حوادث اليوم
السبت 5 يوليو 2025 08:27 صـ 10 محرّم 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
بعد 35 سنة غربة في ليبيا.. عبد الفتاح من طنبدي يعود ليكتشف وفاته رسميًا ورفض ابنه الاعتراف به مشادة بين جيران تتحول إلى جريمة قتل تهز كفر الزيات.. مصرع شاب وإصابة عمه قبل صلاة الجمعة كشف غموض مقتل سائق «توك توك» في طما على يد إبن عمة بسوهاج يوم مأساوي في الأقصر.. غرق شابين في نهر النيل وحريق يلتهم شقة بالسواقي الفكهاني خلص علي زوجته داخل شقته في الطالبية بدافع الشك والنيابة تأمر بحبسه وفاة مفاجئة لسائق قطار المناشي بعد إيصال الركاب لمحطة التحرير في البحيرة حادث قطار مأساوي يودي بحياة يوسف الشيمي لاعب طلائع الجيش وزميله في طوخ بالقليوبية بعد 72 ساعة من وفاة زوجها.. قرية كفر الحما بالغربية تودّع السيدة الزيات في مشهد مؤثر حادث جديد على الطريق الإقليمي قرب الباجور يصيب 4 أشخاص ومطالب بالرقابة على السائقين انقلاب ميكروباص في أسيوط يصيب 16 بينهم أطفال ووفاة طفل في حادث آخر بمنقباد 3 جرائم في يوم واحد بالقاهرة.. مقتل سيدة حامل في المعادي وصديقتها في التجمع الأول وطعن شاب بالمرج دافع عن طفل ...قصة أنهاء حياة مصطفي في السلام

بعد 35 سنة غربة في ليبيا.. عبد الفتاح من طنبدي يعود ليكتشف وفاته رسميًا ورفض ابنه الاعتراف به

الحاج عبد القتاح
الحاج عبد القتاح

في قصة أغرب من الخيال عاد الحاج عبد الفتاح البالغ من العمر ستين عامًا إلى قريته طنبدي التابعة لمركز طنطا بعد غربة طويلة استمرت خمسة وثلاثين سنة قضاها في ليبيا ليكتشف عند عودته أن اسمه قد تم تسجيله ضمن المتوفين في السجلات الرسمية وأنه لا وجود قانوني له على أرض وطنه

نصيحة بالسفر خارج البلاد

يقول الحاج عبد الفتاح إنه قبل سفره إلى ليبيا كان متزوجًا ولديه ابن وبنت لكنه دخل في خلافات حادة مع أهل زوجته انتهت بطرده من البيت ليجد نفسه بلا مأوى ويضطر للنوم في مسجد القرية داخل النعش لمدة عام كامل هربا من البرد والصقيع حتى نصحه أحد معارفه بالسفر خارج البلاد

وبالفعل غادر عبد الفتاح إلى ليبيا في زمن كان السفر فيه يتم بالبطاقة الشخصية فقط وهناك بدأ حياة جديدة واستقر وتزوج مرة أخرى وأنجب أولادًا واستمر في عمله لعقود دون نية للعودة إلى مصر

تلقى اتصالا من شقيقه يخبره فيه بوفاة والدته ووالده فقرر العودة إلى وطنه

لكن منذ عامين ونصف تلقى اتصالا من شقيقه يخبره فيه بوفاة والدته ووالده فقرر العودة إلى وطنه لأداء واجب العزاء وكان دخوله عبر الحدود المصرية بشهادة الميلاد فقط لأن بطاقة الرقم القومي الخاصة به أصبحت لاغية بعد إعلان وفاته

شهادة وفاة مزورة باسمه وحين فشلت القضية تخلوا عنه تماما وأنكروه ورفضوا الاعتراف به

المفاجأة الصادمة كانت عندما علم أن أبناءه وإخوته البنات أقاموا دعوى للحصول على الميراث مستخدمين شهادة وفاة مزورة باسمه وحين فشلت القضية تخلوا عنه تماما وأنكروه ورفضوا الاعتراف به

يضيف عبد الفتاح أنه يعيش منذ عودته بلا هوية رسمية ولا يستطيع استخراج بطاقة رقم قومي لأن الإجراءات تتطلب شهادة أحد أقاربه من الدرجة الأولى وعلى رأسهم ابنه الذي رفض الحضور ما لم يحصل على مبلغ مالي قدره مئة ألف جنيه مقابل التوقيع

التواصل مع الأبن أصبح شبه مستحيل بسبب الانقطاع الطويل

عبد الفتاح الذي تغيرت لهجته تماما بعد سنوات الغربة في ليبيا لم يعد قادرا حتى على التواصل مع ابنه أو التعرف عليه يقول إنه لا يعرف شكله ولا طباعه ولم يتحدث معه منذ عقود ويرى أن التواصل الآن أصبح شبه مستحيل بسبب الانقطاع الطويل

يعيش الحاج عبد الفتاح اليوم في مأساة حقيقية فهو لا يستطيع العمل بسبب فقدان هويته الرسمية ولا يستطيع السفر مجددًا إلى ليبيا حيث أسرته الثانية كما أنه بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة في قدمه ولا يمكنه الدخول إلى أي مستشفى حكومي دون بطاقة شخصية

أصبح الآن مشردا بين المؤسسات غير المعترفة بوجوده القانوني وأقارب رفضوا حتى النظر إليه بعدما كان الأمل الوحيد في لم شمل ضاع بسبب جشع المال وقسوة القلوب

نموذجا حيًا لمعاناة الغريب حين يعود إلى وطن لم يعد يعرفه ولم يعد يعترف به

ويطالب عبد الفتاح عبر هذه القصة المؤثرة الجهات المعنية ووزارة الداخلية بالتدخل العاجل لإعادة إثبات وجوده القانوني واستخراج بطاقة الرقم القومي من خلال إجراءات استثنائية مراعاة لظروفه الإنسانية

قصته تمثل نموذجا حيًا لمعاناة الغريب حين يعود إلى وطن لم يعد يعرفه ولم يعد يعترف به وتبقى المأساة قائمة حتى تتحرك الجهات المختصة لإنهاء حالة إنسانية تستحق الرعاية لا التهميش

الواقعة كشفت عن ثغرات خطيرة في منظومة الأحوال المدنية وعن ضرورة توفير آليات لإثبات الشخصية في حالات العودة من الغربة الطويلة كما فتحت النقاش حول القيم الاجتماعية التي تلاشت أمام صراعات الميراث ومطالب المال

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found