دماء بريئة سالت بسبب 50 جنيه.. القصة الكاملة لجريمة الوراق

شهد حي الوراق بمحافظة الجيزة واقعة مأساوية تحولت فيها مشادة كلامية بسيطة إلى جريمة قتل بشعة راح ضحيتها ترزي شاب، بعدما أقدم مالك محل ثلاجات على طعنه عدة طعنات نافذة بسلاح أبيض، بسبب خلاف مالي لم يتجاوز 50 جنيهًا.
بداية الخلافات
البداية تعود إلى خلاف مالي بين الطرفين، حيث كان المجني عليه محمد. ن، 25 عامًا، يعمل ترزيًا، قد استدان مبلغ 50 جنيهًا من المتهم محمود. م، 23 عامًا، مالك محل ثلاجات، على سبيل السلف، على أن يقوم برد المبلغ في أقرب وقت.
ومع مرور الأيام وعندما جاء موعد السداد، أخذ المجني عليه يماطل في رد المبلغ، مما تسبب في توتر العلاقة بينهما، خاصة بعد أن وعد أكثر من مرة بالسداد ولم يفِ بذلك.
في يوم الحادث، تقابل الطرفان في أحد شوارع حي الوراق، وطلب المتهم من المجني عليه المبلغ، إلا أن الأخير اعتذر بحجة أنه لا يمتلك النقود في الوقت الحالي، وطلب منه مهلة يومين فقط للوفاء بوعده.
لكن كلمات المجني عليه لم تشفع له، إذ انفعل المتهم بشدة، وتطور النقاش الحاد بينهما إلى مشاجرة عنيفة، قام خلالها المتهم بإخراج سلاح أبيض كان بحوزته، وسدد عدة طعنات قاتلة للمجني عليه، ليسقط الأخير غارقًا في دمائه وسط ذهول المارة.
التحريات الأمنية
على الفور، تلقى قسم شرطة الوراق بلاغًا يفيد بنشوب مشاجرة وسقوط قتيل.
وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ، حيث تبين أن المجني عليه ترزي معروف بالمنطقة، بينما المتهم شاب في بداية العشرينيات يمتلك محل ثلاجات.
وبإجراء التحريات تبين أن سبب الجريمة خلافات مالية سابقة بين الطرفين حول مبلغ 50 جنيهًا، وأن المماطلة في السداد أشعلت الخلاف وأدت إلى وقوع الكارثة.
اعترافات المتهم
تمكنت قوات الشرطة من ضبط المتهم، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، اعترف بارتكاب الجريمة.
وقال المتهم في اعترافاته: "كنت مسلف محمد 50 جنيه، وكل مرة يقول هيسدد ومكانش بيديني حاجة، ولما طلبت الفلوس رفض وقال استنى يومين، أنا اتعصبت ومكنتش أقصد أقتله، كنت بدافع عن نفسي."
قرارات النيابة
قررت النيابة العامة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت رجال المباحث بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة وملابساتها.
وأمرت النيابة أيضًا بالتحفظ على كاميرات المراقبة القريبة من مسرح الجريمة لتفريغها وبيان ما حدث لحظة بلحظة، إضافة إلى عرض جثمان المجني عليه على الطب الشرعي لتشريحه وبيان سبب الوفاة بدقة، ثم التصريح بالدفن عقب الانتهاء من التقرير الطبي.
صدمة بين الأهالي
وأثارت الجريمة حالة من الحزن والذهول بين الأهالي، الذين أكدوا أن الواقعة صادمة نظرًا لتفاهة السبب، حيث لم يتوقع أحد أن مبلغًا بسيطًا مثل 50 جنيهًا يمكن أن يتحول إلى شرارة تشعل خلاف دموي ينتهي بجريمة قتل مأساوية.