حقيقة صورة فتاة على كرسي متحرك تطلب عريسًا مقابل 20 مليون جنيه.. ترند جديد يثير الجدل على مواقع التواصل

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية صورة لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تجلس على كرسي متحرك، مصحوبة بمنشور مثير للجدل يدّعي أنها تبحث عن زوج مقابل منحه 20 مليون جنيه، رغم أنها "لا تنجب" وتعاني من الإعاقة. وقد أثار المنشور موجة من التعليقات المختلطة ما بين السخرية والتعاطف والاستنكار، في حين تساءل البعض عن صحة القصة ودوافع نشرها.
المنشور المنتشر صيغ بلغة استفزازية لا تخلو من التسليع والإثارة، إذ جاء فيه:
“تقبل تتجوز بنت قاعدة على كرسي ومش بتخلف، بس هتديك 20 مليون جنيه؟”
وبحسب تحليل الصورة والمحتوى، فإن المنشور يدخل في إطار ما يُعرف بـ"بوستات التفاعل الرخيص"، التي تستغل صورًا إنسانية واقعية — وغالبًا دون إذن أصحابها — من أجل حصد الإعجابات والمشاركات والجدل، دون التحقق من صحتها أو مصدرها.
توثق معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة في ظل الحصار ونقص الإمكانات الطبية
مصادر صحفية وباحثون في المحتوى الرقمي أكدوا أن الصورة المتداولة تعود على الأرجح لفتاة فلسطينية من ذوي الإعاقة، سبق أن ظهرت في تقارير توثق معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة، في ظل الحصار ونقص الإمكانات الطبية والمعيشية. وبالتالي، لا علاقة لها مطلقًا بنص المنشور المتداول، ما يعزز فرضية أن القصة برمتها مفبركة ومسيئة.
وقد عبّر عدد كبير من المتابعين عن استيائهم من استخدام قضايا إنسانية بهذا الشكل، مؤكدين أن ذوي الإعاقة لا يجب أن يُعاملوا كـ"حالات للشفقة" أو "فرص للتساؤل الساخر"، بل يجب احترام كرامتهم ومكانتهم المجتمعية. فيما دعا آخرون إلى الإبلاغ عن مثل هذه المنشورات المسيئة ومن يقف وراءها.
ماذا تقول القوانين؟
وفقًا لقوانين مكافحة خطاب الكراهية والتنمر الإلكتروني في عدد من الدول العربية، يُعد نشر محتوى يتضمن استغلالًا أو تشويهًا لصورة الأشخاص ذوي الإعاقة مخالفة صريحة تستوجب الملاحقة القانونية، خاصة إذا أُرفقت صورهم بنصوص مهينة أو مضللة.
القصة مفبركة وغير إنسانية. وهي مثال صارخ على استغلال المآسي الفردية
الصورة حقيقية، ولكن القصة المصاحبة لها على وسائل التواصل مفبركة وغير إنسانية. وهي مثال صارخ على استغلال المآسي الفردية لكسب تفاعل، وهو أمر يتكرر كثيرًا في صفحات السوشيال ميديا الباحثة عن الربح السريع على حساب الكرامة الإنسانية.