جريمة بلا رحمة.. أم مصابة بشلل نصفي تفارق الحياة على يد أبنائها

في جريمة مأساوية هزّت حي إمبابة الشعبي بمحافظة الجيزة، كشفت الأجهزة الأمنية عن تفاصيل صادمة لمقتل سيدة أربعينية على يد أبنائها، بعد تعرضها لتعذيب بدني داخل منزلها الضيق الواقع في إحدى الحارات بالمنطقة، رغم كونها مصابة بشلل نصفي أقعدها عن الحركة.
داخل غرفة بسيطة بمنزل متواضع، كانت "الأم"، البالغة من العمر 45 عامًا، طريحة الفراش، لا تقوى على الحركة منذ إصابتها بشلل نصفي. الحياة لم تكن سهلة عليها، لكنها لم تكن تعلم أن أقرب الناس إليها، وهما ابنها البالغ من العمر 19 عامًا وابنتها صاحبة الـ18 عامًا، سيكونان سببا في نهايتها المأساوية.
في مساء يوم الحادث، دخل الابن إلى الغرفة يحمل طبقًا من الطعام، ووضعه أمام والدته التي رفضت تناول الطعام، ربما عن تعب أو عن ألم نفسي طويل عانته في صمت. حاولت الابنة إقناعها بالأكل، لكن الأم أدارت وجهها، ربما كانت صرخة رفض أخيرة ضد المعاملة القاسية التي تلقتها.
بدلاً من أن يشعر الأبناء بالشفقة، انفجرا في نوبة غضب هستيرية، تعديا خلالها على والدتهما بالضرب المبرح، بالركل والصفع، وكأنها ليست من أنجبتهما وربتهما. استمر الاعتداء الوحشي حتى أسلمت روحها بين أيديهما، منهكة، مكسورة، بلا صوت.
لم تمر دقائق حتى ساد صمت ثقيل في المنزل، قبل أن تنبعث رائحة الجريمة إلى الجيران، الذين شعروا بشيء غير طبيعي وقرروا إبلاغ الأجهزة الأمنية. على الفور، انتقل المقدم محمد طارق، رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، وقوة من الشرطة إلى موقع البلاغ.
وبالفحص، تبين أن الجثة لسيدة في العقد الرابع من عمرها، تظهر عليها علامات تعذيب وكدمات في مناطق متفرقة من جسدها. وبإجراء التحريات، تبيّن أن أبناء الضحية هم من ارتكبوا الجريمة.
كشفت التحقيقات التي باشرها العقيد أحمد الحسيني، مفتش مباحث قطاع الشمال، أن الجريمة وقعت بعد نشوب مشادة كلامية بين المجني عليها وأبنائها، إثر رفضها تناول الطعام. الأمر الذي دفع الابن والابنة للاعتداء عليها بالضرب داخل غرفتها، حتى فقدت وعيها وتوفيت.
وأفاد شهود من الجيران أن الأسرة كانت تمر بظروف اجتماعية صعبة، وأن الخلافات كانت متكررة بين الأم وأبنائها، لكن أحدًا لم يتخيل أن تصل الأمور إلى حد القتل.
تم نقل جثة الأم إلى مشرحة مستشفى إمبابة العام، وأمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان أسباب الوفاة بدقة، والتصريح بالدفن عقب انتهاء الإجراءات.
وبمواجهة الأبناء بما ورد في التحريات، اعترفا بتفاصيل الجريمة كاملة، مؤكدين أنها حدثت نتيجة انفعال لحظي، "كنا بنحاول نخليها تاكل".
أمرت النيابة بحبسهما 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيق، وجدد قاضي المعارضات حبسهما لمدة 15 يومًا إضافيًا. كما اصطحب فريق من النيابة المتهمين إلى مكان الواقعة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل الجريمة، تمهيدًا لإحالتهما إلى محكمة الجنايات.