”قصة سقوط عصابة مدام سحر.. 3 شباب بالمحلة نصبوا على طبيب وآخرين عبر فيسبوك”؟

عمليات النصب علي مواقع التواصل الأجتماعي تأخذ اكثر من طريق ونحن هنا أمام واقعة مثيرة تكشف بشكل واضح - كيف يتحول فضاء الإنترنت إلى فخ خطيرة يستغلة بعض المجرمين حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بمدينة المحلة من ضبط 3 شباب احترفوا النصب على المواطنين عبر إنشاء حسابات وهمية بأسماء نسائية وهمية مثل "مدام سحر" و"مدام شيماء"، للإيقاع بضحاياهم في فخ المحادثات والمقابلات ثم سرقتهم تحت تهديد السلاح والتشهير بهم بالتصوير.
البداية.. حسابات فيك وحوارات وهمية
القصة بدأت حين أنشأ ثلاثة شباب من مدينة المحلة حسابات مزيفة على فيسبوك بأسماء نسائية جذابة. بدأوا بإرسال طلبات صداقة لمواطنين من داخل المحلة وخارجها، ومن ثم الدخول في محادثات طويلة معهم.
أحد المتهمين كان يمتلك موهبة تقليد أصوات النساء، فكان يجري مكالمات صوتية مع الضحايا ليعزز من مصداقية الشخصية الوهمية، حتى يطمئن الطرف الآخر أنه بالفعل يتحدث إلى امرأة.
تطور الأحداث.. من الدردشة إلى اللقاء
ومع تطور العلاقة، كان الضحايا يطلبون مكالمات فيديو، فتتحجج "مدام سحر" أو "مدام شيماء" بأنها تخشى أن يكتشفها زوجها. ثم يأتي الاقتراح المغري: مقابلة شخصية في أحد المقاهي بمدينة المحلة.
وبالفعل، حين يستجيب الضحية ويفكر في اللقاء، يتم تحديد المكان غالبًا بالقرب من مستشفى الربيع بمنطقة الشعبية في المحلة.
الفخ.. سرقة وتصوير
بمجرد وصول الضحية، يجد نفسه في شوارع جانبية معقدة، ليتم محاصرته من الشباب الثلاثة، وتجري عملية التثبيت وسرقة كل ما بحوزته من أموال وهواتف، مع إجباره على التصوير لتوريطه ومنعه من تقديم بلاغ خوفًا من الفضيحة.
أبرز الضحايا.. طبيب من كفر الشيخ
من بين الضحايا طبيب شاب من محافظة كفر الشيخ، وقع في الفخ بعد محادثات مطولة مع "مدام سحر". وبعد أن تعرض للسرقة والتهديد بالتصوير، توجه بالفعل لتحرير محضر رسمي، لكنه سرعان ما تنازل عنه خوفًا من الفضيحة، لينتهي الأمر بتصالحه مع المتهمين.
سقوط العصابة
لكن الخميس الماضي، كرر الشباب الثلاثة جريمتهم مع أحد أبناء المحلة، حيث استدرجوه وسرقوا ممتلكاته. هذه المرة لم يصمت الضحية، وتقدم ببلاغ رسمي.
على الفور، تحركت مباحث تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وحدة مباحث قسم ثان المحلة، ليتم تحديد مواقع المتهمين وضبطهم جميعًا، وإحالتهم إلى النيابة العامة التي قررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
عبرة لضحايا الثقة الزائدة
القضية سلطت الضوء على خطورة الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع استغلالها في النصب والابتزاز. وأكدت الأجهزة الأمنية أن مواجهة هذه الجرائم لا تتم فقط عبر الحملات الأمنية، بل أيضًا من خلال وعي المواطنين وتجنب الثقة في شخصيات مجهولة على الإنترنت.