حوادث اليوم
الثلاثاء 26 أغسطس 2025 01:37 صـ 2 ربيع أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
خلاف على الميراث يتحول إلى مأساة.. شاب يفقأ عين شقيقه الأكبر في الأقصر سقوط سفروت الهانوفيل في بد المباحث ..اعتدى بسلاح أبيض على عامل بالهانوڤيل تفاصيل صادمة في جريمة دلجا.. زوجة الأب الثانية تعترف بتسميم 6 أطفال ووالدهم بالمنيا النعماني يفتتح معرض «أهلا مدرستي» لتخفيف الأعباء عن طلاب الجامعه ضبط معمل تحاليل مخالف للاشتراطات ويدعو المواطنين للتبرع بالدم دون تصريح بمركز البلينا محافظ سوهاج ونائب وزير الصحة يناقشان تطوير القطاع الصحي تراجع سعر الذهب اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 بختام التعاملات.. عيار 21 بكام حبس صاحب كيان تعليمي وهمي بمدينة نصر 4 أيام للنصب والاحتيال على المواطنين ضبط شخص تعدى على شقيقه بسلاح أبيض في الإسكندرية وفاة ممرضة بأزمة قلبية مفاجئة أثناء عملها داخل مستشفى قوص بقنا انفجار أنبوبة غاز يتسبب في إصابة 8 أشخاص من أسرة واحدة بالبحيرة محكمة جنايات أسيوط تقضي بالإعدام والمؤبد في مذبحة ”أولوية المرور” بين عائلتين بديروط

من “بونسوار يا هانم” إلى “يا زبالة”.. حادث واحد على كوبريين يكشف كيف تغيرت مصر بين الأمس واليوم

حادث تصادم علي كوبري قصر النيل
حادث تصادم علي كوبري قصر النيل

تداول رواد موقع التواصل الأجتماعي فيس بوك منشور يكشف تطور الحالة الاجتماعية في التعامل بين الناس بطريقة ملفتة وقال المنشور المتداول

في مشهدين متطابقين من حيث الحدث، مختلفين جذريًا في ردود الفعل والسلوك، يتجلى الفارق الصارخ بين مصر زمان ومصر الآن. حادث اصطدام بين سيارتين، لكنه يحدث في زمنين مختلفين: الأول سنة 1951 على كوبري قصر النيل، والثاني سنة 2018 على كوبري أكتوبر.

1951: سلوك النُبلاء ولغة الأناقة

على كوبري قصر النيل، في صباح يعبق برائحة النيل والهدوء، اصطدمت سيارتان. ينزل السائق المتضرر مهرولًا، لا للغضب بل للاطمئنان:

  • هو: "بون سوار يا هانم."

  • هي تبكي: "اهئ... اهئ... آسفة يا فندم، سرحت وملحقتش أدوس فرامل."

  • هو بابتسامة راقية: "حصل خير... المهم إن حضرتك بخير."

ينضم إليهما عسكري المرور، بكل رقي واحترام:

  • العسكري: "حضرتك غلطانة يا هانم."

  • هو: "أنا متنازل، بسيطة."

بل ينتهي الموقف بدعوة مهذبة:

  • هو: "تحبي نشرب ليمون في جروبي علشان تهدي أعصابك؟"

  • هي: "ممكن نروح الأمريكين ناخد تروا بيتي كوشون."

حادث بسيط، ردود فعل راقية، لغة أنيقة، وبلد كانت تعرف معنى التمدن والأخلاق.

2018: من الرقي إلى الشتائم.. كوبري أكتوبر يشهد التغيير

ذات الحادث، ولكن هذه المرة فوق كوبري أكتوبر، في عصر السرعة والتوتر. الاصطدام يحدث، فتنزل السيدة مسرعة، لا لتعتذر، بل لتبدأ حربًا لفظية:

  • هي: "انت البعيد حمار، مين اللي علمك تسوق يا تور؟"

  • هو: "جري إيه يا زبالة، انتي اللي خابطاني من ورا، ياحيوانة!"

ينضم أمين الشرطة، في محاولة لضبط الموقف:

  • هو: "أنا متنازل."

  • هي: "عوض مين يا روح خالتك!"

هكذا، انحدرت اللغة، وانهارت القيم. اختفت الكلمات المهذبة، وظهرت ألفاظ السوق، واختفى الاعتذار لتحل محله المواجهة والشتائم.

حادثان... وكأن بينهما قرن من التراجع الأخلاقي

الحادث هو الحادث. شخص يصطدم بالآخر. لكن الفرق ليس في الحدث، بل في الإنسان. فبين "بون سوار يا هانم" و"يا زبالة"، رحلة سقوط أخلاقي تعبّر عن ما آل إليه سلوكنا الاجتماعي.

فمصر التي كانت تتزين بالرقي والتحضر، تحولت في مشاهد كثيرة إلى مرآة للفوضى والانفعال. لم يعد الشارع مكانًا للعبور فقط، بل ساحة صراع لفظي وانفعالات غير منضبطة.

نتحسر على زمن كانت فيه الكلمة الطيبة سيدة الموقف

لسنا نتحسر على سيارة خُدشت أو صدمة مرورية بسيطة، بل نتحسر على زمن كانت فيه الكلمة الطيبة سيدة الموقف، وكان الاعتذار فضيلة، وكان الهدوء شرفًا.

حادث مرور واحد في زمنين مختلفين، كشف لنا كيف تغيّرنا... لا كدولة، بل كأفراد.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found