”آية” طلبت أسبوعًا مع والدها.. فكانت نهايتها في لحاف وسجادة

في جريمة بشعة هزّت الرأي العام وأثارت صدمة واسعة بمحافظة الجيزة، كشفت أجهزة الأمن تفاصيل العثور على جثة فتاة مشوهة ومقطعة الأوصال داخل نفق بمنطقة بولاق الدكرور، في مشهد مأساوي يكشف عن قسوة لا توصف، انتهى بإعدام الأب القاتل وزوجته.
العثور على الجثمان المشوه داخل نفق
في 30 أبريل 2024، تلقت أجهزة الأمن بلاغًا من عمال بإحدى الشركات القريبة من نفق البداروي بمنطقة بولاق الدكرور، أفادوا فيه بانبعاث رائحة كريهة من جسم غريب ملقى أسفل النفق. انتقلت قوة من رجال الشرطة على الفور إلى الموقع، ليكتشفوا أن الجسم الغريب هو جثمان بشري بلا رأس أو أطراف، ملفوف بإحكام داخل سجادة ولحاف، ومربوط بحبال.
تم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم، وسط حالة من الغموض بسبب صعوبة تحديد الهوية نتيجة التحلل الجزئي والتشويه المتعمد للجثمان.
مفاجأة من سائق توك توك
وفي مفاجأة غير متوقعة، حضر سائق توك توك من تلقاء نفسه إلى قسم الشرطة، وأدلى بشهادة قلبت مسار التحقيق. قال إنه في الليلة السابقة للعثور على الجثة، قرابة الساعة 11 مساءً، استوقفه رجل وسيدة يحملان "طشتًا" كبيرًا تنبعث منه رائحة كريهة، وكان مغطى ويتساقط منه دم. وعندما سألهما عن الأمر، ادعيا أنه لحم فاسد يُعاد لأحد الأقارب.
ترك الراكبان بقعة دم على مقاعد التوك توك، ما أثار شكوك السائق، الذي قرر التقدم ببلاغ بعد أن سمع عن الواقعة في الأخبار.
فحص الجثمان يكشف هوية الضحية
أسفرت التحقيقات والفحص الطبي عن مفاجأة مروعة؛ إذ تبين أن الجثة تعود لطفلة تدعى آية، 16 عامًا، تعرضت للذبح باستخدام آلة حادة، ثم قُطّعت أطرافها ورأسها بآلة معدنية، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة وهويتها.
بدأ فريق البحث الجنائي جهودًا موسعة لتحديد هوية الجناة، بالاعتماد على شهادة السائق، وتفريغ كاميرات المراقبة، وجمع أقوال الشهود، حتى توصلت التحريات إلى الجاني الحقيقي.
الأب القاتل.. والزوجة الشريكة
كشفت التحقيقات عن مفاجأة مأساوية: الجاني هو والد الفتاة، ويدعى وحيد رمضان (41 عامًا)، يعمل كهربائيًا، وتعاونت معه في الجريمة زوجته حنيفة. وبضبط المتهمين، انهارا أمام الأدلة واعترفا تفصيليًا بارتكاب الجريمة.
أقر الأب بأنه لم يرَ ابنته منذ أن كانت بعمر 3 سنوات، بعد أن طلق والدتها وتركها تعيش معها. ومع بلوغ آية سن المراهقة، طلبت من والدتها أن تزور والدها لمدة أسبوعين فقط.
دوافع الجريمة: غيرة وانتقام
استجابت الأم لرغبة ابنتها وأرسلتها إلى والدها. فور وصول آية إلى منزل الأب، بدأت الزوجة الثانية تشعر بالغيرة من الفتاة، وادعت كذبًا أنها تتحدث مع شاب، وأنها "ستجلب العار"، وراحت تحرض الأب يومًا بعد يوم.
وفي لحظة شيطانية، قرر الأب إنهاء حياة ابنته بمشاركة زوجته. أرسلوا أبناء الزوجة لمنزل أحد الأقارب، ثم ذبح وحيد طفلته أثناء نومها بمساعدة حنيفة، وقطّعا جثمانها باستخدام آلة حادة وزرادية.
نقل الجثة وإخفاء الأدلة
وضع المتهمان الرأس والأطراف في كيس أسود، والجذع داخل لحاف وسجادة، ثم نقلا الجثة باستخدام "طشت" عبر توك توك إلى نفق البداروي، حيث ألقيا بها. أرشد الأب عقب القبض عليه رجال المباحث إلى مكان الكيس المدفون وسلاح الجريمة.
اعتراف الأم.. وصدمتها
في التحقيقات، قالت الأم، وتُدعى هند، إنها لم تتخيل أن الأب قد يؤذي ابنته، وأكدت أن آية كانت على تواصل مستمر معها، وكانت تحكي لها تفاصيل حياتها اليومية خلال زيارتها القصيرة لمنزل والدها.
اختفت آية فجأة، ولم تتلقَ الأم أي اتصال، حتى فوجئت بخبر العثور على جثتها، في صدمة لم تفق منها حتى اليوم.
الحكم النهائي.. إعدام شنقًا
بعد أشهر من التحقيقات، والاستماع إلى كافة الشهادات، وتفريغ الكاميرات، وتوثيق اعترافات المتهمين، أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها النهائي في القضية، وقضت بـ: الإعدام شنقًا للأب "وحيد رمضان" وزوجته "حنيفة" بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وتشويه الجثة، وإخفاء معالم الجريمة.