل الجثمان إلى مصر، حيث من المقرر أن يصل فجرًا عبر مطار القاهرة الدولي في تمام الساعة الثانية صباحًا.
وعقب وصول الجثمان، سيتم نقله مباشرة إلى مسقط رأسه بمركز أبنوب لتشييعه ودفنه في مقابر العائلة وسط حضور كبير من الأهالي الذين ينتظرون لحظة الوداع الأخير بقلوب يعتصرها الألم والأسى.
أهالي أبنوب: فقدنا شابًا خلوقًا.. كان مثالًا للرجولة والاحترام
وقال أحد المقربين من الشاب مؤمن خيري:
"الكل في أبنوب يعرفه، لا أحد اختلف معه، كان شابًا هادئًا محترمًا، يحترم الكبير ويحب الصغير، وكان مجتهدًا في عمله وحريصًا على مستقبله".
وأشار آخرون إلى أن الراحل كان يسعى بجهد شريف في الغربة لتأمين حياة كريمة لأسرته، وأن وفاته المفاجئة تركت غصة كبيرة في قلوب الجميع.
مأساة متكررة لشباب الغربة.. ومطالب بالدعم
وتأتي وفاة مؤمن خيري لتُعيد إلى الواجهة قضية المخاطر التي يواجهها الشباب المصري في الخارج بحثًا عن لقمة العيش، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تدفع الآلاف سنويًا للهجرة والعمل في بلاد المهجر.
وطالب أهالي مركز أبنوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة تقديم الدعم لأسر هؤلاء الشباب، سواء من خلال الرعاية الاجتماعية أو تسهيل إجراءات نقل الجثامين في مثل هذه الحالات المؤلمة.
دعوات بالرحمة ورسائل وداع مؤثرة على السوشيال ميديا
تحولت مواقع التواصل إلى منصات عزاء مفتوحة، حيث كتب أحدهم:
"رحمك الله يا مؤمن، كنت شابًا خلوقًا، محبًا للخير، وسعيك في غربتك لم يكن إلا من أجل حياة كريمة.. في الجنة بإذن الله".
ودعت مئات المنشورات لفقيد أبنوب بالرحمة والمغفرة، وسط موجة من الحزن الشديد على فقدانه في ريعان شبابه، وهو لم يتجاوز الثلاثينات من عمره.
وداعًا مؤمن.. رحلت شهيدًا للغربة والسعي الحلال
يرحل الشاب مؤمن خيري سليم تاركًا وراءه قصة حزينة جديدة تضاف إلى سجل من فقدوا حياتهم في الخارج طلبًا للرزق، لكن ذكراه ستظل باقية في قلوب أهله وأصدقائه وكل من عرفه، ليُخلّد اسمه كأحد "شهداء لقمة العيش" في إيطاليا.