حوادث اليوم
الخميس 26 يونيو 2025 11:47 مـ 1 محرّم 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

جريمة الأسرار الصامتة في العمرانية : أم تنهي حياة طفليها وتقفز في النيل

شرطة واسعاف
شرطة واسعاف

شهدت منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة جريمة تقشعر لها الأبدان عندما أقدمت سيدة على قتل طفليها ذبحًا داخل منزلها ثم حاولت الانتحار بإلقاء نفسها في نهر النيل، غير أن الأقدار شاءت أن تُنقذها أيادي المارة وتُفتح معها صفحة من التحقيقات الكاشفة لأسباب إنسانية ونفسية معقدة تقف خلف الجريمة.

عاد الزوج من العمل ليجد طفليه البالغين من العمر خمس وثلاث سنوات مذبوحين

وقعت الجريمة مساء الخميس 26 يونيو 2025، حين عاد رب الأسرة إلى منزله في منطقة العمرانية ليواجه أسوأ مشهد يمكن لأي أب أن يتخيله، إذ وجد طفليه الصغيرين البالغين من العمر خمس وثلاث سنوات مذبوحين ومقيدين داخل إحدى غرف المنزل باستخدام حبل غسيل وشريط لاصق. وبينما كان الأب في حالة صدمة وانهيار، تلقى اتصالًا من شقيق زوجته يخبره بأن الأم ألقت بنفسها في النيل، بعد ارتكابها الجريمة.

الأهالي وقوات الإنقاذ النهري تحركوا بسرعة إلى موقع البلاغ، حيث تمكّن بعض المواطنين من إنقاذ السيدة وهي لا تزال على قيد الحياة لكنها مصابة بجروح، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

اعترافات صادمة ... خلافات زوجية ومخدرات

وفور استقرار حالتها الصحية، بدأت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها مع السيدة التي اعترفت بتفاصيل جريمتها في أقوال أولية مثيرة، حيث قالت إنها كانت تعاني من خلافات أسرية مستمرة مع زوجها، واتهمته بإساءة معاملتها وتعاطي المخدرات. وأشارت إلى أنها فقدت القدرة على الاحتمال، وأصيبت بحالة من الانهيار النفسي دفعتها لاتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياة طفليها والتخلص من نفسها بعدها.

وأكد مصدر أمني أن المتهمة بدت في حالة نفسية سيئة عند استجوابها، مشيرًا إلى أن فريقًا من النيابة العامة انتقل إلى المستشفى للاستماع لأقوالها في محضر رسمي تم تحريره حول الواقعة، كما تم التحفظ على مكان الجريمة لإجراء المعاينة الجنائية واستكمال التحقيقات.

ردود فعل حزينة وغاضبة.. كيف لأم أن تنهي حياة فلذات كبدها.

أثارت الجريمة موجة حزن عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف عن صدمتهم من التفاصيل القاسية، مؤكدين أن ما حدث لا يمكن تبريره بأي ظرف، فيما طالب آخرون بالنظر في الأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفع أمًا لإنهاء حياة فلذات كبدها.

كما انتقد البعض غياب آليات الدعم النفسي والاجتماعي للأمهات المضطهدات داخل البيوت المصرية، مؤكدين أن تجاهل مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى تكرار كوارث مشابهة في المستقبل، مطالبين بتشديد الرقابة المجتمعية وتفعيل دور مؤسسات حماية الأسرة والمرأة.

النيابة تواصل التحقيق والتحفظ على المتهمة

من جانبها، باشرت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الواقعة، وقررت حجز المتهمة لحين استكمال التحريات، واستدعاء عدد من الشهود وأفراد العائلة، بما فيهم الزوج للتحقيق معه في الاتهامات التي وجهتها إليه زوجته. كما أمرت النيابة بإعداد تقرير طبي ونفسي شامل عن حالة المتهمة تمهيدًا للعرض على الطب الشرعي وبيان مدى سلامتها العقلية وقت ارتكاب الجريمة.

خلفيات حزينة ونهاية مأساوية

تعكس الجريمة بحسب مختصين حالة من التآكل النفسي الداخلي الذي قد يصيب الأمهات تحت وطأة العنف المنزلي والإحباط اليومي والظروف الاقتصادية الصعبة. فبينما يفترض أن يكون البيت هو الحصن الآمن للأسرة، تحوّل في هذه الحالة إلى مسرح لجريمة هزّت الضمير الإنساني في مصر.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found