قصة عم سيد.. زواج من أجل لمّ الشمل انتهى بجريمة قتل في أبو سنة و يترك 4 أطفال أيتام

لقي المواطن المصري المعروف في منطقته بـأبو سنه "عم سيد" مصرعه على يد زوج ابنته، الذي لم يكن سوى ابن شقيقته، بعد أن اختلطت النوايا الحسنة بخطأ فادح تسبب في مقتل رجل طيب القلب، وترك خلفه ثلاث بنات وولدًا أيتامًا لا سند لهم سوى الله.
بدأت القصة عندما قرر عم سيد، الذي عرف في منطقته بدماثة خلقه ونقائه، أن "يجبر بخاطر أخته" ويزوّج ابنته لابنها، رغم ماضيه المعروف في الإدمان وخروجه من مصحة علاجية، وعدم قبوله زوجا لأكثر من 20 بيت تقدم للزواج من فتياتهم وكان الرفض من جانب هذة الأسر .
ورغم علم عم سيد بكل تلك التفاصيل، قرر أن يضحي ويساعد أخته التي أنهكها الزمن، ليجمع شمل الأسرة من جديد. لكن الطيبة الزائدة كانت الغلطة التي دفع ثمنها حياته.
تفاصيل الجريمة.. الطعنات كشفت القاتل
البداتية عندما تلقى أحد أقرباء عم سيد، الشاب مصطفى، اتصالًا مفاجئًا يفيد بأن سيد "متعوّر من جوز بنته" وأنه في مستشفى قليوب. وعند وصوله بسرعة إلى هناك، فوجئ بأجواء غريبة وغير مريحة. شقيقته، والدة القاتل، كانت في حالة هستيرية، تضحك وهي تردد:
"أخويا مات في بيتي يا مصطفى".
الغريب أن محضر الشرطة كان قد أُنجز بالفعل، وكان هناك محامٍ بجانب الضابط، بدا وكأنه مستعد مسبقًا. وأكد المحامي أن ما جرى "مشاجرة"، وأن سيد هو من ذهب لبيت ابنته واعتدى عليه، فتلقى طعنة قاتلة بالسكين.
لكن التساؤلات كثيرة، وأهمها: كيف يمكن لمحضر بهذه الخطورة أن يُنجز بهذه السرعة؟ ومن أتى بالمحامي بهذه السرعة؟ ولماذا تبدو رواية المحامي منسوخة في أقوال القاتل ووالدته؟
6 طعنات.. وتفاصيل لا تُقنع الأهالي
ما أثار الشكوك والتي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها عدد من صفحات الفيس بوك تؤكد أن سيد تلقى ست طعنات متفرقة في جسده. هل من المعقول أن يتلقى هذا الكم من الطعنات ولا يُبدي أي مقاومة؟ شهود من المستشفى أكدوا أنه وصل بكركبة توكتوك برفقة امرأة منقبة (تبين فيما بعد أنها شقيقته)، وكان ينزف بشدة وهو يردد:
"وسعوا يا جماعة، أنا بنزف".
دخل المستشفى على قدميه، لكنه لفظ أنفاسه أمام الطبيب والأمن، مما يرجّح أنه لم يكن في غيبوبة تامة بعد أول طعنة كما رُوّج. فكيف إذن لم يقاوم؟ وهل كان هناك شخص آخرساعد القاتل في ارنكاب جريمته ؟
شهود محتملون.. من يكشف الحقيقة؟
المعلومات الأولية تُفيد بأن شقيق القاتل كان حاضرًا لحظة وقوع الجريمة، وأن بيت أقرباء القاتل ملاصق للمنزل الذي وقعت فيه الجريمة. كل هذه المعطيات تفتح أبواب الشك وتستدعي شهادات الجيران.
كما أن سائق التوكتوك الذي نقل سيد وشقيقته من منطقة "أبو سنة" إلى مستشفى قليوب قد يكون شاهدًا على حوار جرى بينهما خلال الطريق، ربما يحمل إجابات على ما حدث فعلًا.
نداء إنساني وشهادة حق
القضية ما زالت غامضة، والعدالة لا تكتمل إلا بشهادة الحق. لذلك، يناشد أهل الضحية كل من شاهد شيئًا أو سمع شيئًا في وقت وقوع الجريمة أن يتقدم بشهادته، وأن يتواصل مع الجهات المختصة أو يترك تعليقًا يساعد في إيصال الحقيقة للرأي العام.
فـ"عم سيد" لم يكن مجرمًا ولا معتديًا، بل رجل صالح دفع حياته ثمنًا لنيّته الطيبة. وترك خلفه أسرة مدمرة وأطفالًا يتامى.. لا ذنب لهم سوى أن والدهم أحب عائلته أكثر من نفسه.