خرج يبحث عن لقمة العيش فعاد جثة.. مأساة الشاب ”السيد” ضحية شجرة الموت في يوم المطر

لم يكن يعلم الشاب السيد أن خروجه المعتاد لكسب رزقه على "التوكتوك" سيكون آخر عهده بالحياة فالشاب الذي لم يُكمل عامه الثلاثين متزوج منذ عامين وأب لطفل لم يبلغ عامه الأول بعد خرج من منزله بمنتهى البساطة والحنية بعد أن غسل محصول الغلة مع زوجته والتقط معها صورًا ومعهما صغيرهما قبل أن يودعهم بكلمات هادئة ليقول إنه ذاهب لمشوار صغير وسيعود قريبًا
أتصال صادم لأسرتة يقلب الموازين
قبل العصر بلحظات بدأت الأمطار تتساقط بغزارة والرياح تعصف بكل ما حولها فاتصلت زوجته تطمئن عليه فأجابها بصوت مطمئن "ما تقلقيش مافيش حاجة" لتكون هذه آخر كلماته لها حاولت بعدها الاتصال به مرارًا دون استجابة حتى جاءهم الاتصال الصادم أن "شجرة وقعت على التوكتوك ونقلوه على المستشفى"
السيد مات
الأب لم يصدق الخبر خرج يركض مع أولاده يسأل الناس في الشارع عن مكان الحادث وما حدث فعلاً ليُفاجأ بأن نجله الشاب نُقل إلى المستشفى وبينما هو في الطريق سمع ما لم يكن يتخيله "السيد مات"
عاد جثة هامدة تحت شجرة لم ترحم أحلامه ولا صورته الأخيرة
هكذا انتهت حياة شاب في عز شبابه خرج لأجل لقمة عيش بالحلال فعاد جثة هامدة تحت شجرة لم ترحم أحلامه ولا صورته الأخيرة مع طفله الذي لن يتذكر منه سوى صورة مؤلمة وعين باكية وزوجة ترملت في عمر الزهور
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يُلهم أسرته الصبر والثبات فمثل السيد لا يموت بل يظل حيًا في قلوب من عرفوه وفي دعاء كل من قرأ حكايته وتألم لها من قلبه