حوادث اليوم
الثلاثاء 3 يونيو 2025 04:18 صـ 7 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

أنقذها من قلب النار».. دكتور علي الدسوقي يُجري ولادة قيصرية داخل مستشفى محترق وينقذ أم ورضيعها

دكتور علي الدسوقي
دكتور علي الدسوقي

سُجل موقف بطولي نادر للدكتور علي الدسوقي، أستاذ النساء والتوليد بمستشفى الحسين الجامعي، والذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والإنسانية، حين أصر على استكمال عملية ولادة قيصرية لإنقاذ مريضة وطفلها من الموت وسط حريق مدمر اجتاح مستشفى النور الخيرية بالمطرية.

النار تشتعل والطبيب لا يهتز ويقوم بواجبة وسط النيران

في صباح مأساوي شهد اندلاع حريق ضخم داخل مستشفى النور، تسبب في حالة من الفوضى والهلع، هرع جميع من في المكان للنجاة بأنفسهم، بينما كان الدكتور علي الدسوقي داخل غرفة العمليات يُجري ولادة قيصرية لسيدة كانت تخضع لتخدير كلي، ولا مجال لتأجيل العملية أو الهروب.

ورغم الدخان الكثيف، أصوات الصراخ، والرعب المنتشر في أرجاء المستشفى، لم يفقد الطبيب رباطة جأشه أو إحساسه بالمسؤولية، وأصر على إكمال العملية الجراحية حتى النهاية.

وبثبات نادر، أخرج الجنين، ثم نقل الأم والمولود على ذراعيه وسط ألسنة النار والدخان، حتى وصل بهما إلى مكان آمن خارج المستشفى، وسط تصفيق وذهول من شهود العيان.

الحريق أودى بحياة 3 أشخاص.. ولكن بطولته أنقذت اثنين

وقد أسفر الحريق، الذي التهم أجزاء كبيرة من المستشفى، عن وفاة 3 أشخاص رحمهم الله، إلا أن تصرف الدكتور الدسوقي حال دون سقوط ضحيتين جديدتين، وكتب حياة جديدة لطفل ووالدته كانا على وشك الهلاك.

ورغم حجم الموقف البطولي، لم يتم تسليط الضوء إعلاميًا على هذه القصة، كما لم يتلق الدكتور علي أي تكريم رسمي أو تغطية تليق بما فعله.

تحية واجبة لهذا النموذج النادر

في وقت تُسلط فيه الأضواء على "التريندات الفارغة"، وتُمنح الشهرة لمحتوى لا يحمل قيمة، يظل الأبطال الحقيقيون خلف الكواليس، أمثال الدكتور علي الدسوقي، الذي اختار إنقاذ الأرواح على أن ينجو بنفسه.

ولذلك، نحن هنا، نرفع له كل التحية والتقدير، ونطالب الجهات الطبية والإعلامية والوزارية بتكريمه رسميًا، لما قدّمه من تجسيد حي لقَسم الطبيب ولقيمة الإنسانية في أنبل صورها.

انسان وطيب يستحق التكريم

الدكتور علي الدسوقي لم يكن مجرد طبيب في غرفة عمليات، بل بطلًا حقيقيًا واجه الموت لينقذ حياة لا تعرفه، وخرج بها حيّة من قلب النار.. فهل نكرمه كما يليق؟

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found