من الحب إلى الجريمة.. كيف تحولت حياة هانم إلى جحيم؟

في واقعة صادمة هزّت محافظة الشرقية ومصر بأكملها، شهدت مدينة العاشر من رمضان جريمة قتل بشعة، ارتكبها زوج بحق زوجته في ثاني أيام عيد الأضحى 2024، بعدما أقدم على سكب البنزين عليها وإشعال النيران في جسدها أثناء نومها، لتنتهي حياتها في مشهد مأساوي.
بداية القصة.. زواج انتهى بجحيم
هانم، شابة من محافظة الدقهلية، ارتبطت بـ"إبراهيم م."، حداد يبلغ من العمر 38 عامًا، بعد زواج عادي في بدايته، لكن سرعان ما تحولت حياتها إلى سلسلة من الخلافات وسوء المعاملة.
ست سنوات كاملة انتظرت خلالها أن تصبح أمًا، حتى رزقها الله بطفلين هما "سالم" و"مالك"، لكنها لم تجد في ذلك ما يغيّر من قسوة زوجها.
ملجأ الأمان كان بيت شقيقتها
بسبب الخلافات المستمرة، كانت هانم كثيرًا ما تلوذ ببيت شقيقتها الصغرى في مدينة العاشر من رمضان، حيث تجد هناك أذنًا صاغية لهمومها، أو تكتفي بالصمت والحزن. وفي أول أيام عيد الأضحى 2024، اجتمعت مع والدتها وشقيقتها الصغرى في أجواء عائلية بسيطة، قبل أن تعود إلى منزلها مساءً، غير مدركة أن تلك العودة ستكون الأخيرة.
ليلة الجريمة.. هدوء يسبق الانفجار
في ثاني أيام العيد، تناولت هانم الإفطار مع زوجها وطفليها، وفي المساء جلسوا للعشاء. بعد نوم الصغيرين، مارست حياتها الزوجية معه كالمعتاد، ثم ذهبت للنوم في الصالة. دقائق قليلة فصلتها عن الكارثة.
اللحظات الأخيرة قبل المأساة
استيقظت الزوجة على رائحة نفاذة وقطرات باردة تبلل جسدها، لتجد زوجها فوقها، يسكب البنزين ويشعل ولاعته. في لحظات، اشتعلت النيران في جسدها، وتصاعد دخان كثيف من الشقة، ما دفع الجيران للهرع نحو المنزل. تمكنوا من إخماد الحريق ونقلها إلى المستشفى، لكن إصابتها كانت بالغة، إذ بلغت نسبة الحروق نحو 100%.
محاولات إنقاذ فاشلة
بعد نقلها إلى مستشفى ههيا للحروق، حاول الأطباء على مدار 48 ساعة إنقاذ حياتها، لكنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها البالغة. مشهدها على السرير، وجسدها مغطى بآثار الحريق، كان كفيلاً بإدخال الحزن والرعب في قلوب أسرتها.
التحقيقات وكشف الدوافع
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، وتم تحرير محضر بالحادث، وضبط الزوج المتهم. وبمواجهته، اعترف بارتكاب الجريمة بسبب خلافات أسرية. النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة.
حكم القضاء
بعد استكمال التحقيقات وإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات، قضت المحكمة بمعاقبته بالإعدام شنقًا لقتله زوجته عمدًا بإشعال النار في جسدها أثناء نومها، في جريمة وصفت بأنها واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري في السنوات الأخيرة.